⁠⁠⁠1 كانون الثاني

الأرض عاطلةٌ عن الدوران هذا اليومَ,

والأنهار عاطلةٌ عن الجريان,
نومٌ شاملٌ يسْري على الناجينَ والغرقى ,
على الفقراء والفقهاء ,
حتى الموج يسرق دمعةً
من خلف ظهر البحر
كي يبكي تكَسّره على خشب الشقاءْ
تكفي يدٌ لتعكّر الساعات ,
أو ريحٌ لتركلَ
وهي تصْفُرُ غير عابئة
مؤخّرة السماءْ
لم ينجزالفلكيّ بعدُ
مهمة التحديق في قرنَيّ برج الجدي ,
فيما الشمس تترك عُرْفها في عهدة المتنبئينَ
وتكتفي بتأمل السنة القديمة
وهي تُسْلم ضوءها المشلولَ
للسنة الجديدة,
ليس من داع لتختلق الغيومُ ذريعةً
لتنام في كنف الجبال ,
ولا العواصمُ كي تشيخَ ,
ولا المواعيدُ انتظارات ,
ولا المتسكّعون على الرصيف منازلاً
لتبيتَ وحشتهمْ,
ولا العشاقُ أضرحةً لخيبتهمْ ,
ولا الشعراءُ أبنيةً تطيرُ
على ارتفاع شاهق فوق الكتابة,
والأسرّة لا تفكّر بالخيانة والوفاءْ
سيكون فيما بعْد متسَعٌ
لترتجل الشكوكُ مَخادعاً أخرى
بعيداً عن مخاتلة الرجال
وعن أحابيل النساءْ
محضُ اشتهاء للغياب يطلّ
من هذا السبات برأسه,
محض ادّعاء ذلك الثلجُ المصوّحُ
في أعالي الروح ,
فيما يمسكُ الموتى بمفردهم زمام الأرض
وهي تجسّ نبضَ خيالها الواهي
وترْسُبُ في نفايات الرجاءْ

السابق
وزارة الداخلية السعودية تحذر من المساس بالقاضي الشيعي المختطف
التالي
حزب الله..أزمة هوية لبنانية وعربية