باحث اميركي: ترامب قد يحقق حلم ايران في سوريا

ايران قد تستفيد من إدارة ترامب

في مقال للدبوماسي والباحث الاميركي دينيس روس في معهد واشنطن عنوانه “هل سيعزّز ترامب من قدرة إيران”، يقول الكاتب ان الادارة الاميركية الجديدة القادمة مع الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب لم تحدد إلى الآن رؤيتها للسياسة الخارجية، ولكن ما هو معروف ان ترامب تحدث لأكثر من مرة عن ان الروس والنظام السوري يحاربان ارهاب داعش وعلى اميركا الاستفادة من قتالهما هذا، إلا ان موقف اميركا من محاربة النظام وروسيا لداعش قد يعزز موقف ايران في الشرق الاوسط.

يضيف الباحث ان ايران وروسيا مسؤولتان عن ما حل في سوريا من كارثة ومسؤولتان عن سقوط حلب وإستعادة الاسد السيطرة على المدينة بالكامل، وبالتالي فإن الحرب السورية دخلت في مرحلة مختلفة تماماً عن السابق، كإفساح المجال للحلول العسكرية بأن تصبح امراً واقعاً.

ورغم ذلك إلا ان الروس والسوريين لا يبديان اهمية لمحاربة داعش إنما القضاء على المعارضة السورية ومعهم إيران والميلشيات الشيعية، ولا يبلغ عدد القوات السورية المقاتلة أكثر من 20 ألف، لذلك اعتمد النظام بشكل كبير في معاركه على الايرانيين واذرعها.

ويقول روس ان دور ايران كان جوهرياً في المعارك خصوصاً فيلق القدس وقاسم سليماني، وأظهر سليماني ان ايران لها دوراً مهماً في تحديد مستقبل سوريا.

إقرأ أيضاً: تخبط علاقة روسيا بإيران.. هل هو فرصة للمعارضة السورية؟

فإيران تنظر لسوريا على انها توازن قوى بوجه القوى الاقليمية الاخرى، وقد يعتقد الشركاء التقليديين لأميركا في الشرق الاوسط انه في حال قامت الاستراتيجية الاميركية الجديدة على القبول بأن الروس والنظام شركاء مع اميركا في الحرب على داعش بأن ذلك سيمنح نفوذا اكبر لإيران.

ومن المفارقات الكبرى بحسب الباحث الاميركي دينيس روس ان اميركا ستكون بحاجة إلى شركاء عرب سنة للقضاء على داعش، لأن عليهم اعادة الاعمار في المناطق المدمرة بفعل العمليات العسكرية، والتأكيد على ان هؤلا السنة لا يمتّون بصلة بتنظيم ارهابي يدعي انه الممثل الحقيقي للسنة.

إقرأ أيضاً: في مآلات الايديولوجيا الايرانية عربياً

إلا ان الكاتب يشير أيضاً الى التقارير التي تشير إلى الطائفة التي تغزو عقول الميلشيات الشيعية وتنفيذ تلك الميلشيات لتطهير طائفي في الرمادي والفلوجة في العراق. وبالتالي فإن تلك المعاملة الفوقية الطائفية من التنظيمات الشيعية يغذي تنظيم الدولة الاسلامية بالعناصر التي تشعر انها مضطهدة من قبل الشيعة.

وقد اكدت ترامب انه يريد القضاء على داعش بشكل نهائي لا ان يعود ليظهر بشكل مختلف، كما انه لا يريد ان ينخرط في صراعات الشرق الاوسط التي ليس لها نهاية. ولكن على ادارته ان تكون حذرة من الانضواء الكامل إلى جانب الروس في معركة الارهاب في سوريا، ويجب على الرئيس الروسي فلادمير بوتين التوقف عن تحريض القوات الايرانية للقيام بعمليات عسكرية في سوريا.

لذلك يشكك الكاتب بقدرة اميركا ترامب على مواجهة ايران في الوقت الذي تتبنى به الصيغة المشتركة للحرب على الارهاب مع الروس. وكذلك فإن ترامب يجد بوتين منفتحاً في الصراع السوري، لذلك فإن الرئيس الروسي سيحقق اهدافه كالتحرك بحرية في الغرب عبر تحريك منظومته العسكرية بحرية تامة في شرقي البحر المتوسط.

ويشير روس إلى ان بوتين يرى ان التسوية السياسية هي الحل المنطقي للصراع الاميركي، ولكن يريد موافقة المعارضة المتشتتة، ولم يعد مستبعداً وصول بوتين إلى حل للصراع السوري طالما ان دور تركيا والسعودية وقطر متراجعاً.

 

السابق
سوريا دخلت مرحلة التقسيم الواقعي!
التالي
النظام السوري يُحقر الألقاب التاريخية لأبناء السويداء