#أخطر_عدو_الك هو التشدد.. فكيف تفرح فاطمة الزهراء بمقتل عُمر؟

قبر ابو لؤلؤة قاتل عمر
كل عام يحتفل السلفيون الشيعة في الدول الإسلامية والعربية بيوم التاسع من ربيع الأول، أي يوم مقتل عمر بن الخطاب الخليفة الثاني، علما ان إيران والحوزة في العراق تناهضان هذه الأعمال.

انتشر “هاشتاغ” على تويتر تحت عنوان#أخطر_عدو_لك. من هناك يمكن القول ان أخطر عدو لك أيها المسلم ان تنقاد الى التشدد والتزمت والعصبيّة، التي نطالب الاخرين بالتخليّ عنها. فان يعمد مسلم سنيّ مثلا الى الإحتفال باليوم العاشر من محرم يوم استشهاد الامام الحسين يُعتبر بالنسبة للشيعة أمرا مشينا ومخزيا وهو بالفعل هكذا.

إقرأ أيضا: إيران تمنع احتفالات «مقتل عمر» و«عيد الزهراء»

مقابل هذه المواقف المشينة لبعض من الشيعة والتي حاربها السيد محمد حسين فضل الله طويلا في سبيل الوحدة الاسلامية، دون ان ينكر التاريخ، حيث تساءل عن سرّ صمت الإمام علي، داحي باب خبير، وبطل المعارك الإسلامية، والذي لن يسكت عن الحادثة لو إنها كانت صحيحة وحدثت فعلا.

واطلق بعض العلماء “هاشتاغ” بارزا يضيء على القضية الحساسة التي تمتد وتأخذ حيّزا واسعا في هذا الزمن الذي ينمو فيه التشدد سريعا كالفطر، خاصة ان المتشددين من الطرفين، “السني والشيعي”، يحتاجون الى وقود اضافية لإشعال نار الفتنة في ظل غياب الوسطيين من العلماء لدى الطرفين.

وإن كانت إيران ومرجعية السيد السيستاني ترفض منطق هؤلاء السلفيين الشيعة، الا انهم يتغذّون من داخل الحوزات في كل من إيران والعراق بشكل ملفت، كما يتغذّى المتشددون السنّة من بعض رجال الأعمال السنّة في الخليج العربي، كالكويت وقطر والسعودية بالدعم المادي الذي يتلقونه للمعاهد والمراكز الدينية في دول كلبنان وسوريا والاردن.

من هنا جاء هاشتاغ(يا#شيعة_العرب إن عيد وفرحة الزهراء في 9 ربيع الأول تاريخ اغتيال الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في المسجد بدعة صفوية). ردا على بدء الاحتفال بما يسمى عيدا.

السلفية في لبنان

وللتوضيح، يقوم بعض الشيعة باتّخاذ (يوم التاسع من ربيع الأول في العام 23 هجري) عيداً ويوم سرور بسبب مقتل الخليفة الثاني عمر بن الخطّاب في هذا اليوم. ويتناقلون في ذلك رواية منسوبة إلى أحد الائمة (الامام العسكري:232هـ، سنة 260 هـ) والذي يأتي ترتيبه الـ11 في ترتيب الائمة عليهم السلام، وهذا يعنيّ ان الحديث ولد متأخرا عن زمن الحادثة المتناقلة والضعيفة السند أصلا مئات السنين.

إقرأ أيضا: احياء ذكرى استشهاد الزهراء عليها السلام في بلدة الخرايب

ظاهرة  الاحتفال تنتشر هذه الأيام، وتسرّع في إذكاء نار الفتنة بين المسلمين، وبثّ روح العداء والفرقة. والقول إنّ هذا اليوم هو “أفضل الأعياد عند أهل البيت وعند مواليهم”. وهذا مخالف لما روي أن أفضل أعياد المسلمين هو يوم الغدير بحسب العلامة الشيخ محمد عباس دهيني. حيث يسأل عن مقولة ان “اليوم الذي تكسر فيه شوكة مبغض جدكما”. فهل كُسرت بالفعل شوكة الظلم والعدوان؟ أَلم يستمرّ الظلم والاضطهاد بحق أهل البيت من بني أميّة وبني العبّاس. والقول ان “هذا يوم…، ويوم ظَفَر بني إسرائيل”. فما هي علاقة بني إسرائيل بهذا اليوم؟وأيُّ ظفر لهم فيه؟. فهل من شأن أهل البيت، أو شيعتهم، المفاخرة أصلا؟ ولا سيَّما في القتل وإزهاق النفوس، وهل يفاخرون بشيء لم يرتكبوه هم، وليست لهم أية علاقة به؟

فاضافة الى ضعف السند يريد واضعوها أن يشوِّهوا صورة أهل البيت وشيعتهم، وإظهارهم بمظهر الشامت الحاقد. وهناك من يحاول أن يوقع بين المسلمين بمثل هذه التأليفات والمغالطات والاكاذيب. فمن يوقف اذكاء نار الفتنة بين المسلمين؟

السابق
حزب الله ينفي التعهّد لروسيا بعدم الرد على غارات اسرائيلية داخل سوريا
التالي
إبراهيم الأمين يستعيد فتن أمل – حزب الله – الشيوعي