اسرائيل المنتصرة بإرادة اعدائها

إسرائيل مصدرٌ رئيسٌ لامتناع التدخّل الأطلسي في مواجهة النظام السوري بخلاف ما جرى في يوغسلافيا السابقة قبل عقدين من الزمان تقريباً. إسرائيل ليست الفارق الوحيد بين الحالتين، طبعاً، ولكنّها فارق بالغ الأهمّية. ثمّة فارق لا ننساه بين المرحلتين أيضاً إذ فَصَل بينهما، على الخصوص، أفغانستان والعراق.
إسرائيل ترى في نظام آل الأسد ضامناً مجرَّباً للهدوء على حدودها من نحوِ 43 سنة، وهو ما يَدخل بلا ريب في حسبان الأطلسيّين، والأميركيّين خصوصاً، من جهة التزامهم الثابت بأَمْن إسرائيل. وإسرائيل هي، من الجهة الأخرى، ما يَجْعلُ كلَّ دورٍ أطلسي (أميركي على التخصيص) يواجَه بعَداءٍ إجمالي في المجال العربي إذ تتبيّن فيه الشعوبُ تعزيزاً لموقع إسرائيل وتغليباً لأطماعها.
إسرائيل تَلْجم التدخلَ الأطلسيّ إذن من الجهتين: جهتِها (إذ هي تريد لَجْمَه) وجهةِ أعدائها (إذ هي تجعلهم يتحسّبون من زيادته كفّتَها رجحاناً في الصراع بينها وبينهم).
إسرائيل، في هذا السياق، منتصرةٌ بإرادتها وإرادة أعدائها معاً!

السابق
الثوار يدمرون ثلاث دبابات ويأسرون عنصرين إيرانيين في حلب
التالي
فيديو للسيد حسن نصر الله وهو يجيب على سؤال «هل الأغاني حرام»؟