سعد الحريري وجمهوره و«نقنا»

أتابع بدقة السلوك السياسي للرئيس سعد الحريري منذ عودته الى لبنان حاملا معه قرار انتخاب ميشال عون.

أقرّ بأنّ الحريري يتمتع بصفات المقاتل. لا ييأس بل يحاول دائماً. اذا احبط انعزل وصمت، ومتى ظهر يكون قد استبدل الاحباط بموجة كبيرة من التفاؤل. هو يفهم الناس المنضوين في تياره أكثر من أي منظر آخر. مثلا، بين الظاهرين في مؤتمر “المستقبل” كثيرون كانوا يتحدثون بالسوء عن التيار وحاضره ومستقبله، وحتى عن زعيمه، وها هم يتفاخرون بحضورهم ويوزعون صورهم هنا وهناك.
اذا ارتأى الحريري أمرا سار به، من دون اكتراث بالسلبيات، ويملك ثقة هائلة بقدرته على قلب السيء الى حسن.
نقطة قوته ليست بما يمكن للبعض ان يصفه بخروفية الجمهور الحزبي، إنما بإدراكه ان القيادة إنما تعني القدرة على اتخاذ القرارات الصعبة، على أن يتم التعامل مع سلبياتها، بوقت لاحق.

إقرأ أيضاً: ناشطو تيار المستقبل يغرّدون: #صناع_التغيير

معرفة اللبنانيين- بشكل عام مع وجود استثناءات- تقتضي الإقرار بأنهم يتفاعلون مع كل حدث بالانفصال عن الثاني. مثلا، في لحظة كاد نبيه بري ان يصبح مرجعية لكثير ممن كانوا يعدون الأيام للتخلص منه في رئاسة مجلس النواب، فإذا بهم يكيلون عليه المدائح بمجرد ان تلاقى معهم في محاولة الحيلولة دون وصول #ميشال_عون الى رئاسة الجمهورية.
سعد الحريري ساعدنا في ردم فجوة بمعرفتنا السيكولوجية لغالبية اللبنانيين، وهي ان هذه الغالبية، في حقيقة الامر، لا تسأل عن القرارات المثالية إنما تفتش عن قيادة تتخذ قرارا، ولو كان مشوبا بكثير من المآخذ.
وهذا بالتحديد ما وفر استمرارية كثيرين في مراكزهم القيادية على الرغم من اعتقادنا بأخطاء قراراتهم.
ولهذا تبقى في لبنان الاولوية للأشخاص وليس لبرامجهم.

إقرأ أيضاً: الحريري يتجاهل السفير السوري والناشطون يعلقون: #رجل_المواقف

نحن مجموعة “النقيقة” يبدو أننا نناقش التطورات بما يتناسب مع “جمهورية أفلاطون”. اصحاب القرار- والحريري أبرزهم- يدركون أننا في الجمهورية اللبنانية.
الا ان هذا الواقع الذي لا بد من ان نسجل معرفتنا به، لن يمنعنا من البقاء في “حزب النقيقة” -وهو حزب الخسائر- لأنه بالنهاية، لا تداوى أمراض الديمقراطية الا بدواء…”النق”!

السابق
جعجع: أحد نواب البعث وجه تهديداً مباشراً للرئيس عون
التالي
السعودية تحظر الخاشقجي صحافياً وتلفزيونياً