شهيدُ الأبجديةِ الثّكلى

في رحيل الدكتور محمد عقل

اقرأ أيضاً: هكذا رثى الأحباء فقيدهم الصديق محمد عقل

تُرى…
ماذا يقول لكَ الموتُ
الآن..
يا صاحبيْ؟
رُؤاكَ رامحةٌ
على عتبة عِزّ صِباها
تأهَّبْ…
تأهّبْ…
حتّى لا تعودَ آفاقُنا
ملاعب سائبةً
للسَّراب الضّاحكِ
يا جُنْدِيَّ الكلمةِ – الطَّلْقهْ…
تقطّعت بنا الأسبابُ
تأهّبْ…
تأهّبْ…
يُناشدكَ فيضُ غِلِّيَّ السِّكِّيرِ
وأنينُ مهجتيْ النائحهْ…
إنَّ الظَّلام لن يستطيعَ
أن يشْمَتَ بنا…
طمأَنَتْني الرّؤيا باسمةً…
شالُهَا الوارفُ الظِّلِّ
يكيدُ الرِّياحَ…
مِن أيّ الجهاتِ هبَّتْ…
فتأهّبْ…
تأهّبْ…
لأرتجلَ فَرَحاً نادراً
في وَجْهِ المنايا النابِحهْ…
تأهّبْ…
تأهَّبْ…
أراكَ ولا أراكَ…
طيفاً سَرَحْ
طيفاً جَنَحْ…
طيفاً شَبَحْ…
طيفاً جَرَحْ…
فيا عِزَّ أطيافك
التي حوَّلت متاهاتِ أحزانيْ
ممالِكَ وَرْدٍ وَلَيْلَكْ…
أراكَ ولا أراكَ
تأهّبْ…
تأهّبْ…
رؤانا مرايا مجلّوةٌ
تَشُقُّ صَوَّانَ الفجيعة المُثلَى
تأهّبْ…
تأهّبْ…
يا مَنْ أمعنتَ في صقْلِ حَدِّها
ليحفُرَ عميقاً عميقاً عميقاً
في القلوب المتيّةِ
تأهّبْ…
تأهّبْ…

محمد عقل
رؤانا ليستْ ضحايا
رؤانا ليستْ ضحايا
لخطيئة القَدَرِ الغَبِيِّ.
رؤانا جَنائِنُ معلَّقةٌ
يا الخطيئةُ… الخاطئةْ..
تأهّبْ…
تأهّبْ…
يا شهيدَ الأبجديّة الثَّكْلَى
يُعيِّرنا دَهْمَاءُ
الأُمَّةِ الشَّريدةِ الضائعةِ
بأنّنا اقتلعنا أشواكَ اللُّغةِ
بأفئدتنا الدافئة…
غَمَامٌ على أُفُقِ الغِيابِ
حيثُ يغتسلُ حبيبيْ
بماءِ كلماتِهِ الأخيرةِ
مطهِّراً غُرَرَ المعرفةِ
من رِجْسِ الجاهليّة الأولى…
لياليكِ حمراءُ،
يا دموعَ الرَّحيلِ…
تأهّبْ…
تأهّبْ…
لنُكْمِل تجفيفَ نَزْفِ
عُقم المعاجِمِ
لنقتُلَ الصمّتَ الماثلَ الآن…
فحبيبتي تَهْمُسُ لي غامزةً

اقرأ أيضاً: في رثاء الصديق محمد عقل: الفراق قاسٍ

“أنا والأبجديةُ صنوانِ
ألا ترى؟!…
ألستُ مَن علّمكَ فكَّ الحرفِ
في الروح والجسد”؟
كرمى لها
تأهّبْ…
تأهّبْ…
تأهّبْ…

السابق
ترامب مؤمن بأن الاسد «محارب للإرهاب»
التالي
الجمارك تدهم محال أمهز في كل المناطق.. والقاضي إبراهيم يدّعي