عن غزل التصعيد الإيراني ضد اميركا

يبدو ان الحليفان الغامضان أميركا وايران عادا لسمفونية إصدار الضوضاء لإظهار تباعدهما المصطنع.

ليلة الأمس الحرس الثوري وعلى لسان إحد قاداته العسكريين هدد أنه في حال إستمرت أميركا على سياساتها العدائية تجاه إيران فإنهم سيعودون إلى تخصيب اليورانيوم وتشغيل المفاعل التي تم تعطيلها نتيجة الإتفاق النووي الموقع بين ايران وأميركا والدول الخمسة الاوروبية، اما السيد علي الخامنئي فصرح أن لا مفاوضات مع اميركا في المستقبل.

اميركا وايران

وقبل أربعة أيام من مغادرة الرئيس الأميركي باراك اوباما البيت الأبيض، إتخذ موقفا حازما بتمديد العقوبات الأميركية على ايران لعام إضافي. استطاعت إيران الإستفادة من الإتفاق النووي بفتح بابها لإستقبال الإستثمارات الأوروبية، وتمكن روحاني من توقيع عدد من الإتفاقات التجارية مع فرنسا وبلجيكا، وطالبت الشهر المنصرم إيران من أميركا بالتعاون على الأبحاث المتعلقة بالفضاء إلا أن اميركا رفضت بحجة إستفادة إيران من الأبحاث وإستخدامها عسكرياً.

إقرأ أيضاً: هل ينهي الاتفاق النووي وجود «حزب الله»؟

شهر ايلول الماضي، إستقبلت لندن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية على أكبر صالحي، وصرح من لندن أن ايران ملتزمة بتطبيق الإتفاق رغم الصعوبات التي ستواجهه بعد الإنتخابات الأميركية.

في إتصال أجراه موقع جنوبية مع المحلل السياسي سعد محيو رأى أن المراوحة الدبلوماسية بين إيران وأميركا أمراً إعتيادياً، خصوصا وان المرحلة التي سبقت الإتفاق النووي شهدت تأزم المواقف أكثر من الآن. وإستطاع الطرفين الوصول إلى إتفاق يعد من أهم منجزات إدارة أوباما.”

اقرأ أيضاً: في فيينا: الإيراني يستجدي الاتفاق النووي مع الغرب

وأضاف محيو ان “أغلب الأطراف الإيرانية تريد الإتفاق النووي، وقد تقوم بعض الأطراف بالهجوم على الإتفاق، ذلك أن هنالك قيادات في الحرس الثوري لا تريد اللقاء مع أميركا وتصر على خطاب الموت لأميركا، ويبدو بعد عقود من العداء بينهما يتبين ان الخطاب العداء هو جزء يؤسس للقاءات دبلوماسية مهمة بين الطرفين.

وتساءل محيو ماذا يمكن أن ينتج عن التصعيد “الاميركي – الإيراني”؟  من المؤكد ان التصعيد بينهما يعني حاجة الطرفين إلى الإلتقاء مجدداً أو إرسال مؤشرات بأن هنالك ملفات عالقة بينهما يجب حلها.

وختم بأن “في اميركا إرتفعت مؤخراً خطابات تستنكر ما جاء بالإتفاق والجزء المتعلق بإزالة العقوبات الأميركية بحيث يراها بعض المحللين الأميركيين تساعد ايران على بسط سيطرتها أكثر في المنطقة مما يهدد أمن إسرائيل، إلا أن الخامنئي يريد الإتفاق مع أميركا وسيسعى للمحافظة عليه رغم كل الصعوبات التي قد تعترض طريق الاتفاق.”

 

 

السابق
نصر الله: نحن في حزب الله ظلمنا وعلى الظالمين مراجعة حساباتهم
التالي
نصر الله: من يقول أنّه حشرنا لماذا لم يحشرنا منذ سنين ونصف