عون للسنّة: أحبكم!

لا إشكالية بين مذهب أهل السنة والجماعة في لبنان وبين المسيحية المارونية إلا هاجس الجنرال ميشال عون و صهره رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.

الفشل العوني يتكرر من جديد في احتفال ذكرى 13 تشرين، فالطائفية التي رسخها التيار والتي حاول الخروج من دهاليزها بعدما أصبحت بعبدا اقرب من ذي قبل وبعدما التمس من الرئيس سعد الحريري فرجاً قريباً، عادت هذه الطائفية لتتجدد وبصورة أوضح على طريق الشعب – بعبدا.

في إطلالة كل من الجنرال ميشال عون عبر قناة الـotv وإطلالة وزير الخارجية جبران باسيل مع الإعلامي مارسيل غانم عبر قناة الـlbci، كان للسنّة الحيّز الأوسع، فاستفاض الاثنان في إعادة ترميم العلاقات مع الطائفة التي اتهموها هي وممثليها بسرقة حقوقهم وبالداعشية وبالفساد وما إلى ذلك.
وقد جهد كلاهما عبر المحطتين في التأكيد على أهمية السنّة وعلى اعتدالهم لبنانياً، وعلى القاعدة التمثيلية للحريري ليمزقا تذكرة “وان واي تكت” التي سبق للجنرال أن قطعها له.
ما قاله الاثنان كلام حق يراد به باطل، فالسنّة في لبنان لم يكونوا يوماً من دعاة الإرهاب ولا الداعشية بل أوّل من استنكرها هم رافضوا الإسلاموفوبيا، وأكدوا أنّ القتل والذبح ليسوا من هذه الديانة بشيء، كذلك لم يسعَ السنّة لأخذ حصّة المسيحيين ولا للاستقواء عليهم، فالخلافات سياسية بحتة، بينما العلاقة السنية – المارونية لم تتسم منذ نهاية الحرب الأهلية بأيّ معايير مذهبية أو سطوة على وجودية الأخر.

tazahrs

تبرئة زعيم الرابية وصهره للمذهب مؤخراً لم تأتِ لتوبة خالصة، وإنّما لكرسي بات فوق كل المبادئ فالبوصلة لأجله تتبدل 180 درجة، ليخجل “بينوكيو” من طول الأنوف. وهو التوصيف الذي كان للنائب عقاب صقر حصريته والأسبقية في تأكيده.

إقرأ أيضاً: العونيون في كربلائهم
وهذا التبدل ليس حصراً على اشكالية مع السنّة بل إشكالية مع مصالح العونيين – وإن كان السنّة وحدهم من تعاملوا معهم مذهبياً – ولنا في ذلك نماذجاً في انقلابه على مواقفه من بشار الأسد وحزب الله وثورة الأرز، ومن ممارسته عكس الشعارات الطنانة، والتوريث خير شاهد وتنصيب الأقرباء والأصهار كذلك في وظائف الدولة بضغط واعتصام وشيطنة واعتداء على قوى الأمن، كما حصل يوم أراد التيار للعميد شامل روكز أن يكون قائداً للجيش.

ميشال عون الذي استفاض حبّاً للطائفة، أراد اليوم أن يعلو في روحانياته، فكانت خطبة الجمعة في احتفال الأحد، استقدم أحد مشايخ السنة وهو عمر الكيلاني، وجمع على مسرح واحد ممثلو السنية الدينية والمارونية الكنسية كتفاً لكتف.

إقرأ أيضاً: لن أنتخبه رئيساً للجمهورية
صورة نموذجية، ولكنها كانت الأسوأ في وطن لا شقاق به ولا حاجة له لأن يؤكد المؤكد. ربما عون يحتاج لبراءة ذمة، إلا انّه أدان نفسه، هذا المشهد يؤكد أنّ في العصبية العونية اشكالية وأنّ الاخر السنّي ليس مقبولاً لذا كان من الضروري تقديم فقرة تقول “نحن والسنة واحد”، هذه الفقرة الشاذة لا يحتاجها اللبنانيون على الجانبين السني والماروني، وليكتفِ بها الجنرال وحيداً.

فكل سنّي في لبنان هو ماروني الهوى، وكل ماروني لبناني هو ذو انتماء سنّي، لا حاجة لفصل الروح والجسد ثم جمعهما، الحرب الأهلية انتهت، والدفاتر أغلقت، وحده جنرال الرابية لا يزال يحفر في القبور ويحاول نبش المآثم والخلاف.

السابق
بالصور: مناصرو التيار يتسفزون نبيه برّي
التالي
جمهورية العصبيات ورئيس توزيع الجبنة