هل تستسلم أميركا لروسيا في سوريا؟‎

في مشهد خالٍ من المصافحات الدعائية بين وزير خارجية اميركا جون كيري ووزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، يقف العالم متفرجاً على الصراع الذي يدور فوق الاراضي السورية.

الجميع يشاهد الأعمال الحربية لروسيا في سوريا وتحركات النظام الحاسمة في حلب، والغرب غاضب ويرفع سقف خطوط تماسه بوجه النظام السوري وحلفائه إلا أن المتقدم الوحيد على ارض المعركة هو روسيا، وقد تذهب تلويحات اميركا بمراجعة الخيارات الدبلوماسية والعسكرية كما ذهب سابقاً تهديدها بضرب النظام المثبت تورطه في إستخدام مواد كيماوية خلال عملياته العسكرية.

القوات البرية الروسية
القوات البرية الروسية

الكاتب علي انزولا في مقالة له في صحيفة العربي الجديد، قال أن روسيا تشعر بالإهانة جراء العواقب الإقتصادية التي فرضت عليها من قبل الإتحاد الاوروبي وأميركا، وشبه انزولا بوتين بهتلر.

 

في إتصال أجراه موقع جنوبية مع الكاتب والمحلل السيسي سعد محيو وعن سؤاله حول الشبه بين هتلر وبوتين، رأى “أن لا شبه يجمع الشخصيتين. حيث أن بوتين يسير نحو هدف معين في سوريا وهذا الهدف خفي وراء كل تحركاته في سوريا، ما يريده بوتين هو إستعادة كرامة روسيا التي تعرضت للإهانة شديدة بعد سقوط الإتحاد السوفياتي ويريد التأكيد على ان روسيا هي مكان صالح للتشاور الدولي في نزاعات الشرق الأوسط”. وبحسب قول محيو فإن “بوتين ليس مجنوناً وحصدت حروبه السابقة مكاسب عدة، فقد وجه خسارة فادحة لجورجيا، وإخذ جزيرة القرم، وحسم معاركه مع الشيشانيين، وأعاد بناء الهيكلية التي كانت مترهلة للجيش، ودعم الأجهزة الامنية الروسية”.

 

وأضاف محيو “أن هدف اخر لبوتين أعلى شأناً من المحافظة على النظام السوري وهو منع إمداد خط النفط القطري – السعودي المتصل بأوروبا”، ورأى محيو أن “هذا الخط النفطي يمثل أميركا، وإذا ما وصل إلى اوروبا، سيؤثر سلباً على انتاج روسيا للنفط.”

 

وتابع محيو “في محور حلفاء الأسد الممتد من روسيا إلى ايران وصولاً إلى حزب الله وبعض الجماعات المقاتلة إلى جانبه فإن القوة الوحيدة القادرة على الدخول في تسوية هي روسيا، حيث أن باقي حلفاء الأسد أصبح بقاؤهم مرهوناً في إطالة الحرب. النظام السوري يعتاش على الحرب، وأصبح لديه قوة إقتصادية بسبب الحرب، إلا ان روسيا لا يمكن أن تستمر في الحرب كنا يظن النظام السوري، لأن هدفها هو الدخول في تسوية وحصد بعد المكاسب، وستحصلها، إلا أن هذا لا يعني إنتصاراً على اميركا”.

إقرأ أيضاً: سوريا نحو المجهول: تهديدات اميركية وتعزيزات عسكرية روسية

أما المحلل العسكري والعميد المتقاعد امين حطيط، وعند سؤاله عن إمكانية تدخل اميركا عسكريا والإشتباك مع روسيا، رأى «ان تهويل اميركا بدخولها الحرب السورية بشكل مباشر، تلقفته روسيا، وردت على تصريحات اميركا بتحركات عسكرية تؤكد العزم على المواجهة.»

 

وأشار حطيط إلى «أن العالم على ما يبدو دخل في حرب باردة منفتحة على بعض السخونة، ولكن ليس متوقعاً إنفجارها لأن طرفي الصراع يدركان الخطوط الحمراء، لأن روسيا وأميركا يحاذران الحرب المباشرة بينهما لعلم الطرفين ان الحرب اليوم ليس كما كانت سابقاً، فهي مدمرة، ولا جدوى منها.»

إقرأ أيضاً: الدبلوماسية معطلة والعسكر يتقدم بعد فضّ التعاون الاميركي الروسي

وأضاف «اميركا منذ بداية الحرب كان لها سلة اهداف بدأت تتغير مع تغير موازين المعركة، فكانت تريد تحويل سوريا إلى نموذج شبيه بدول الخليج، وعادت فعدلت تطلعاتها عبر دعمها للأكراد والمقاتلين في حلب بهدف التقدم في التقسيم كحل امثل لسوريا وفشلت، واليوم يبدو ان هذه النظرة لأميركا تجاه سوريا قد تبدلت، سترضى اميركا بالنظام. والسؤال الأهم هل تسعى اميركا إلى ثلث ضامن في سوريا عبر الرضوخ لحتمية بقاء النظام وعدم إنهياره؟ يسأل العميد حطيط ».

السابق
سليماني: ولي ولي العهد السعودي الذي سيقتل الملك سأل عن أحوال الأسد
التالي
بالفيديو: هذا ما قاله ضاحي خلفان فتسبّب بانسحاب السفير الأميركي