أسرار قوّة بوتين.. هل يستعيد الماضي السوفياتي؟

جعل الدور السياسي الذي يلعبه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في المنطقة منه رجل العام بإمتياز، هذه اللعبة السياسية التي يشكل في بوتين اللاعب الأساسي جعلت منه رجلا يستحق المتابعة على المنصة العالمية هذه الأيام، بعدما أحدث  خضة في الشرق الأوسط  بإعادة ترتيب جزء كبير من الأجندة الَدولية سيما في علاقتها مع الولايات المتحدة والتي ستؤثر حتما على تركيبة الشرق الاوسط الجديدة سيما بعدما دخل في الحرب السورية بحجة محاربة الجماعات الارهابية، وبحسب تقرير لصحيفة  ” Los Angeles Times”   الأميركية أم هذه السياسة استطاعت من الفضاء الالكتروني حتى الشرق الاوسط جعل الولايات المتحدة وحلفاءها في حالة مضطربة، إضافة إلى محاولة تجاوزهم في معظم الأوقات وذلك بعد أن جامل ومدح المرشح الجمهوري الأميركي دونالد ترامب، حسب تقرير لصحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية.
الحنين للعودة إلى زمن الاتحاد السوفياتي
يرى الخبير الروسي ورئيس منظمة “أوراسيا جروب”  كليف كوبشان، أن  بوتين “يرغب في استعاد روسيا  امجادها ودورها أيام الاتحاد السوفياتي”.

 

عن إنقاذ الأسد
وقد ساهم التدخل العسكري الروسي، في الحرب السورية قبيل عام تقريباً، في قلب موازين القوى إذ استطاع انقاذ بشار الأسد بحيث لا يزال صامدا في منصبه على الرغم من جزم  أوباما إنه لا بد أن يرحل.

 

فلسطين
في الملف الفلسطيني يحاول بوتين في الوقت الراهن أن ينازع واشنطن على دورها الحصري الذي تلعبه الولايات المتحدة في مشهد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

إذ دعا بوتين  رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى جلسة محادثات في موسكو الشهر المقبل (تشرين الأول)، واستجاب كلاهما للدعوة. فيما فشل البيت الأبيض، في أداء  دور الوساطة في اتفاق السلام خلال فترة أوباما الأولى.

السيطرة على القرم
نجاح  بوتين بضم شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في عام 2014، لتصبح بذلك من الأراضي الروسية عدا عن تقديم السلاح والعتاد للمتمردين المؤيدين لروسيا في البلاد التي استقلت عن الاتحاد السوفيتي، إضافة إلى زعزعة استقرار الحكومة في كييف.

 

إقرأ ايضًا: فلاديمير بوتين … قيصر عربي جديد!

 

إيران
على الرغم من  التعاون المشترك بين موسكو وواشنطن في المفاوضات مع ايران بشأن الاتفاق النووي، أثار  الرئيس الروسي غضب البيت الأبيض بعد تعزيز العلاقات الدفاعية مع طهران.

 

كرهه للولايات المتحدة
يجمع المقربون من بوتين أنه يجاهر بكرهه للولايات المتحدة وعدم ثقته بها. وقد شكلت سياسة واشنطن سببا أساسي لهذا الموقف، اهمهادعم اميركا  توسع التحالف العسكري لحلف الناتو على طول الحدود الروسية.
كيف أنقذ الأسد؟

وفي حلول ايلول اعتقد مسؤولو الاستخبارات الأميركية أن سقوط النظام بدا قريب. لكن بوتين تدارك الموقف وأرسل دعم اضافي للأسد من الطائرات، والمدرعات، والقوات الروسية الأخرى ، وهذا ما جاء على لسان أحد المسؤولين الأميركيين الذي وضح التحركات الاستخبارتية.

فكثفت الضربات الجوية ضد قوى المعارضة المسلحة، ولم تستثنَ حتى المدنيين، وهذا ما خفف من وطأة الضغط الذي يتعرض له الأسد، فضلاً عن مساعدة قواته في إعادة ترتيب صفوفها وأسلحتها.

وفي الوقت الذي كانت فيه قوات الأسد تستعيد الأراضي التي فقدتها، كان وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف يتفاوضان لبدء الهدنة في سوريا الأسبوع الماضي. لكن تلك الاتفاقية الهشة جعلت روسيا في موقف يسمح لها بالفصل في الخروقات التي تشوب الهدنة، مما أعطاها وزناً مساوياً لوزن الولايات المتحدة في تطورات الأحداث.

لذا، فقد أنهى الرهان العسكري لبوتين في سوريا حالة العزلة الدبلوماسية التي واجهتها روسيا منذ ضم شبه جزيرة القرم قبل عامين.
اقرأ ايضًا: العالم المعقّد بعيون بسيطة: أبو حسين أوباما وأبو علي بوتين
استعراض الأسلحة
كما استغلت روسيا الحرب لاستعراض تقدمها في مجال الصناعات العسكرية، بدءاً من صواريخ كروز وحتى الأسلحة الموجهة بالأقمار الصناعية. فقد حركت حاملة طائرات “الأميرال كوزنستوف” على الشواطئ السورية لكي تشن غارات جوية، لتظهر قدرتها على نشر طائرات تقلع من البحر..

إلا أنه بالرغم من ذلك لم يستطع بوتين الوصول بعد إلى حل للغز الأكبر المتعلق بطريقة إنهاء القتال ومن يستطيع أن يحكم سوريا، حسب ما قال جون برينان، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي ايه”، خلال أحد المؤتمرات الأمنية في  تموز الماضي.

السابق
حلقة نقاش لــ«شؤون جنوبية» حول حوض اللَّيطَاني: التَّلوّث والمعالجات
التالي
رونا الحلبي خارج MTV وما علاقة البوتكس؟