رأى حزب الله فيما يشاع عن موقف الرئيس سعد الحريري الايجابي من امكانية ترئيس العماد ميشال عون فرصة تلقفها لعرقلة الملف الرئاسي، فكثف قياديوه من التصاريح التي لا تخلو تارة من التهويل بوجه تيار المستقبل، وتارة من تقديم الاغراءات للحريري كان اولها على لسان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عندما وعده بتعبيد طريق رئاسة الحكومة منذ قرابة الشهر.
اقرأ أيضاً: لماذا لن ينتخب «المستقبل» ميشال عون؟
كان اللافت أن من بين من رفع السقف كان نداء عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي، للمستقبل بشخص الحريري بانتخاب عون مقدما له ما يغريه وذلك خلال رعايته حفل تكريم الناجحين في الشهادات الرسمية في بلدة قانا الجنوبية. فتوجه للحريري مطمئنا أنه في حال انتخاب عون سيقابل بخطوات أحسن منها”. ووعد الموسوي الحريري بأنه «من يتخذ هذه الخطوة الجريئة لن يترك وحيداً في مواجهة خصومه الداخليين أو غيرهم، لأنها ستقابل بأحسن منها إن لم يكن بمثلها».
هذه الفرصة كان الوزير المستقيل أشرف ريفي أول من إغتنمها ليظهر أنه في مرمى التهديد، وكان الردّ من مستشاره أسعد بشارة على صفحة خاصة على فايسبوك “نواف الموسوي يقول بوضوح “مشجعا” الرئيس الحريري على انتخاب عون: “من يتخذ هذه الخطوة الجريئة لن يترك وحيدا في مواجهة خصومه الداخليين، وستقابل بأحسن منها إن لم يكن بمثلها”. تحريض واضح وتهديد للواء ريفي ومحاولة لنقل المشكلة الى الطائفة السنية. التهديد لا يخيف احدا، ونرد عليه بصوت واحد رفضا لمشروع حزب الله الذي يسعى للسيطرة على البلد وتحويل مؤسساته الدستورية الى دمى يحركها حزب الله ويوظفها في خدمة مشروع تغيير هوية لبنان”.
وهنا كان لموقع “جنوبية” حديث مع عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل محمد المراد رد فيه على تصريح الموسوي فرأى أن “التصاريح والمواقف التي تصدر بين الحين والآخر عن قادة حزب الله تذكرنا دائما بعلاقة الزوجة والزوجة حيث تطلب الزوجة من زوجها أن يثبت أنه وفي لها وهذا الحال بين التيار الوطني وحزب الله”. وتابع “في وقت يقدم الحزب مصالحه على أي إعتبار وطني أو على أي قيمة للدستور اللبناني وذلك عندما يقول أنه من باب الوفاء لعون ومن باب تفهم النائب عون لسياسة حزب الله في لبنان يؤيده في حين أنه لم يقل لمرة واحدة أنه من أجل لبنان واللبنانيين والمصلحة العليا وحفاظا على الدستور وتطبيقا له مع انتخاب عون رئيسا”. مضيفا “وبالتالي ما صدر عن النائب الموسوي من أقوال ومن وعود يؤكد لنا مجدداً أن قرار انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان هو بيد الحزب “.
ورأى المراد أن “كل هذه المواقف لا نجد لها ترجمة واقعية ومنطقية ودستورية ووطنية، سيما عندما يأتي أحدهم ليشترط إذا فعلتم كذا نفعل كذا… وتابع “ما هكذا تدار المؤسسات والدولة”. لافتا إلى أنه ” بهكذا مواقف تتحول الدولة إلى جمعية يتحكم بها شخص واحد وهكذا حال لبنان بعدما حوّله الحزب إلى جمعية يتزعمها ويتحدث بإسمها ويعطي الوعود شرقًا وغربًا”.
كما أشار إلى أن ” المسار الطبيعي والدستوري لانتخاب رئيس والذي لم يقدم الحزب اتجاهه إلّا بالكلام دون أن يتعاطى مع هذا الملف بجدية وبمنطق يقبله العقل، فمسألة انتخاب رئيس للجمهورية وتكليف رئيس للحكومة لها شروط وآليات دستورية محددة. مؤكدا “لا يمكن للنائب الموسوي أن يطلق هذه المبادرة البعيدة عن مفهوم المؤسسات فضلا أن فيها الكثير من محاولة التصدّق على الآخرين”. ورأى المراد أن ” كل هذه المواقف هوائية الهدف فقط منا الإمساك باللعبة ومعها عون”.
أما عن البعد الداخلي بالنسبة للتيار أجاب المراد “نرد للموسوي مكرمته لأن حزب الله يعيش أزمة حقيقية وانسانية واخلاقية ضمن اطاره ومع جمهوره الذي يشعر بالأسى نتيجة قتاله في سوريا وما يتسببه من ضحايا فضلاً عم دخوله فيي اللعبة الإقليمية التي تزيد تورطه واستنزافه “.
كما لفت إلى أنه “إذا كان حزب الله جادّا في انتخاب رئيس، عليه أن يقدّم للبنانيين أدنى وسائل الاقناع بأنه فعلا يريد انجاز هذا الاستحقاق من خلال الذهاب إلى المجلس النيابي”. وأضاف “ونحن نقول بدلا من أن يوجه الكلام للمستقبل عليه ان يوجهه إلى القوى التي صرحت علنا أنها لا تريد عون رئيسا ومنهم بري”.
واعتبر المراد أن “الكلام الذي صدر عن الموسوي هو كلام سياسي يدغدغ فيه رغبات عون ويحاول من جهة ثانية أن يبعث برسائل غير محمودة”.
وفي سؤالنا عن احتمالية تلقي المستقبل دعوة الحزب ان يضع يده بيده بمواجهة ريفي أشار “المستقبل لم يقف يوما حائلا دون الحوار مع أي من القوى السياسية بدليل الحوار الثنائي مع الحزب”. وتابع “اما موضوع الوقوف أو عدم الوقوف فتتقدم عليها مسائل أكثر أهمية ومنها الاستحقاق الرئاسي وتفعيل عمل المؤسسات”.
اقرأ أيضاً: تصريحات جبران العنصرية ما موقف حزب الله منها؟
وخلتم محمد المراد حديثه عن رد اللواء ريفي على تصريح الموسوي “أن ريفي يرى في هذا الأمر طموحا في الإطار السياسي له سقفه ومداه، وفيما يتعلق بالتهديد رأى المراد “في هذه المسألة فإن ريفي هو من يقدرها سيما أنه رجل أمن”.
