الهدنة في سوريا سقطت..

حلب
لم يمضي أسبوع واحد على وقف إطلاق النار في سوريا، حتى بدأت تلوح معطيات عسكرية عن إحتمال سقوطها، لقد سجل حتى الآن ما يزيد عن 400 خرق عسكري، وسارعت الضربة الجوية للطائرات الأميركية على معقل للنظام السوري في دير الزور إلى تصعيد خطير في الموقف الروسي بعد إتهام روسيا لأميركا بالدعم العلني لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.

قتلت أميركا أول أمس في غارتها 100 جندي للنظام، وبررت ذلك بـ”لم نكن نقصد”، ليلة البارحة شهد مجلس الأمن مشادات كلامية بين الروس والأميركيين أعادت التذكير بإحتدام سنوات الحرب الباردة.

اقرأ أيضاً: لماذا تقبلت «الممانعة» صفعة دير الزور؟

رئيس روسيا فلادمير بوتين ومستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان رأوا بغارة التحالف الدولي بدية سقوط الهدنة.

المساعدات الإنسانية لم تصل، ولم تتوقف حركة النزوح القسرية التي كان من المفترض لها أن تتقلص، ولم تتمكن قوات النظام وحلفاءها وفصائل المعارضة عن كبح جماحهم في تبادل إطلاق النار.

كذلك فإن الطائرات الروسية اليوم كما كل يوم من اللحظة الاولى لإعلان وقف إطلاق النار وجهت صواريخها على دير الزور وحماه وأسقط النظام براميل مروحياته الحربية على حي الصاخور في حلب، وقتلت غارة روسيا 11 مدنياً من محافظة درعا وحمص كذلك تحركت داعش في حي هرابيش في دير الزور.

موقع الجزيرة العربية كان سباق بإعلان سقوط الهدنة في مقال عنوانه “إنتهاء هدنة سوريا دون إعلان تمديدها” وجاء في المقالة أنه وخلال “أيام سريان الهدنة إتهمت المعارضة السورية قوات النظام بخرق الإتفاق وقصف عدد من مناطق المدنيين”.

ورسمياً اعلنت الأمم المتحدة عن إستياءها من عدم إلتزام الاطراف المتنازعة شروط الإتفاق الروسي – الاميركي معربة عن خيبة أملها لعدم وصول هذه المساعدات.

اما الكاتب عبد الرحمن الراشد في مقاله “القصف الذي لم يحدث” في صحيفة الشرق الأوسط، قال “واشنطن اعترفت واعتذرت مع ان القوات الروسية قصفت مرات عديدة مواقع للمعارضة إلا ان موسكو لم تعتذر”.

التغيير الديموغرافي في سوريا

الحدثان الأساسيان اللذان اخذا وقف إطلاق النار إلى الهاوية، بداية ما حصل قبل ثلاث أيام بين سفيرا أميركا وروسيا في مجلس الأمين، حينها أعلنت اميركا عن عدم حضورها اللقاء الضروري المغلق مع نظيرتها روسيا.

كان مقرراً تباحث الخطة المشتركة وتبادل المعلومات حول من هي المجموعات الإرهابية التي يجب توجيه ضربات إليها ومن هي المجموعات غير الإرهابية. فسارعت روسيا إلى إتهام أميركا بالتخاذل وعدم قدرتها على فصل الإرهابيين عن غير الإرهابيين. وثانياً الضربة الجوية الأميركية على معقل الأسد في دير الزور.

كل أصابع الإتهامات حول إسقاط الهدنة تتوجه إلى أميركا، علماً ان الطائرات الروسية لم تتوقف للحظة عن تنفيذ غاراتها بدون إستشارة أميركا وطالت تلك الغارات مواقع تابعة للمعارضة المسلحة المعتدلة.

اقرأ أيضاً: روسيا ستحصد المزيد من المكاسب في سوريا

أكثر من تحليل صحفي أشار إلى عودة الحرب الباردة بين أميركا وروسيا، ولكن هل تسقط هذه المرة اميركا في حرب تمتلك بها روسيا كل المبررات لضرب المعارضة بسبب إرتباطها الوثيق مع تنظيمات متطرفة ومدرجة على لائحة الإرهاب أم ان لأميركا كلام آخر سيلوح افقه مع نهاية ولاية أوباما؟

 

السابق
سيرغي رودسكوي: الهدنة في سوريا لا معنى لها
التالي
حزب الله من لاعب الى حجر شطرنج في الميدان السوري