هل تشكّل قضية الطرّاس نهاية لعبوة مجدل عنجر و مرافق وهاب؟

قضيتان هزّتا الرأي العام اللبناني، عبوة مجدل عنجر وتوقيف مرافق الوزير السابق وئام وهاب ومشتبه به ثاني مقرّب منه، وقضية الشيخ الدكتور بسام الطرّاس وتوقيفه يوم عرفة ومن ثم إخلاء سبيله بعدما تدخل وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق.

الشيخ الدكتور بسام الطرّاس الذي أوقف يوم الأحد 11 أيلول، هو أكاديمي يلقي المحاضرات، ويقدم البرامج التوعوية، أما إيقافه فجاء كما صرّحت بعض وسائل الإعلام على خلفية اعتراف أحد الموقوفين في الخلية التي وضعت عبوة الكسارة عليه، وربطه بـ”أبو البراء” ومن ثم تدرجت التهم.
لم يلقِ فرع الأمن العام في راشيا القبض على الدكتور الطرّاس والذي هو مفتي راشيا السابق وإنّما استدعاه بذريعة خطأ في الإمضاء على جواز سفره، لتبدأ التهم الإرهابية تتسرب عبر عدّة وسائل إعلامية.
هذه التسريبات انتفض لها العديد من الجهات منها، هيئة علماء المسلمين، والتحالف المدني الاسلامي، إذ تابع منسقه الأستاذ أحمد الأيوبي الملف منذ لحظة التوقيف الأولى.
الضغوطات التي مورست والتواصل مع الوزير نهاد المشنوق، دفعا لإحالة الطرّاس للقضاء المختص ولإرسال قاضي للتحقيق معه وهو مفوض المحكمة العسكرية القاضي هاني الحجار، ومن ثم إطلاق سراحه حينما تبين أنّه ما من تهم تدينه ولا اعترافات عليه كما أنّه لم يعترف هو الآخر بأي شبهة حققوا معه بشأنها.

بسام الطراس

الإفراج عن الطرّاس أحدث ضجة إعلامية، تزامنت مع تسريب تسجيل صوتي للأستاذ الأيوبي يؤكد به تدخل الوزير المشنوق، وتمّ استثمار هذه المادة الصوتية في محاولة للتأكيد على تسييس الملف.
الأيوبي وفي حديث سابق لـ”جنوبية” (قبل انتشار التسجيل الصوتي) لم ينفِ دور الوزير المشنوق بل أشار إليه ولدوره في إحقاق العدالة، و وجه إليه الشكر.

إقرأ أيضاً: «الطرّاس» يُفشل خُطّة مقايضته بمرافق وهّاب: التسوية والتسييس أسقطهما المشنوق

كما وضع الأيوبي توقيف الدكتور الطرّاس في معرض توقيف مرافق الوزير السابق وئام وهاب على خلفية العبوة الناسفة في مجدل عنجر، مبيناً أنّه قد يكون هناك محاولة لإنهاء الملفين معاً.
إلا أنّ إصرار بعض وسائل الإعلام على إدانة الدكتور الطرّاس، دفع الأخير للتصريح بكل ما حدث معه منذ لحظة التوقيف الأولى، فأكدّ في مقابلة حصرية مع إذاعة “الفجر” تعرضه للمهانة والشتائم والتهديد، ومحاولة إخضاعه للتوقيع على المحضر وهو معصوب العينين، وتوجهيه كلمات نابية بحقه وحق دار الإفتاء.
قضية الطرّاس انتهت، وقد سجّل من خلالها المشنوق نقاط على صعيد الشارع السني، رصيد آخر يضاف للطلب الذي قدمه لمجلس الوزراء والذي يطلب به حل الحزب العربي الديمقراطي وحزب التوحيد فرع منقارة.

إقرأ أيضاً: وهّاب يدّعي قضائيا ومختار مجدل عنجر يطمئن مناصريه

ولكن كل هذه المعطيات تطرح تساؤلاً: هل سيكون هناك من تسوية؟ وهل سيتم إغلاق قضية مرافق وئام وهاب بعدما غطّى عليها إعلامياً توقيف الطرّاس فسحبت من التداول الإعلامي؟
رئيس بلدية مجدل عنجر الأستاذ سعيد ياسين أكدّ لـ”جنوبية” أنّهم ينتظرون التحقيقات وما سوف يسفر عنها من نتائج، موضحاً أنّ لا مجال لاي مقايضة ولا تسوية فمجدل عنجر على موقفها والذي ينص على أن يحاسب القانون كلّ من يثبت ضلوعه في التفجير أيّ كان يكن.
وأوضح أنّهم لن يهملوا هذا القضية ولن يساوموا بها، إذ أنّه ما من شيء شخصي مع أيّ طرف وكلّ ما يريدونه هو إحقاق العدالة.

السابق
لماذا حذف موقع الكلمة أون لاين خبر افشال الحريري لمهرجان طرابلس؟
التالي
الجيش الاسرائيلي يقصف مجدداً مواقع النظام السوري