تحميل العونيين مسؤولية تعليق الحوار ..وحزب الله يتحرّك

المشهد السياسي اللبناني يعمه التشاؤم اثر تعليق الحوار الوطني وتأجيله الى أجل غير مسمى كما أعلن الرئيس نبيه بري أول أمس، وذلك مع غياب أفق لأي حلّ مرتجى، وسط آراء غالبة تحمّل التيار الوطني الحر مسؤولية ما حصل، وتتهمه بالإبتزاز السياسي واستخدام الميثاقية كقميص عثمان .

بعدما نجحت سياسة «قلب الطاولات» التي ينتهجها «التيار الوطني الحر» في حشر البلد وخنق مؤسساته الدستورية الواحدة تلو الأخرى برعاية «حزب الله» وأجندته التعطيلية، باتت الأنظار متجهة لاستكشاف ما هو التالي على صفحات هذه الأجندة بعد تفريغ الرئاسة وشل مجلسي النواب والوزراء وصولاً إلى تطيير الحوار الوطني وتعليق جلساته حتى إشعار آخر. وفي الأثناء أضحى «الحوار في غرفة الانتظار» كما عبّر راعيه رئيس المجلس النيابي نبيه بري لـ«المستقبل» مبدياً جهوزيته الدائمة لإعادة دعوة المتحاورين إلى الطاولة متى سنحت الظروف وقال: «إذا تبدلت مواقف بعض الأفرقاء أدعو إلى جلسة.. وإلا «لشو» إذا بقي الوضع على ما هو عليه».
ووصف مصدر وزاري مسيحي في اتصال مع “اللواء” الكلام عن فقدان الميثاقية بالأمر المرفوض، مؤكداً أنه من المعيب اخذه “كقميص عثمان”، وقال: “الجلسة يجب ان تنعقد في موعدها وعلى الرئيس سلام عدم الخضوع للإبتزاز العوني الذي لم يعد يعرف حجمه الطبيعي”.
وقالت “الديار” إنه “اليوم الميثاقية وغداً الفديرالية”، لا بل ان زوار أحد المراجع ينقلون ان الميثاقية انما هي الفديرالية، واليوم يتولى الوزير جبران باسيل تعريتها قطعة قطعة. القرار هو مواجهة التيار، واذا كان العماد ميشال عون قد قرر الانتحار، فلن ندعه يذهب بلبنان الى الانتحار، ومقولة شمشون “علي وعلى اعدائي (واصدقائي) يا رب”، غير مسموح الوصول اليها على الساحة اللبنانية. هذا الكلام يتردد في أكثر من محفل سياسي، مع التساؤل ما اذا كان الجنرال الذي يطرح نفسه رئيساً لكل لبنان يحاول ان يطرح نفسه الآن كـ”قائد لتحرير المسيحيين من الفتح الاسلامي”، وهو الذي يعلم اي نوع من المصائب يتخبط فيها المسلمون سنّة وشيعة. في الغرف المقفلة ان الذي حدث حتى الآن نصف انتحار، ورئيس التيار الوطني الحر يدفع في اتجاه النصف الاخر من الانتحار، وثمة دعوة الى انقاذ الجنرال من ايدي (أو براثن) صهره. لا بل ان هناك من يسأل أين هو الصهر الاخر العميد شامل روكز وما اذا كان يراهن على سقوط عون وباسيل معاً ليتسلم قيادة التيار الذي يبدو انه يدور من مكان آخر، ودائما باتجاه الانغماس في اللعبة الخطيرة، وليس من الرابية.

اقرأ أيضاً : برّي علّق جلسات الحوار قبل أن «يفرطها» باسيل

وتخوّف رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط من تداعيات الأفق المسدود الذي وصلت إليه هيئة الحوار، متحدثاً عن أضرار إقتصادية ومعيشية فادحة وأن الآتي أعظم، متسائلاً كيف ينجح العقلاء بحماية الحوار وإخراج لبنان من المجهول في ظل عدم توصل الأطراف الخارجية في لبنان على صيغة معيّنة للخروج من الوضع اللبناني المتأزم.

الحكومة

 

بدأ “حزب الله” وفق “الجمهورية” حراكاً للملمة الوضع الذي استجدّ واحتواء التوتر المستجدّ بين حليفيه “التيار الوطني الحر” وتيار “المردة”، وكذلك محاولة إعادة ترميم البيت الداخلي وعلاج التحالفات، خصوصاً انّ التوتر المتفاقم بين حليفيه هَدّد هذه التحالفات بمزيد من الاهتراء والاهتزاز والتملّع.

وبادرَ “حزب الله” وفق “الجمهورية” في الساعات الماضية الى التواصل مع عين التينة، وكذلك مع الرابية حيث اوفد اليها مسؤول وحدة الارتباط في الحزب وفيق صفا، وقبل اجتماع تكتل “الاصلاح والتغيير”، حيث التقى رئيس “التيار” الوزير جبران باسيل. الّا انّ الاجواء التي احاطت هذا اللقاء لم تفض الى ايجابيات.

اقرأ أيضاً : جبران باسيل: نفقد القناعة بالتعايش مع الشريك المسلم

علمت “الجمهورية” انه حتى ولَو قاطع وزراء الـ”تكتل”، فإنّ “حزب الله” لن يجاريه في ذلك، وانّ وزراءه سيحضرون الجلسة، ولكن من دون ان يشاركوا في القرارات التي يمكن ان تصدر عنها. وتوقّفت مصادر نيابية في “8 آذار” مشاركة في الحوار عبر “اللواء” أمام عدم تجاوب باسيل مع دعوة النائب محمد رعد للتيار بالتروي خلال الجلسة، مشيرةً إلى أن “باسيل لم يستجب لدعوة رعد بعقد جلسة ثانية مخصصة للميثاقية”، ومعتبرةً أن “رئيس القوات سمير جعجع هو المستفيد الأكبر من هذا الخطاب؛ فأحد حلفاء حزب الله بات يردّد خطاب جعجع، فيما هو يحاول الحفاظ على العلاقة مع تيار المستقبل”.

السابق
اختطاف طبيب في منطقة بعلبك والقوى الامنية تبدأ بملاحقة الفاعلين
التالي
بكركي الصراع الاسلامي – الاسلامي مسؤول عن الفراغ الرئاسي؟