إقصاء تلميذة متفوقة «أزعجت» تنورتها شيخاً

لم تتراجع موجة الممارسات التي تحد من الحريات، عامة كانت أم فردية، التي يمارسها عناصر من حزب الله في بعض قرى الجنوب اللبناني. فبعد عيترون وجبشيت وزوطر الشرقية، جاء دور بلدة طيردبا في قضاء صور.
آخر فصول الممارسات التي يقوم بها الحزب، كانت يوم السبت 27 آب/ أغسطس، خلال حفل أقامته بلدية طيردبا لتكريم الطلاب الناجحين في الشهادتين الرسميّتين، الثانوية والمتوسطة. فقد إعترض الشيخ ع.ح المحسوب على الحزب، على جلوس تلميذة، حصلت على درجة إمتياز في الشهادة المتوسطة، في الصف الأول. والإعتراض جاء بسبب رؤيته أسفل ساقي الفتاة يظهران من تحت لباس التخرّج. فالفتاة ترتدي فستاناً يصل إلى ركبتها، لتكون بكامل أناقتها وهي تحتفل بإمتيازها. فما كان من الشيخ إلا أن انسحب من الحفل، قبل أن ينتبه إلى ذلك المنظّمون، ويطلبون منه العودة مقابل تغيير مكان الطفلة، وإستبدالها بطفلة محجّبة، لم تحصد درجة تفوق في الإمتحانات.

النزول عند رغبة الشيخ غير المصرّح عنها مباشرة، انطلق من الطابع الاجتماعي للنشاط، وفق ما يقول لـ”المدن” رئيس بلدية طيردبا حسين سعد (الحزب الشيوعي)، موضحاً أن “الشيخ لم يطلب تغيير مكان جلوس الفتاة، إنما فضّل الإنسحاب من الإحتفال وحده، لكننا طلبنا منه البقاء، وغيّرنا مكان الفتاة حفاظاً على الإحتفال”، مشيراً إلى أن هذا الإجراء “يقبله الناس اجتماعياً”. وما حصل مع الطفلة جرى تجاوزه، وتمّ الإعتذار منها ومن والدها.

إقرأ أيضاً: قواعد السباحة في احكام الشريعة..«عيترون» أنموذجاً

انقضى الأمر ظاهرياً، فما حصل، حصل بين أهل قرية واحدة يعرفون بعضهم. لكن رغم ذلك، يشعر الأهل بـ”المرارة” وفق ما يقول لـ”المدن”، والد الطفلة م. ف.، مشيراً إلى أن تجاوز ما حصل، أتى بهدف “الحفاظ على شعرة التواصل مع فريق يمثل فئة من أبناء البلدة”.

لكن القضية تتفاعل، ولم تقف عند حدود تبديل مقعد فتاة، أو النزول عند رغبة مبطّنة من الشيخ، لأن ما وصل إليه أمثال هذا الشيخ في ظل الصمت المريب من حزب الله عن الأمر أو تركه وكأنه أمر عادي أو لا يحصل، لم يعد يُحتمل بالنسبة إلى فئة واسعة من الناس، وغالبيتهم تنتمي إلى خطّ سياسي وديني يتقاطع مع حزب الله، لكنه يختلف معه في الجانب الاجتماعي، وفي طريقة التواصل ومد الجسور بين مكوّنات المجتمع الجنوبي.

إقرأ أيضاً: بعد جبشيت وعيترون..زوطر الشرقية ضحية «الأسلمة الشيعية»

ويُسجّل على الحزب عدم إصداره تعاميم تقضي بإعتماد هذه الممارسات، لكنه يثير المواضيع إنطلاقاً من مستوى فردي، ليتم تبنيها على مستوى العناصر والمقربين. ويستفيد الحزب من صمت الجهات التي ينسج معها تحالفات في البلديات، إن على مستوى حزبي، كالحزب الشيوعي في بعض المناطق، أو على مستوى عائلات في مناطق أخرى. فاللعب على الوتر الديني كفيل بإشاعة صمتٍ اجتماعي، إلاّ ما خلا بعض الأصوات التي لا تجد من يُكمل معها مسيرة الاعتراض.

ما تقوم به “أجواء” حزب الله هو إستعادة أسلوب إنتشر في مرحلة الحرب الأهلية، ومارسته بعض التيارات الدينية، ومنها حزب الله، وهو الإساءة إلى من هم خارج ثقافته ونمط حياته ومظاهرها.

السابق
الرابية تعلّق «نحب أن نتدلع».. وحزب الله يحذرها: إياكم و برّي
التالي
السلاح في مهرجان «حركة أمل»: رسالة إلى حزب الله