ماذا يعني غياب الطائرات الروسية وتلميحات ايران حول استقبال الأسد؟

يبدو ان كلّ المؤشرات تؤكّد أنّ حلّ الأزمة السورية سياسيًا سيكون قبل عيد الثورة السادس، أي مع بداية العهد الرئاسي الجديد في الولايات المتحدة، ولكن ماذا سيكون مصير الأسد؟

تطورات بارزة شهدتها الحرب السورية على الصعيدين الميداني والسياسي في الأسابيع الماضية سيكون لها وقعها المهم على طاولة المفاوضات المؤجلة في «جنيف». ميدانيًا استطاعت فصائل المعارضة السورية فكّ الحصار عن مدينة حلب وإجبار النظام على التراجع ومنعه وحلفائه من تحقيق انتصار في المدينة لما لها من أهمية استراتيجية باعتراف طرفي النزاع، وأيضًا ميدانيًا استطاعت «قوات سورية الديموقراطية» الكردية- العربية بدعم من التحالف الدولي شن عمليات نوعية ضد تنظيم «داعش» الارهابي في مدينة منبج وإجبارهم على الانسحاب باتجاه حدود تركيا.

أمّا سياسيًا، زيارتان بارزتان بل تاريخيتان الأولى للرئيس التركي رجب طيب اردوغان إلى موسكو، والثانية لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى أنقرة. الزيارتان جاءتا في ظل الاختلاف لسنوات حول حلّ الازمة في سوريا. إلاّ أنّ اللقاءان خرجا بوعود ايجابية وإعلان واضح للتعاون لايجاد حل للنزاع في سورية.

ولكن يبقى السؤال في ظل التطورات البارزة على الصعيدين الاقليمي والدولي، ماذا عن مصير الرئيس السوري بشار الأسد؟

اقرأ أيضاً: من الموت لأمريكا وروسيا واسرائيل… إلى الموت للسنّة والشيعة

يرى مراقبون أنّ أي حلّ للنزاع السوري لن يحسم عسكريًا، بل إنّ الكرّ والفرّ التي تشهده الساحة السورية يهدف إلى تعزيز موقع التفاوض في «جنيف» من الأطراف المتنازعة، وحلّ الأزمة السورية لن يكون إلاّ سياسيًا. ولكن يضيف المراقبون طالما أنّ أميركا «البطة العرجاء» لم تنتهِ من انتخاباتها الرئاسية فان الحلّ في سوريا مؤجل. ومع تزايد حظوظ هيلاري كلينتون للوصول الى البيت الأبيض والتي تعتبر أنّ رحيل الأسد هو مقدمة للحل السوري، فان من شأن ذلك ان يرجّح كفّة المطالبين بنهاية عاجلة لنظام البعث.

ايران وروسيا

وعلى الرغم من التقارب التركي – الروسي، والايراني – التركي إلاّ أنّ إبراهيم كالن، الناطق باسم أردوغان أكّد أن موقف تركيا من ضرورة رحيل الأسد لم يتغيّر، الموقف نفسه الذي تؤكّد عليه المملكة العربية السعودية منذ بداية الثورة السورية.

أمّا منقذا النظام السوري وبطلا استمراره منذ 5 سنوات عبر تقديم الدعم العسكري واللوجستي والجوي، أي إيران وروسيا، فجديدهما هو ما كشف مساعد وزير الخارجية الإيراني السابق، أمير عبد اللهيان، عن أن إيران طلبت على الأقل مرتين من بشار الأسد أن يتوجه إلى إيران برفقة أسرته. وهذا ما وضعته وسائل إعلام دولية بأنّه تطور ايجابي في حلّ الازمة السورية يبرهن اقتناع طهران بأن الحل في سوريا يجب أن يشمل تغيير النظام.

ويتوافق ذلك مع ما صرح به ما صرح فيه وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون اليوم أن «الرئيس السوري بشار الأسد لن يحقق النصر بتعذيب شعبه، وأن الحل هو في تسوية سياسية ومرحلة انتقالية لا مكان فيها للأسد».

وبالعودة الى التطورات الميدانية التي شهدتها المرحلة الأخيرة خصوصًا في حلب، رأى مصدر متابع لمجريات تقدم فصائل المعارضة السورية، وتراجع النظام وحليفه حزب الله الذي أدّى الى نجاح المعارضة بفك الحصار عن المدينة، أنّ الطيران الروسي لم يقدّم الدعم الذي انتظره النظام السوري لمنع المقاتلين من التقدم والسيطرة على أبرز المواقع الاستراتيجية في المدينة.

اقرأ أيضاً: جواد ظريف في تركيا: الإخوان المسلمين بوابة إيران للقاء السنة

ويجمع المراقبون، انه قبل بداية العام المقبل لن تشهد سوريا سوى مزيدا من الدمار والقتل والتهجير، مع محاولة طرفي النزاع تعزيز مواقعهما الميداني لتعزيز مركزهما التفاوضي على طاولة «جنيف»، إلاّ أنّ مجريات اللقاءات والتقاربات الاقليمية تؤكّد بحسب مطلعين أنّ أي حلّ في سوريا سيحفظ حقوق الدول الاقليمية والدولية جميعها ومعلوم ان الدول الكبرى لا تترك حصصا مرضية للدول والأطراف الأقل منها شأنا، كإيران والنظام الأسد وحزب الله!

 

السابق
على طريقة شارلي ايبدو: ناهض حتّر يسيء للذات الإلهية ولا يعتذر
التالي
نديم قطيش: نصر الله قد «ينكّت»اليوم‏