المتحدث باسم «فيلق الرحمن» لـ «جنوبية»: هذه معركة حلب وانعكاساتها على غوطة دمشق

فيلق الرحمن كما يعرفه المتحدث الرسمي وائل علوان، هو أكبر فصيل للجيش السوري الحر في سوريا الآن وهو الفصيل الوحيد الموجود في دمشق وامتداده الأكبر في غوطتها الشرقية. وقد تكوّن فيلق الرحمن من اندماج الكثير من الالوية والكتائب حتى تشكيل هذا الاسم الكبير، أما ايديولجيته فهي الثورة السورية وعلمها ومبادئها، وأهدافه الحرية والكرامة وعدم التدخل بالشأن المدني والمحلي وترك الأمر للمجالس المحلية وللمحافظة وللقائمين على المؤسسات الدستورية والقانونية المدنية، والعمل على كسر الحصار عن الغوطة الشرقية وإسقاط النظام وردّ اعتدائه عن أهل الغوطة.

ملحمة حلب صورة من صور الثورة السورية والمقاومة، فكيف يصف فصيل فيلق الرحمن هذه المعركة، وما انعكاسها على الغوطة الشرقية في دمشق؟! وماذا بعد حلب؟!

المتحدث الرسمي لفيلق الرحمن وائل علوان أكدّ في حديث لـ”جنوبية”، أنّ “المعنويات عادت من جديد ترتفع والهمم تشحذ من على أخبار حلب وتقدم الأبطال فيها والذي حدث أنّ المعارك الطاحنة التي اجتمعت عليها مجموع الميليشيات الطائفية الحاقدة من كل مكان والتي استهدفت أهلنا في حلب لم تفلّ من عزيمتهم ولم تنقص من إصرارهم على الحرية والكرامة هدفا الثورة الأوليّن، ومع ما كل تعرض له النظام والميليشيات الطائفية من الخسائر والقتلى والجرحى في صفوفه إلا أنّ المدد الروسي من الطيران وغير الطيران قد استطاعوا به أن يقطعوا الشريان الأخير عن حلب البطولة والشهباء والصمود والمعارك المستمرة، عبر قطع طريق الكاستيلو”.

وجزم بأنّ “حلب لا تستلم بسهولة فانتفض أبطال حلب في عمل لا يبدو عليه أنّه ردّة فعل ولكنّه عمل منظم ومدروس وعمل بهذا الحجم لا بد أنّه قد أعدّ لأشهر فأبطال حلب كما توقعنا منهم لا ينشغلون في المواجهات فقط وإنّما يعدون الأعمال الاستراتيجية الكبرى، وانطلق العمل بعد قطع طريق الكاستيلو مباشرة على محورين رئيسين شمال مدينة حلب وجنوبها الغربي ثم كان هناك أيضاً جبهتين للمشاغلة، النتائج الأولوية تقّدم للثوار وأخذ منشآت كثيرة ومناطق جديدة لم تكن في يوم من الأيام محررة من قيود النظام، وإلى الان نحن نتابع بطولة ثوارنا في حلب وفك الحصار عن حلب بات قريباً جداً، والمسافة الفاصلة هي 800 متر فقط”.

وائل علوان

وأضاف علوان أنّ “العلاقة والتنسيق بين الثوار في حلب هي أكبر وأعلى من غرفة عمليات فهناك تنسيق شبه كامل على هذه المعركة ما بين الفصائل المحاصرة داخل حلب وما بين الفصائل التي تفك الحصار عنهم في الخارج والوضع لا يختلف عن ذلك ايضاً في الغوطة الشرقية في دمشق فهناك بوادر أستطيع أن أبشركم بها ما بين إخوة السلاح وإخوة الثورة، ما بين فصيلي الغوطة الكبيرين فيلق الرحمن وجيش الإسلام حيث أنّ الأحداث المؤسفة والدامية والتي شهدناها في الأشهر القليلة الماضية من اقتتال الفصيلين تمّ التوقف وحلها بورقة الاتفاق بين الفصيلين وقد نفذت بشكل شبه كامل، والآن تطور الأمر إلى تقارب ما بين الفصيلين والحديث عن شيء مشترك وعن توحيد للسلاح وللجهود وتضافر للهمم نحو رد العدوان الممنهج الذي يمارسه النظام يومياً على الغوطة الشرقية والذي استطاع عبر تفوقه النوعي في السلاح أن يتقدم إلى بعض المناطق الزراعية ويأخذها”.

إقرأ أيضاً: حلب.. انتكاسة الشرق الأوسط الروسي

وحول طبيعة القوات التي تؤازر جيش الأسد أوضح أنّ “نظام الأسد قد سقط منذ أعوام ولم نعد نرى من نظام الأسد إلاّ بعض الضباط وعناصر غير مدربة تجبر أو تساق أو تدفع دونما كثير من التدريب أو التجهيز إلى المعارك، ولكن العامل الأساسي لدى الأسد في حربه على السوري اليوم هو الميليشيات الخارجية من العراقية واللبنانية الأفغانية والإيرانيين، إضافة إلى ذلك التفوق النوعي في السلاح حيث أنّ الطيران الروسي إلى جانب طيران الأسد قد شكّل عاملاً أساسياً ورئيسياً في زيادة معاناة الشعب السوري ومأساته والمجازر الفظيعة التي ترتكب يومياً بحق هذا والمدن السورية المحررة، إضافة إلى ذلك المدد المفتوح من قبل إيران وسوريا بالدبابات والقذائف والصواريخ وشتى أنواع الذخائر والأسلحة في حين أنّ المناطق المحررة تفتقر إلى هذا السلاح والذخيرة بهذا الحجم وبهذه الكثافة والنوعية أما المناطق المحاصرة بالتحديد فتفتقر لأي سلاح نوعي من مضادات الدروع فضلاً عن مضاد الطيران الذي تفتقد له الثورة السورية كاملة والذي لم يمنح للثورة السورية بل منحت الطائرات والقاذفات والصواريخ للنظام من شتى حلفائه “.

إقرأ أيضاً: معركة حلب قلبت الموازين: صفعة لروسيا وتحرير مؤتمر جنيف

وتابع علوان أنّ “المعركة مع الأسد ليست صراعاً على نفوذ أو مناطق أو مراكز هي صراع الحق ضد الباطل، وهذا الصراع قد يطول، نحن نؤمن أنّ الحل في سوريا في النهاية هو الحل السياسي ولكن نؤمن أيضاً أنّ الأسد لن يضطر إلى الحل السياسي إلا بالقوة، هو لن يأتي بمحض إرادته لهذا الحل الذي سوف ينهيه لذلك لا بد أن يجبر عليه بالقوة، لذلك نحن نخوض هذه المعارك دفاعاً عن أنفسنا وعن شعبنا وعن مدننا وارغاماً لهذا النظام على ترك لغة العنف وترك لغة الاستبداد والاضطهاد، وترك سلاح الجريمة، قد يستطيع أن يهرب خارج البلاد ليس يعنينا، جلّ ما يعنينا أن تعود سوريا مستقرة حرة كريمة”.

وختم مؤكداً أنّه “في النهاية مستقبل سوريا يحدده الشعب السوري والتنافس في سوريا تحدده وسائل التنافس وليس القوة، ولا بدّ للمؤسسات المدنية أن تمارس دورها في بناء سوريا الحديثة وأن يعود السلاح جميعه لجيش وطني واحد مسؤول عن الدفاع الشعب السوري ومدنه وحدوده لا ان يكون مدافعاً عن فئة أو أسرة أو عصابة مستبدة”.

السابق
انقلاب سيارتين على سطح مبنى
التالي
تلوّث نهر الليطاني نحو الأسوء… وقانون تنظيفه لا يُفرج عنه