صراع مالي يفضح أصحاب الحملات الى المراقد المقدسة

العتبات المقدسة
أصبح اليوم يتوفر من يقدم أسعارا متهاودة لفقراء الشيعة الذين يرغبون بزيارة المراقد المقدسة في العراق وايران، حتى ان المنافسة أشعلت حربا تجارية بين أصحاب الحملات، وهناك من تحدّث عن منافسة غير مشروعة، فماهي؟

في رسالة وجهها “تجمع حملات لبنان” الى القيادات الشيعية في لبنان لدق ناقوس الخطر الذي يحيق بهم نشرت هذه الرسالة على صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي، والتي تثير موضوعا غريبا بعض الشيء تصل في خلاصتها الى تحرك ما قد يصدر عن المتضررين باتجاه القضاء، بل ان هذا التجمع الذي نسمع باسمه للمرة الاولى يلوح بتهمة تبييض الأموال لشخصيات مرتبطة بحزب الله في زمن التضييق الاقتصادي على الحزب، مما يعني ان جماعة “تجمع حملات لبنان” لن يتاونوا عن تهديد أي جهة ولو إعلاميا في سبيل مصالحهم التي تتضرر بفعل تخفيض إحدى الحملات لأسعار الزيارات الى كل من العراق وإيران بشكل غير طبيعي يتخطى حدود المنافسة، وهذه الرسالة تُظهر بالمقابل حجم الربح الذي تجنيه الحملات من الناس خاصة العامة، الذين ينساقون وراء دعوات المُعممين ورجال الدين لزيارة المراقد المقدسة، ولو تم الامر عبر الشحاذة او عبر حرمان نفسه من حاجات أهم لديه..

اقرأ أيضاً: السيد محمد حسن الأمين: زيارة «العتبات» شرعيتها من قدسية اصحابها

ففي سياق الرسالة – التهديد يظهر للقارئ الخلفيّة الإقتصادية لموضوع ديني وللإستغلال العاطفي والتسويق القائم على أحاديث ليست بالضرورة صحيحة، وذلك يذكرنا بحادثة التفجير التي وقعت منذ سنوات في مدينة سامراء (مرقد الامامين العسكريين) حيث بكى طفل إحدى الضحايا على الشاشة، متهمّا صاحب الحملة بأنه شجع والدته على الزيارة من خلال القول لها “بس يصير معك بتدفعيلي”، فكان ان خاطرت بحياتها ويتمت أطفالها ليجني هو بعض الأرباح.

وهنا نص الرسالة المثير، والذي يفتح الأبواب والأعين على عالم قائم بذاته فيه من استغلال الأحاديث والوضع السياسي القائم ما يؤكد ان الأحاديث الدينية لها طابعها الإقتصادي على طريقة (من اكل من بصل عكا كـأنه زار مكة)..، ويدعو وزارة المالية الى مراقبة هذه الحملات التي تحدد اسعارا شبه خيالية الى اماكن تفتقر الى الحد الادنى من الراحة بحجة الصبر والأجر والثواب فتصير السرقة هنا “دوبل”، من يحدد لهؤلاء التجار الاسعار ولماذا السياحة الى تركيا مثلا بأسعار تصل الى النصف تقريبا؟ وهل صحيح ما ترمي اليه رسالة أصحاب الحملات من منافسة غير مشروعة لجهة نافذة تستهدف قطاعهم، أم ان هذه الهبة ضد صاحب الحملة الذي لا نعلم من يدعمه ولا من يساهم معه، لحماية ارباحهم الباهظة التي يجنونها من تجارتهم بالسياحة الدينية؟

وهنا نص الرسالة

رسالة مفتوحة الى:

السيد حسن نصر الله

الرئيس نبيه بري

المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى

باسمي وباسم الحملات اللبنانية

ظهر بالآونة الاخيرة حملة *اتحفظ عن ذكر اسمها واسم مالكها وهي معروفة الان لكل الناس*. وعمرها حوالي 6 اشهر. ومنذ اليوم الاول قامت بتسعير رحلاتها الى كل من العراق وايران باسعار متدنية جدا وتحت سعر كلفه تذكرة السفر. علما ان الزيارة عادة لها تكاليف مختلفة من تذكرة وفيزا وفنادق ونقل داخلي ومعرّفين وموظفين. وعند استفسارنا للامر ادعى القييمين على هذه الحملة ان هنالك متبرع بـ 50 الف دولار لزوار اهل البيت. وبدء الرقم بالازدياد شهرا فشهرا…الى ان بدء الحديث بمتبرع ب مليون دولار فمليونان…. وقد ذهب المئات مع هذه الحملة الى العتبات المقدسة في ايران والعراق وزادت الطمانينة لدى المواطنين. الى ان وصل الامر بالحجز لاشهر قادمة وللسنة القادمة لعدم توفر اماكن *حسب ادعاء صاحب الحمله*. مع العلم ان الشائعات حول هذا الامر تعددت فمنهم من قال ان المتبرع من بعلبك وسمي نوح زعيتر… ومنهم من ادعى ان المتبرع هو صلاح عز الدين واخر من حاريص وحتى وصل الامر الى العراق فطورا وضع اسم متبرع عراقي وطورا العتبات المقدسة الى ان قيل اليوم ان وراء التبرع السيد القائد شخصيا… وهنا السؤال: ان كان هنالك متبرع وبغض النظر عن اسمه او خلفيته، ألم يرى هذا المتبرع ان هنالك اكثر من مئه حمله يعتاش منها المئات اقفلت مكاتبها؟

مقام السيدة زينب

الم يسمع هذا المتبرع باسم الحسين انه شرد المئات من وظائفهم. الم يرى غير حملة واحدة وغير معروفة ليتبرع لها؟ اي تبرع هذا وهل يستوي الغني والفقير بالتبرع للزياره!

ان ما يجري هو اما عمليه ممنهجة لضرب هذا القطاع او عملية نصب واحتيال لا يعلم الا الله اين تصل. وان كان ما يجري هو عملية غسل اموال فانا اضع رسالتي هذه اولا بين ايديكم وثانيا اخبارا لدى النيابة العامة المالية ومصرف لبنان. وهنا اسال شركات الطيران هل باستطاعتها تحمل اعباء وضع اسمائها على لائحة غسل الاموال فبالامر شبهة بالحد الادنى فعليه نامل منكم التحرك لمعرفه ما يجري وهنا نسال اي ما تكن النتيجه من سيتحمل مسؤوليه ما يحصل وكيف سيلم الموضوع بحال ثبت ما نشك به.

اقرأ أيضاً: أنا.. مسلم شيعي إثني عشري

دمتم برعاية الله

تجمع حملات لبنان

السابق
توقيف أحد أخطر المطلوبين بجرم مخدرات
التالي
صورة لـ«ترامب» تثير السخرية…