إرهاب داعش يزداد وحشية في فرنسا… ماذا بعد ذبح الكاهن؟

كاهن هامل
في غضون شهر، ضربتان ارهابيتان أصابتا فرنسا في الصميم. المجزرة الأولى في مدينة نيس التي لم يمرعليها أسبوعين بعد، والثانية تمثلت أمس بذبح كاهن بالهجوم الهمجي على كنيسة في سانت اتيان دو روفريه من قبل داعش. والكاهن الذي تم ذبحه يدعى جاك هامل، ويبلغ من العمر 86 عاماً، وهو كاهن منذ 1958.

واجهت فرنسا مجدداً تحد ارهابي جديد تمثّل في ذبح كاهن وإصابة مصلٍّ بجروح في عملية احتجاز رهائن نفذها رجلان أمس في كنيسة في سانت اتيان دو روفريه قرب مدينة روان بمنطقة النورماندي في شمال غرب فرنسا تبناها تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش). وهي المرة الأولى تتعرض كنيسة لاعتداء في أوروبا على يد هذا التنظيم الذي نشر مؤاخراً تسجيل فيديو يتوعّد فيه بمزيد من الهجمات في فرنسا.

وروت راهبة نجت من الهجوم أنها شاهدت المهاجمين وهما يصوران أحدهما الآخر يتحدّثان بالعربية حول مذبح الكنيسة. وانقذت الشرطة ثلاثة أشخاص آخرين كانوا في الكنيسة بينهم راهبة ثانية. وأفادت وزارة الداخلية الفرنسية أن المعتديين دخلا الكنيسة قرابة الساعة 7:30 بتوقيت غرينيتش خلال القداس، واحتجزا خمسة اشخاص خرج منهم ثلاثة سالمين. ثم اقدما على ذبح الكاهن جاك هامل (86 سنة)، واصابوا شخصاً آخر لم تكشف هويته بجروح بالغة. وقال مصدر مطلع على التحقيق إن المهاجمين هتفا “الله اكبر” وهما يدخلان الكنيسة. وقد قتلتهما الشرطة بينما كانا يخرجان الى باحة الكنيسة. وقتلت الشرطة منفذي عملية احتجاز الرهائن ، بحسب وزارة الداخلية واعلن رسميا احالة ملف العملية الى قضاة مكافحة الإرهاب.

اقرأ أيضاً: الكنيسة التي ذبح كاهنها في فرنسا تبرعت بأرض لبناء مسجد عام 2000

وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي يتعرض لانتقادات قوية من المعارضة فور وصوله الى سانت اتيان دو روفريه حيث وقع الاعتداء أن الحرب على الإرهاب ستكون طويلة. كذلك ندد الفاتيكان بالحادثة واصفا اياها بـ”جريمة همجية”، فيما عبر البابا فرنسيس عن ألمه للعنف الذي استهدف كنيسة ومؤمنين.

وتزيد هذه العملية من التوتر في البلاد التي تعرضت لسلسة اعتداءات خلال الفترة الأخيرة تبناها التنظيم الإرهابي داعش، إذ يأتي هذا التطور بينما فرنسا في حالة تأهب بعد أسبوعين على الاعتداء الذي نفذه تونسي بشاحنة تبريد في مدينة نيس في جنوب فرنسا وقتل خلاله 84 شخصاً واصيب اكثر من 350 آخرين. وتبنى الاعتداء داعش.

الكنيسة دي روفري

كما ويتزامن الاعتداء مع افتتاح الايام العالمية للشباب في كراكوفيا في بولندا، وهو تجمع ضخم للكاثوليك يشارك فيه البابا فرنسيس.

وكانت وكالة «أعماق» للأنباء التابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) أعلن في بيان أمس (الثلثاء)، إن منفذي الهجوم على كنيسة بمنطقة نورماندي شمال فرنسا هما «جنديان» من التنظيم المتشدد. وأضافت أنهما «نفذا العملية استجابة لنداءات استهداف دول التحالف الصليبي».

وافاد بيان صادر عن الكرسي الرسولي «نشعر بالصدمة لحصول هذا العنف الرهيب في كنيسة، في مكان مقدس يجسد حب الله، ازاء هذه الجريمة الهمجية التي قتل فيها كاهن واصيب مؤمنون».

اقرأ أيضاً: فرنسيون بعد ذبح الراهب: فلتسقط مقولة لا تمسوا الاسلام

واضاف ان البابا «ابلغ بالخبر، ويشارك (الفرنسيين) الالم، ويدين بشدة كل اشكال الكراهية ويصلي للضحايا».

السابق
تشديد الأمن حول مطار جنيف بعد اتصال هاتفي مجهول
التالي
من يفتح الباب لأفكار «قرون وسطية» باسم التشيّع؟