هل يعطّل الحريري الاستحقاق الرئاسي؟

كتب علي حماده في “النهار”: هل يعطّل الحريري الاستحقاق الرئاسي؟

ليس صحيحاً ان “حزب الله” لا يقدر أن يضغط على حلفائه كالرئيس نبيه بري والنائب سليمان فرنجية لتغيير موقفهما من موضوع ترشيح الجنرال ميشال عون. فبري ماشى ويماشي الحزب في كل المفاصل الحساسة والاستحقاقات الرئيسية، ولم يسبق له ان خرج عن مقتضيات “التحالف” ضمن الثنائية الشيعية التي يقودها من الناحية العملية “حزب الله” عندما يتعلق الامر بقرارات استراتيجية! اما بالنسبة الى النائب سليمان فرنجية الذي قال اكثر من مرة انه لن يخالف توجه فريقه السياسي، وصولا الى “تمزيق” تفاهمه مع الرئيس سعد الحريري ورميه جانبا اذا ما طلب منه السيد حسن نصرالله ذلك! الى ذلك، لا يبدو النائب وليد جنبلاط راغبا في لعب دور يستفز “حزب الله” ، بل انه ما عاد راغباً في “زكزكة” القيادات المارونية ، فنجده يقول ان لا مانع لديه من وصول عون الى الرئاسة ، بمعنى انه يصطف راضيا ضمن تفاهم على عون ولا يعرقل! حتى الرئيس سعد الحريري المتمسك حتى الان بترشيح النائب فرنجية، فإن من يعرفه عن قرب يعرف انه ليس من النوع المتمسك بسياسات جامدة، وانه يمكن في لحظة محلية – اقليمية مواتية ان ينتقل الى تأييد عون، خصوصاً اذا ما رأى ان “حزب الله” قرر استخدام ما لديه من مونة على بري وفرنجية، للاصطفاف خلف ترشيح عون. ومن يعرف الحريري جيدا، يعرف انه لن يقف وحيدا معارضا ترشيح عون بعد ان يكون جمع تأييد كل “8 آذار”، اضافة الى حزب “القوات اللبنانية”! بناء على ما تقدم، يبقى السؤال المطروح على بعض المتباكين على الشغور الرئاسي، وعلى الحقوق المسيحية المنتقصة هو: ما الذي يمنع “حزب الله” من العمل الجدي الفوري لانتزاع كامل التأييد لميشال عون، اقله ضمن فريقه؟ خلاصة الامر، ما كل ما تراه العين حقيقة، وما كل ما تسمعه الاذن صادق!

السابق
بري لعون: لن أنتخبك، إلا إذا…
التالي
مجلس الأمن يُحذّر اللبنانيين..