«حزب الله» غاضب عين الحلوة مضبوط و«مبالغات أمنية» قبل زيارة الأحمد

من المقرر ان يصل عضو اللجنة المركزية والمشرف على حركة “فتح” في لبنان عزام الاحمد الى بيروت اليوم لاستكمال الاتصالات الداخلية والحد من تصاعد الخلافات في صفوف الحركة والتباعد في وجهات نظر قادتها، ولا سيما بعد التدخلات التي يقوم بها القيادي المفصول محمد دحلان الذي لا يوفر فرصة الا يستغلها بغية تصفية حسابات مع قيادة السلطة الوطنية الفلسطينية في رام الله بشخص الرئيس محمود عباس، وصولاً الى بعض “المفاتيح” التي “يتنفس” من خلالها في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان مستفيدا من الدعم المادي الذي يحظى به من جهات عربية. ويأتي الهدف الثاني من حضور الاحمد بعد ارتفاع منسوب الكلام عن خطر مخيم عين الحلوة من جراء الحديث عن تغلغل جماعات ارهابية في بعض احيائه بعدما ثبت ان ثمة قيادات تعمل على تنسيق مباشر مع تنظيم “داعش” في الرقة و”جبهة النصرة” في سوريا. وفي المناسبة يتم التصويب على مخيم برج البراجنة الواقع في خاصرة الضاحية الجنوبية وما اذا تسللت اليه مجموعة استعدت لتنفيذ عمليات انتحارية بعد “غزوة القاع”.

وقبل تناول زيارة الاحمد والمواعيد الرسمية التي طلبها من شخصيات رسمية سياسية وامنية، ارتابت جهات لبنانية في مقدمها “حزب الله” من المعلومات التي تحدثت عن مشاركة وفد من “فتح” في المؤتمر السنوي الذي عقدته منظمة “مجاهدين خلق” الايرانية المعارضة في باريس الاسبوع الفائت في حضور رئيس الاستخبارات السعودية السابق الامير تركي الفيصل والذي أثار استياء طهران وغضب الحزب بطبيعة الحال. وتكمن المفارقة في ان مسؤولا فتحاويا كان يتحدث في احتفال بصيدا في التوقيت نفسه وتناول اهمية الامام الخميني ودوره واستبداله السفارة الاسرائيلية بالفلسطينية في طهران، وكيف تلقى الرئيس ياسر عرفات هذه الخطوة بترحاب وتقدير كبيرين في العام 1979.

وعلمت “النهار” ان نواباً وقياديين في “فتح” شاركوا فعلاً في مؤتمر “مجاهدين خلق”، من بينهم النائبة نجاة ابو بكر، اضافة الى كوادر مرموقة في الحركة. ولن يكتفي الحزب بابداء هذه الملاحظة او الاحتجاج بل ستكون مادة نقاش مفتوحة مع “فتح” للوقوف على اسباب هذه “السقطة”
.
وسألت “النهار” امين سر “فتح” في لبنان فتحي ابو العردات عن هذه المشاركة، فأكد انها تمت لكنها لم تحصل بتكليف رسمي من رئاسة البرلمان الفلسطيني والسلطة في رام الله، وان حضور اعضاء الوفد جاء بموجب اجتهاد شخصي منهم. وكشف ان “حزب الله” فاتحه في هذا الموضوع الذي لم يلق استحساناً عنده وجهات لبنانية اخرى. ونفى ابو العردات مشاركة الاحمد في مؤتمر “مجاهدين خلق”. وهذا ما يؤكده ايضا المسؤول عن الاقاليم الخارجية في فتح” جمال محيسن الموجود في بيروت.

وبالعودة الى زيارة الاحمد التي سيركز فيها اولاً على ترتيب البيت الفتحاوي الداخلي في ظل الحديث عن استبدال اسم السفير الفلسطيني أشرف دبور في بيروت، وان ثمة من يطرح اسم السفير خالد عارف ليحل مكانه، وقد سبق للاخير ان تولى مهمات عدة في المخيمات في بيروت العاصمة الاولى للشتات الفلسطيني نظراً الى ما يمثله موقعها في المنطقة وارتباطها بالحياة اليومية للفلسطينيين ومستقبلهم.

ويتزامن تحرك الاحمد مع ازدياد الحديث عن خطورة الاوضاع في عين الحلوة، ولا سيما بعدما تأكد توجه نحو 25 شاباً من المخيم في الاشهر الثلاثة الاخيرة الى الرقة ومناطق سورية اخرى للقتال في صفوف “داعش” والجماعات الارهابية الاخرى. وكان هذا الموضوع محل متابعة وجلسات طويلة بين ممثلين للفصائل والجيش حيث تبين ان قادة من الاسلاميين المتشددين في المخيم ينشطون على خطوط التعبئة ويعملون على تحويل المخيم “ثكنة جهاد” وليس “ساحة جهاد”.

إقرأ أيضًا: «مجاهدو خلق»… ورحلة الدم الايراني المسفوك قمعا وثأرا (1)

وتوضح مصادر متابعة لـ”النهار” ان ثمة “مبالغات” في تناول عين الحلوة في الايام الاخيرة. وتفيد ان فصائل منظمة التحرير و”التحالف الفلسطيني” على تنسيق تام مع قيادة الجيش حيث يبدي الجميع حرصاً كبيراً على أمن عين الحلوة والجوار، وان لا صحة لدخول غرباء الى المخيم، في وقت يستمر مطلوبون من امثال هلال ابوهلال ومساعده الملقب “ابو بكر الشيشاني” في اعمال التعبئة لـ”داعش”، اضافة الى عماد ياسين وبلال بدر وآخرين. ويتم رصد المطلوب اللبناني شادي مولوي الذي ينشط بدوره على خط “داعش” و”النصرة”.

يحصل كل هذا في عين الحلوة وقت يشكو مراقبون لبنانيون من تصوير المخيم على أنه بؤرة للارهاب ومن دون الالتفات الى الدور الايجابي الذي تؤديه الفصائل في التعاون مع السلطات اللبنانية.

المصدر: النهار

السابق
الحريري: نبارك للرئيس رجب طيب اردوغان وللشعب التركي انتصار المسار الديموقراطي
التالي
مشاركون في القمة الأفريقية يدينون المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا