شيخ شمالي.. طلقها من الموقوف الإسلامي ليتزوج بها

“أبو محمد الشمالي” واحد من مئات الشبان اللبنانيين الذين اختاروا الانضمام إلى تنظيم القاعدة في بداية الألفية الثالثة، بعدما أغراهم التنظيم بشعارات تبدأ عند ضرورة رد الغزاة، ولا تنتهي باستعادة “أمجاد الأمة الإسلامية”، كما يقول منظروه وقادته.

في البداية، رفض أبو محمد الظهور في أي تحقيق إعلامي مكتوب ليروي تجربته في تنظيم القاعدة، ثم وافق على طلبنا رغبة منه في تعريف «الفئة الضالة» على حقيقة التنظيم، بحسب ما قال، قبل أن تصطدم رغبته هذه بضرورة أن يكون الحوار مصورًا.

يقول إن الانتماء إلى تنظيم القاعدة لطالما كان حلمًا بالنسبة إلى كل شاب يؤمن بمبدأ الجهاد، فالتنظيم رفع شعارات الدفاع عن المسلمين والمستضعفين، ودعم القضية الفلسطينية ورد الغزاة».

يضيف: «مثل غزو العراق والحصار الذي تسبب بوفاة أكثر من مليون طفل الدافع الأهم للانضمام للقاعدة. في بغداد، اختفى الجيش العراقي بين ليلة وضحاها، ظهر التنظيم هناك حاملًا لواء الدفاع عن المسلمين في العراق وافغانستان، وبفضل هذه الشعارات انجذبنا أكثر إلى فكرة القاعدة»… مستدركًا: «لا مشكلة عندنا مع الأميركيين كشعب، لكن مشكلتنا معهم أنهم قدموا ليغتصبوا ارضنا كما يدعمون الصهاينة».

هل توجه أبو محمد إلى العراق للقتال إلى جانب القاعدة؟ يرد ابو محمد: “كنت مستعدًا للتوجه إلى أي مكان، فلسطين أو العراق لو سنحت لي الفرصة، وفي تلك الفترة وردتنا معلومات عن نية الاميركيين الدخول إلى سوريا ثم إلى شمال لبنان لإقامة قاعدة عسكرية، فباشرنا برص الصفوف ولم نكن نملك السلاح في الفترة الأولى، لكن بعد فترة حصلنا على دعم بعض المشايخ، وبدأنا شراء السلاح”.

تخلوا عنا حدثان مهمان دفعا أبو محمد إلى إعادة التفكير مليًا بجدوى الانتماء إلى القاعدة: الأول، سيطرة ابو محمد الزرقاوي على قرار التنظيم في العراق، والثاني بعد توقيفه وعدد من اعضاء المجموعة عام 2008 ومكوثه في السجن. يقول محدثنا: “امسك الزرقاوي بزمام الأمور في العراق، وبدأت عمليات تفجير المساجد والكنائس والحسينيات. هذه الأحداث أدت إلى تحول كبير في قناعاتي، فقبل تلك الفترة، لم تكن هذه القضايا موجودة، ولم يكن التنظيم يقتل لأجل القتل فحسب”.

اقرا ايضًا: داعش… الوحش المفيد؟

يتابع: “ألقى الجيش اللبناني القبض على مجموعة تابعة لتنظيم القاعدة في عام 2008، وشاءت الصدف أن أكون واحدًا من أفراد تلك المجموعة. تواصلنا بشكل غير مباشر مع مسؤولي التنظيم لمساعدتنا، وكان الجواب يأتي أن الإخوة لن يتخلوا عنكم، لكن في الحقيقة تخلى عنا الجميع وأولهم التنظيم، لم يكلفوا أنفسهم حتى عناء توكيل محامٍ لنا، أو توفير مبلغ قليل من المال لمصاريفنا ومصاريف عوائلنا، فكيف يعقل أن يقوم أي تنظيم جهادي بدفع ملايين الدولارات لشراء الاسلحة، ولا يؤمن مبالغ زهيدة لحفظ كرامتنا. أليست مساعدة أهلنا ومنعهم من التشرد والتسول جزءًا من حفظ كرامة المسلمين؟”.

ضد القتال العبثي اضطر أبو محمد إلى بيع سيارته ومجوهرات زوجته لدفع بدل اتعاب محاميه، الموظف السابق يقول: “خسرت جنى عمري، لكن الحمدلله بقيت زوجتي وأطفالي وهذه نعمة كبيرة، لأن احد المشايخ المنتمين إلى فكر القاعدة، والذي كان يحرضنا ليل نهار، ارغم زوجة أحد الموقوفين الذي كان معنا على طلب الطلاق منه، ثم تزوجها”.

إقرأ أيضاً: من صَنَع «القاعدة» و«داعش»؟

إنقطع التواصل بين مسؤولي التنظيم وابو محمد، فهذا الأخير وصل إلى قناعة تامة في أثناء وجوده في السجن، وفحواها أن شعارات التنظيم تختلف بشكل كبير عن أعماله على الأرض، فعقيدته في مكان والتطبيق على الارض في مكان آخر، يجذبون الشبان بالافكار والإصدارات المرئية، والعناوين الجذابة ثم يتركونهم يواجهون مصيرهم وحدهم.

يقول ابو محمد: “نعم، الجهاد مطلوب في ديننا، لكن هناك رحمة ومحبة وإلفة، هم لا يتطلعون سوى إلى القتل، انا مستعد للعودة إلى حمل السلاح اذا كان هناك خطر على بلدي وأرضي وعائلتي، لكنني ضد القتال من دون عنوان، ولمجرد القتل فحسب”.

 

السابق
كيف علّق الشّهال على خروج ابنه زيد من السّجن؟
التالي
داعش تتبنى هجوم الدهس في نيس