«قناة عربية» وراء تفاؤل «عون».. والآلية في لبنان مفقودة

ميشال عون
في ظل العنوان الابرز الذي يحكم المرحلة الراهنة وهو "مكانك راوح"، على رغم كل مسحات التفاؤل لدى البعض بإمكان انهاء الازمة الرئاسية في آب أو في تشرين الاول المقبلين، ثمة محطات هذا الاسبوع قد تعيد تحريك العجلة السياسية بعد جمود فرضته عطلة عيد الفطر وتأجيل الاستحقاقات. لكنها لا توحي جميعها بامكان تحقيق خروقات كبيرة على مستوى الملفات المعلقة.

على الرغم أن لا معطيات جديدة تفسّر تفاؤل بعض الأوساط السياسية والإعلامية القريبة من زعيم “التيار الوطني الحر” العماد ميشال عون بأن حظوظه للرئاسة ارتفعت في الآونة الأخيرة، على حساب المرشح الثاني من فريق 8 آذار رئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية إلا أن التفاؤل باقتراب موعد انهاء الشغور بتتويج عون سيد الموقف.

اقرأ أيضاً: ناشطون ايرانيون يسخرون: راتب حسن نصر الله أصبح باللغة الفارسية!‏

فيكتفي بعض المتصلين بعون بالقول إن هناك تفاؤلاً أكثر من السابق بأن الرياح قد تتجه لمصلحته، بما أصبح يوحي أن المعادلة الرئاسية صارت بين انتخاب العماد عون للرئاسة، وبين استمرار الفراغ الرئاسي، لكن آلية إنهاء الفراغ في المنصب المسيحي الأول في السلطة غير موجودة الى الآن.

وفي تقدير بعض من يلتقون زعيم “التيار” هذه الأيام وفق “الحياة” أن التفاؤل يستند الى قناة ما خارجية، وتحديداً عربية تجعله يتفاءل بقرب اتضاح المواقف لمصلحته بعد خلوة الثلاثة أيام لهيئة الحوار في 2 و3 و4 آب المقبل. لكن هؤلاء لا يلبثون أن يشيروا الى أنه إذا كان التفاؤل لمصلحة عون يستند الى توقعات بتقارب ما بين إيران والمملكة العربية السعودية ليساعد في الإفراج عن الرئاسة في لبنان، فإن هذا الأمر لا يبدو حاصلاً على الإطلاق، بل على العكس يبدو الصراع بين الدولتين الى تصاعد، وأول دليل على ذلك عودة التصعيد العسكري في اليمن.

وكانت أجواء التفاؤل بتقدم حظوظ عون على منافسه فرنجية استندت الى إعلان رئيس “اللقاء النيابي الديموقراطي” وليد جنبلاط الذي كان أيد فرنجية، بأن لا مانع لديه من انتخاب عون، ثم تحرك رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في اتجاه جنبلاط، ثم الرئيس سعد الحريري، لاستكشاف إمكان تعديل الخريطة الانتخابية لمصلحة زعيم “التيار”. وتبين أن جنبلاط عاد فنصح جعجع، على رغم عدم ممانعته في رئاسة عون، بالتحدث إلى “حزب الله” وإلى الحريري وإلى رئيس البرلمان نبيه بري خصوصاً، لفتح ثغرة في الشغور الرئاسي لمصلحة عون. إضافة إلى حراك عون يوم عيد الفطر المتمثل بزيارتي المعايدة اللتين قام بهما عون لكل من بري ومفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان الأسبوع الماضي.

اكد وزير الداخلية نهاد المشنوق أن الحوار مع رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون مستمر لأنه " حقق الكثير من الايجابيات". واشار المشنوق عقب لقائه رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون في الرابية، الإثنين الى ان الحوار مع عون مستمر ولن يتوقف. وأضاف أن هذا الحوار قد حقق الكثير من الايجابيات منها الاستقرار الحكومي والاستقرار السياسي في البلد"، مردفاً أن انتخابات الرئاسة بحاجة الى المزيد من النقاش بين الافرقاء لانتخاب رئيس توافقي. واوضح انه "لم يأت حاملا رسالة، مع انه ممثل تيار المستقبل في الحكومة، والحوار حقق الاستقرار الحكومي وساهم في اقرار الخطة الامنية، وقد ساهم هذا الحوار في العديد من الانجازات"، مؤكداً أن "لا خلاف حول الية عمل الحكومة في ظل الفراغ الرئاسي". ونفى المشنوق مناشدته رئيس الحكومة تمام سلام تشكيل "حكومة مصغرة"، لافتا الى ان النقاش يدور حول تشكيل خلية ازمة. ودخل لبنان في الاسبوع الرابع من الشغور الرئاسي بعد فشل النواب في انتخاب رئيس جديد ورفض الرئيس السابق ميشال سليمان تمديد ولايته والقى خطاب الوداع في 24 أيار. ووفق الدستور فإن الحكومة مجتمعة تتولى صلاحيات رئاسة الجمهورية في حال الفراغ.

ويقول العارفون بموقف عون إنه ما زال يراهن على تعديل في موقف الحريري. وقيل لعون إن الأخير مستعد للنزول الى البرلمان، وتأمين النصاب في أي جلسة نيابية لانتخاب الرئيس، ما يعني أنه لن يؤيد عون، لكنه يقبل به رئيساً إذا استطاع تأمين الأكثرية، التي بات ضمانها ممكناً مع استعداد جنبلاط لانتخابه، فلماذا لا يجري اعتماد هذا المخرج؟ إلا أن زوار عون يقولون إنه لا يريد الفوز بالرئاسة من دون تصويت الحريري وكتلته النيابية له، لأنه يراهن على التعاون مع زعيم «المستقبل» لاعتقاده بأن المرحلة المقبلة تحتاج الى أن يكون الحريري رئيساً للحكومة في عهده لأنه الأفضل كممثل للاعتدال السني.

وفي المقابل، فإن الأوساط القريبة من النائب فرنجية تؤكد أن لا تغيير في موقف الحريري من دعم ترشيحه، على رغم ما يحكى عن تواصل بين مدير مكتب الحريري، نادر الحريري، وبين رئيس “التيار” وزير الخارجية جبران باسيل.

تهديد “حزب الله”

وكان اللافت انه عشية جلسة انتخاب الرئيس وجلسة اللجان المشتركة الأربعاء، قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله، في موقف رأت “اللواء” أنه يشبه التهديد أو التحذير، ان إقرار قانون جديد للانتخابات النيابية وإنهاء الشغور الرئاسي لا يمكن العبور لانهائه الا من معبر وحيد وضروري والزامي ووطني مسؤول، ألا وهو الحوار الجاد مع العماد عون، إضافة إلى تنازل البعض عن المكابرة والتعنت ومحاولات التهميش والاقصاء.

اقرأ أيضاً: أحزابنا اللبنانية وهي تحتفي بموتها

قانون الإنتخاب… طبخة البحص مستمرة

من جهة أخرى، يدخل القانون الانتخابي الاسبوع الحالي جولة جديدة من الأخذ والرد في اللجان المشتركة، وسط أجواء توحي باستمرار طبخة البحص الى ما لا نهاية في ظلّ الافتراق الحاد في مواقف القوى السياسية حول شكل القانون الانتخابي وماهية الدوائر الانتخابية. إلا أن الجلسة ستعاود البحث من حيث انتهى في ظل إصرار كتل “الاصلاح والتغيير” و”الوفاء للمقاومة” و”التنمية والتحرير” على تحقيق خرق نحو التقدم للاتفاق على قانون جديد لاجراء انتخابات على أساسه السنة المقبلة، في ظل معارضة معلنة.

 

السابق
«مش أنا»… واعتذار!
التالي
هكذا تعرضت الفتاة المغتصبة في طرابلس لإعتداء جديد