حركة العيد «العونية»: بلا بركة.. و«فرنجية» مرتاح

شاهد اللبنانيون في العيد رئيس تكتل "الاصلاح والتغيير" النائب ميشال عون في عين التينة ودار الفتوى معايداً وداعماً للاتفاق النفطي، وباعثاً برسالة تقارب وانفتاح على تيّار "المستقبل"، في وقت كان رئيسه الرئيس سعد الحريري يمضي عطلة العيد في المملكة العربية السعودية، ويؤدي الصلاة إلى جانب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في الحرم الملكي.

خرق الحراك الداخلي عطلة العيد متمثّلا بزيارة رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون لعين التينة مهنّئاً رئيس مجلس النواب نبيه بري بالعيد بعدما كان زار دار الإفتاء مهنئاً مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، واتصل بالسفير السعودي علي عواض عسيري مهنئاً بالعيد ومستنكراً التفجيرات الارهابية الاخيرة التي استهدفت المملكة.

لا يمكن فصل زيارة التهنئة التي قام بها عون إلى كل من عين التينة ودار الفتوى بحلول عيد الفطر، عن المشهد المستجد في البلاد، الذي شكل علامة من علامات المناسبة. ومن الملفت ما قاله عون: “اننا جربنا عواقب عدم إنجاز اتفاق، فكان لدينا وضع سيء، ورأينا تداعيات الوضع الاقتصادي، إضافة إلى العجز في الموازنة”، مضيفاً: “اذا كان لا بدّ من ان نعطي دفعة جديدة للخروج من هذه الأزمة، وهذه امنيتنا”، متمنياً انتخاب الرئيس في وقت قريب.

وفي ما خص زيارة عون إلى عين التينة، فقد تقاطعت مصادر معلومات على انه أثناء وجود عون في دار الفتوى لتقديم التهاني للمفتي عبداللطيف دريان بالفطر السعيد، أجرى اتصالاً بمكتب الرئيس برّي في عين التينة الذي سبق وأعلن عن اعتذاره بعدم تقبل التهاني، معربا عن رغبته بزيارة الرئيس برّي الذي رحب بمجيء عون، واصفاً الزيارة بأنها كانت للمعايدة أكثر من كونها سياسية مع انها حظيت بمباركة الاتفاق النفطي وتناولت قانون الانتخاب الذي يجري الاعداد له.

وصف بري أمام زواره زيارة عون له بأنها “زيارة عادية للتهنئة بالعيد، وقد تداوَلنا خلالها في امور مختلفة، وقد عبّر النائب عون عن أمله في ان نتوَصّل في الجلسات الثلاثية في 2 و3 و4 آب المقبل الى حلول وتوافقات، وقد شارَكته الامل في أن ننجح”. وكرّر تأكيده انّ “الاجواء المحيطة بالملف النفطي ايجابية ومشجعة”، مرجّحاً أن “يسلك هذا الملف طريقه بلا ايّ عوائق في الآتي من الايام، وفق الآلية التي يفترض ان تبدأ مع دعوة اللجنة الوزارية المعنية الى الانعقاد ووضع الخطوات التنفيذية قبل ان يُحال الأمر الى مجلس الوزراء ومن ثم الى مجلس النواب”.

اقرا ايضًا: هل الحراك العوني مقدمة لانتخابه رئيساً للجمهورية؟

“المستقبل”: حركة بلا بركة

في تقدير مصدر نيابي من كتلة “المستقبل” ان زيارة عون لدار الفتوى صبيحة أوّل أيام العيد، كانت للتهنئة فقط، وإن كان الهدف منها تسويق نفسه اسلامياً للرئاسة الأولى، لكن المصدر توقع ان لا تكون للزيارة أية نتائج عملية، أقله على صعيد فتح أبواب “المستقبل” امامه، مشيراً الي ان النائب سليمان فرنجية ما يزال مرشّح “المستقبل” للرئاسة الأولى.

فرنجية مرتاح

وفيما تستمر القراءات في أبعاد حركة عون الداخلية، لم يصدر عن تيار “المردة” ايّ تعليق او موقف، مكتفياً بمراقبة ما يجري. وعلمت “الجمهورية” انّه “مرتاح بشدة ومطمئنّ الى مبادرة الحريري ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، ومطمئن الى وجودها، ويعتبر انها المبادرة الرئاسية الوحيدة المطروحة اليوم”.

 

ايرولت ينقل انفتاحاً إقليمياً على تسوية داخلية

الاسبوع المقبل مرشح لخرق الجمود السياسي الداخلي انطلاقاً من مجموعة محطات ديبلوماسية وداخلية تبدأ بزيارة وزير الخارجية الفرنسي جان – مارك ايرولت لبيروت الاثنين والثلثاء المقبلين. وعلى تفاوت التقديرات اللبنانية التي تسبق زيارة ايرولت التي ستتميز بالمروحة الواسعة من اللقاءات التي سيعقدها مع ممثلي جميع القوى الداخلية فإن التحرك الفرنسي لا يبدو منفرداً في ابراز القلق المتصاعد حيال لبنان وازمته السياسية – الرئاسية.

اقرا ايضًا: ما قصة التقارب «النفطي» المفاجئ بين بري وعون؟

جلستان لمجلس الوزراء

في غضون ذلك ينعقد مجلس الوزراء في جلستين الاسبوع المقبل، الاولى الثلثاء ومخصّصة للملف المالي ووَضع الخزينة العامة في ضوء المشاريع التي تحتاج الى إعادة النظر في أولوياتها قياساً الى حجم محتويات الخزينة بالإضافة الى بعض المقترحات التي سيقدمها وزير المال علي حسن خليل حول الوضع المالي وفق جدول مقارنة بين ما في الخزينة وما هو مطلوب منها للحفاظ على نوع من التوازن المالي.

أمّا الجلسة الثانية لمجلس الوزارء فهي وفق “الجمهورية” عادية وتُعقد بعد ظهر الخميس وفق جدول أعمال سيوزّع اليوم على الوزراء ويتوقع ان يخلو من أيّ ملفات استثنائية خلافية، ومنها ملف المراسيم التطبيقية الخاصة بالنفط.

السابق
موظفو «المستقبل»: هُدّدوا فتراجعوا..
التالي
السيد محمد حسن الأمين يكشف الاسباب الحقيقية لتفشي الارهاب