النظام السوري يحرك خلاياه النائمة باتجاه بلدة القاع!

القاع
تعرضت منطقة القاع البقاعية المسيحية القريبة من الحدود اللبنانية السورية، لتفجيرات انتحارية عدة مطلع الاسبوع الحالي، أسفرت عن وقوع عدد من الشهداء والجرحى.

تحركت تلك الخلايا النائمة لتقوم بضرب مناطق يغلب عليها الطابع المسيحي وتحديداً تلك البلدات القريبة مع الحدود السورية؟ وقبل الإجابة عن هذا السؤال سأعود بالذاكرة قليلاً إلى الوراء.

اقرأ أيضاً: «أخطر شبكة» إرهابية منذ نهر البارد في قبضة الاجهزة الامنية

بين عامي 2014 و2015 قامت قوات النظام السوري بسلاحها الجوي والبري المدعومة بفرق عدة من مقاتلي “حزب الله”، بعملية واسعة داخل مناطق القلمون الواقعة شمال غرب دمشق، استعاد خلالها النظام معظم مناطق القلمون الإستراتيجية وتحديداً تلك البلدات المتلاصقة تماماً للحدود اللبنانية المحاذية لبلدة القاع البقاعية ورأس بعلبك المسيحيتين، وذلك بعد طرد جميع المسلحين الجهاديين السوريين من معظم مناطق القلمون.

ولكن بعد فترة صغيرة، وبشكل مثير للجدل، استطاع تنظيم “داعش” أن يخرق تجمعات وتحصينات قوات النظام السوري بإحدى المواقع في القلمون، وان يتمركز داخل مواقع قريبة من الحدود اللبنانية مقابل قرى مسيحية مثل منطقة القاع ورأس بعلبك، دون مقاومة تذكر ودون أن يتدخل سلاح الجو السوري، حينها قرأت في إحدى الصحف تحليلا حول الهدف من وراء تسهيل وإدخال تنظيم “داعش” إلى بعض تلال في القلمون القريبة والمواجهة تماماً لبلدات مسيحية لبنانية دون مقاومة من النظام ولا من حزب الله هناك؟

بتاريخ 11 تشرين الأول عام 2011، نشرت لي إحدى الصحف الخليجية مقالا بعنوان “دولة “داعش”، ما هي إلا… “دنس””، و”دنس” أي النجاسة وبنفس الوقت إختصار لـ “دولة نظام الأسد”، حيث ذكرت في أول المقطع من المقالة “بعد ولادة منظمة جبهة “النصرة” من رحم المخابرات الجوية السورية، ها هي الآن المخابرات.. ذات الخبرة والاحتراف في فبركة المنظمات الإسلامية الراديكالية، تخرج من رحمها منظمة إسلامية جديدة متطرفة مطلقة عليها تسمية “دولة الإسلام في العراق والشام” المعروفة بـ”داعش”،.. .”

نعود للسؤال الأول والثاني وبتقديري، قبل قيام المستدعشين بالأعمال الانتحارية داخل بلدة القاع، حصلت مواقف وتطورات سياسية عدة تتعلق بمصير الرئيس الأسد ونظامه منها، منها إقتراح عدد من أصحاب القرار في الإدارة الأميركية رأياً مفاده بضرورة إزاحة الرئيس الأسد عن السلطة، وخلال حفل إفطار رمضاني على شرف عائلات من مدينة طرابلس والكورة أقامه الرئيس الحريري في معرض رشيد كرامي الدولي، أعلن الرئيس الحريري “بأن الحل السياسي في المنطقة آتٍ وسوريا ستتخلص من كابوس الأسد”.

سعد الحريري

ها هو الرد أتى سريعاً من الرئيس الأسد، ونتيجة لتلك المواقف السياسية وكلام الرئيس الحريري، شعر نظام الأسد بأن هناك شيء ما يحضر له، فحرك النظام كعادته أجهزته الإستخباراتية للخلاية النائمة في تنظيم “داعش”، وقامو بالتفجيرات الانتحارية داخل الأحياء المسيحية ببلدة القاع البقاعية، وذلك بهدف إظهار للمجتمع الدولي بشكل عام وللأوروبي بشكل خاص، أنه بحال ذهب النظام من سورية فالأقلية المسيحية ستكون بخطر، وستتعرض للقتل والتهجير على يد المتطرفين الإسلاميين، وليظهر للعالم أيضا أنه هو الحامي الوحيد للأقلية المسيحية في سورية ولبنان، وذلك بهدف الإبقاء عليه على رأس السلطة في سوريا.

هذا النظام السوري الخبيث، الذي يتقن باحتراف فنون اللعبة الأمنية، عن طريق إمتلاك لأوراق أمنية يستعملها كورقة تفجير إقليمية عند الحاجة، خصوصاً في لبنان، مثل ورقة القيادة العامة في تلال الناعمة، وجرود قوسيا في البقاع الغربي والمراكز هذه مدججة بالسلاح، والخلاية التكفيرية مثل “داعش” وأخواتها داخل بعض المخيمات الفلسطينية في لبنان.

اقرأ أيضاً: لمصلحة من تهديد الاماكن السياحية في لبنان؟

النظام السوري بأجهزة إستخباراته الجوية والعسكرية، مشهور في فبركة التنظيمات الراديكالية الإسلامية المتطرفة، مثل تنظيم “القاعدة” في العراق، و”فتح الاسلام” و”جند الشام” و”عصبة الانصار” في لبنان، وتنظيم دولة الإسلام في العراق والشام “داعش” في سورية، كما أن النظام لديه عملاء لبنانيون وسوريون وعراقيون، متنكرون بزي رجال دين أو دعاة متشددين دينياً للتخريب والمتاجرة والتشويه تحت اسم الدين الإسلامي، ولن يرتاح العرب بشكل عام، والشعبين السوري واللبناني بشكل خاص، إلا بالقضاء نهائياً على هذا النظام المجرم، عهد الطاغية بشار الأسد في سوريا.

السابق
عودة التحالف بين الحريري وجعجع… وتفاهم قادم مع جنبلاط
التالي
مسلحون يسيطرون على بلدة كنسبا في اللاذقية