جنبلاط للحريري: اشرب الكأس المرّة وانتخب عون

قالت “الديار” إن السؤال الكبير الآن: هل اخرجت مأساة القاع المرجعيات السياسية من قاع القرن؟ والمرجعيات الروحية من قاع الغيب، والمرجعيات الثقافية من قاع اللامبالاة؟ مراسلون اجانب كانوا يتابعون المشهد من فجر الاثنين وحتى آخر الليل. قالوا لكأنه مقتطع من احدى التراجيديات القديمة، وحيث كائنات من كوكب آخر تهبط على قرية وادعة، وراحت تتفجر في احيائها، تقتل من تقتل وتجرح من تجرح. سياسيون حاولوا تبرير مجزرة الفجر، والى حد تغطية برابرة تنظيم الدولة الاسلامية. قالوا ان القاع لم تكن مقصودة، بل ان الانتحاريين حاولوا الاختباء فيها بانتظار ان يتأمن لهم الوضع اللوجستي الذي يمكنهم من الانتقال بامان الى حيث اللبنانيون الآخرون، اللبنانيون السود او ما شابه ذلك. حتى وليد جنبلاط الذي طالما قيل انه يراقص الجميع على حافة الهاوية رأى انه آن الاوان للخروج من النقاش السياسي الحالي ومن تبادل الاتهامات لانه لن يؤخر ولن يقدم، فلتكن المهمة بتحصين الجيش والاجهزة الامنية، ووضع سياسة تقشف، وقد تجاوزنا الخطوط الحمراء، وليكن انتخاب رئيس باي ثمن كي لا نصل الى حزيران 2017 لانتخابات نيابية على قانون الستين.

اوساط سياسية فسرت كلام جنبلاط وفق “الديار” على انه دعوة الى الرئيس سعد الحريري لكي يشرب الكأس المرة ويعلن تأييده للعماد ميشال عون رئيسا للجمهورية. رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي قال ان التسوية (الكأس) تبدو مرة للوهلة الاولى. وللوهلة الثانية تبدو الكأس العذبة ما دامت تعيد رئيس تيار المستقبل الى السرايا الحكومية وان كانت مؤشرات كثيرة تدل على ان اختيار رئيس الحكومة، هذه المرة، قد يكون اكثر تعقيداً، من اختيار رئيس الجمهورية.

اجواء تيار المستقبل تعتبر وفق “الديار” ان انتخاب الجنرال رابع (او سابع) المستحيلات. هل لان المزاج داخل التيار لا يستسيغ شخصية الجنرال او اسلوبه، او لان الرياض دفعت به الى خارج اللائحة الذهبية منذ وقت بعيد؟ الامير سعود الفيصل لم يكن يتصور حتى مجرد ذكر اسمه، ومنذ اتفاق الطائف، حتى اذا ما ابرم ورقة التفاهم مع “حزب الله” في 6 شباط 2006 سقطت ورقة العماد عون كلياً من الذاكرة السعودية… الحريري قال ان قراره ذاتي، ولا يتأثر باي جهة عربية او غير عربية. اذا كان هذا صحيحاً فهو حالياً في طور اعادة “تشغيل” قاعدته الشعبية واعادة استقطابها لو تفوه باسم الجنرال لعادت القاعدة الى التبصر..

جهة سياسية ترى وفق “الديار” ان المسألة تحتاج الى زيارة يقوم بها جنبلاط شخصياً الى جدة، غير ان معلومات كثيرة، وشائعات كثيرة، تقول ان ثمة مدرسة جديدة في الاداء السياسي في المملكة. لم يعد باستطاعة اي كان ان يتوجه الى البلاط او الى من حول البلاط في اي وقت. اذا كان هناك من عليه ان يذهب فهو “الشيخ سعد” بالتحديد غير ان الامير محمد بن سلمان عائد من واشنطن وباريس، وفي رأسه اشياء قد يقتضي تحقيقها المائة عام. غرفة عملياته من المستشارين المتعددي الجنسيات، والمتعددي الاختصاصات يعملون على مدار الساعة. اي لبناني قد يطلب موعداً لا يعلم سوى الله متى يجاب طلبه.

ولفتت “الديار” إلى ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي قال ان اجراء الانتخابات النيابية قبل الرئاسية، وهذا ما تلحظه مبادرة الرئيس نبيه بري، قد يجعل من المستحيل انتخاب رئيس جمهورية، وبالتالي تشكيل الحكومة (يا للكارثة)، رئيس الجمهورية قبل اي شيء، وبعد ذلك جولات الصراع الاخرى على قانون الانتخاب، ورئاسة الحكومة والحكومة.

السابق
لبنان والانقلاب العسكري و«حزب الله» وأميركا: هل صار غير الممكن ممكناً؟
التالي
القاع تتحضّر لإقامة «عرس الشهداء»…