حلب ليست كـ«القصَير»!

معارك حلب
تخطت الحرب السورية الـ 1000 قتيل من مقاتلي حزب الله، ناهيك عن مئات الجرحى وبعض المفقودين والأسرى، توزعت بين مناطق الجنوب والضاحية والبقاع، وذلك كله إكراماً للمصالح الإستراتيجية الإيرانية العليا، وعلى حساب أرواح ودماء شيعة لبنان، شاء من شاء وأبى من أبى!

حلب تلك المدينة التي هزمت عبر التاريخ جيوش الهمج المعروفين بالتتار، التي يلزمها الآن جيوش ضخمة لاحتلالها عسكرياً نسبة لكبرها الجغرافي والديموغرافي، ها هي ترسل إلينا كوكبة من الخسائر البشرية التابعة لـ”حزب الله”، داخل نعوش خشبية مسمّرة بمسامير أمريكية روسية، تعود محمولة على الأكف الى مثاويهم الأخيرة بالجنوب اللبناني، بعدما اغرقتهم سياسة تلقي الأوامر وافيون التكاليف الشرعية القادمة من الباب العالي في طهران، بمستنقعات حلب وريفها، بعدما أصبحت مصيدة كبيرة للحزب وللحرس الثوري.

اقرأ أيضاً: الجنوب يشيّع العشرات وحزب الله عالق في مطحنة حلب‏

مدينة حلب ليست كبلدة القصير السورية، يستطيع “حزب الله” أن ينتصر عليها ويدخلها في15 يوما، هي كانت بمثابة طعم لحزب الله بغية استدراجه لاحقاً إلى معركة حلب، تماماً كما ذكرت بإحدى مقالاتي السابقة التي نشرتها لي إحدى الصحف الخليجية المعروفة وذلك بـ حزيران عام 2013 خلال معارك بلدة القصير، حيث ذكرت في سياق المقالة، “حزب الله الذي اسقط مدينة القصير، لا يعلم انه قد اسقط نفسه ايضا ً في فخ ٍ قد نصب له بهدف استدراجه الى مدينة حلب، التي تبلغ مساحتها ضعف مساحة لبنان، وسكانها البالغ عددهم 8 ملايين نسمة، التي ستكون بمثابة بحر هائج في وجه الحزب لاستنزافه عسكرياً، تماما ً كما حصل مع النظام السوري عندما تم استدراجه إلى مدينة حلب ومحيطها، ما أدى إلى إضعاف قوته بنسبة 60%”.

حلب

ها هي اليوم وبالتزامن مع إستراتيجية حرب العقوبات المالية والمصرفية التي تفرضها الولايات المتحدة على “حزب الله”، ليس من المستبعد ان تكون معركة حلب هي تكملة لتلك الإستراتيجية، وأن تكون المخابرات الأميركية قد نصبت فخاً لحزب الله للقتال بريف حلب وذلك بالإتفاق مع روسيا، خصوصاً أن الأخيرة لم تؤمّن أو تساند بالغطاء الجوي لا النظام ولا أعوانه من الحرس الثوري و”حزب الله”، وذلك تحاشياً للغضب الأمريكي، بعدما وردت معلومات صحفية أن الإدارة الأميركية غاضبة جداً من تعمد روسيا قصف مواقع للمعارضة السورية المعتدلة التي تحارب تنظيم “داعش” بريف حلب، وهذا كله بهدف إضعاف الحزب تمهيداً لإخراجه من المعادلة السورية وعودته إلى داخل لبنان، وفي حال حدث ذلك فمن الممكن أن يُسأل الحزب من قبل البيئة الحاضنة له، وعلى رأسهم ذوي أهالي القتلى والجرحى والمفقودين والأسرى، على أي أساس شاركتم بالحرب السورية وسببتم لنا وللطائفة الشيعية خسائر بشرية فادحة؟

اقرأ أيضاً: إيران تذكي الفتنة.. وبيئة حزب الله تدفع الثمن

وهنا ستكون الطامة الكبرى على كاهل الحزب بعد نجاح الدول الكبرى في تقليم أظافر النفوذ الإيراني على الساحة السورية.

السابق
لا تسخر من أحكام داعش والا قطعوا رأس ابنتك؟!
التالي
أحد أنصار حزب الله يتحدى القانون ويعترف أنّه هدد الاعلامي حسين شمص