دبلوماسي إيراني يوضح الفرق بين علاقة إيران بحماس وحزب الله

كشف الدبلوماسي الإيراني الأسبق شاهين دادخواه، مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني، والعضو السابق في الفريق الإيراني المفاوض في الملف النووي في حكومة الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، عن الموقف السياسي والاستراتيجي الإيراني من حركة حماس الفلسطينية.

وقال دادخواه في مقابلة خاصة في برنامج “الصفحة الأخيرة” على تلفزيون “صوت أمريكا” الناطق باللغة الفارسية، إن هناك اعتقادا سائدا في إيران بأن حركة حماس لن تستطيع أن تكون الحليف الاستراتيجي للنظام الإيراني على غرار حزب الله في لبنان، كما أن إيران غير واثقة في علاقتها مع حماس بالمنطقة.

وأضاف دادخواه، الذي كان عضو الوفد الإيراني الرسمي في المفاوضات الثلاثية الأمريكية – الأفغانية – الإيرانية، والمفاوضات الثلاثية الأمريكية العراقية الإيرانية قبل الغزو الأمريكي لأفغانستان والعراق: “مفاوضاتنا مع الإسرائيليين كان التركيز فيها يصب حول حركة حماس، ونحن تعاملنا مع الحركة من منطلق تكتيكي”.

وتابع: “الاستراتيجية الإيرانية حول حركة حماس هي استراتيجية تكتيكية عكس استراتيجية إيران حول حزب الله اللبناني، لأنه لا يمكن لحماس أن تؤدي الدور نفسه الذي يؤديه حزب الله لإيران بالمنطقة”، على حد تعبيره.

وكشف دادخواه، خلال حديثه، للمفاوضات الإيرانية – الإسرائيلية التي جرت حول حركة حماس، والذي كان هو نفسه ضمن الوفد الإيراني الرسمي الذي التقى وزير العمل الإسرائيلي قبل ستة أعوام لخدمة المصالح القومية الإيرانية.

وأوضح الدبلوماسي الإيراني السابق أن “مفاوضاتنا مع الإسرائيليين حول حركة حماس لم تكن فقط في إسرائيل، بل جرت العديد من اللقاءات بين الوفدين في بعض الدول التي لا أستطيع الكشف عن هويتها”، على حد قوله.

واعتبر عضو الوفد الإيراني المفاوض مع الإسرائيليين دعم حركة حماس من قبل إيران لا يخدم المصالح الإيرانية ولا الأمن القومي الإيراني بالمنطقة.

وأشار إلى أن مواقف حركة حماس غير متطابقة مع المصالح الإيرانية لأن الحركة نفسها، على لسان إسماعيل هنية، “تترحم على صدام حسين قاتل الإيرانيين، كما أن هناك العديد في داخل إيران لديه الاعتقاد نفسه، وعلى هذا الأساس تفاوضنا مع الإسرائيليين حول حركة المقاومة الإسلامية”.

إقرأ أيضاً: روحاني يخوض معركة الفن في ايران دفاعا عن «ناظري»

وعلل الدبلوماسي الإيراني السابق الأسباب التي دفعت إيران لدعم حركة حماس قائلا: “إسرائيل كانت سببا في بعض المشاكل الإقليمية لإيران بالمنطقة، لذا ظهرت بعض الأصوات المتشددة في إيران تطالب بالدعم اللامشروط لحركة حماس ردا على المشاكل التي تسببها تل أبيب لطهران ومصالح الأخيرة بالمنطقة”.

ورفض شاهين دادخواه الحديث عن الاتفاق الإيراني – الإسرائيلي حول حركة حماس قبل ستة أعوام، وقال إن المفاوضات مع الإسرائيليين حول “حماس” كانت شبه صفقة معهم لضمان المصالح الإيرانية، وأكد أنهم (الجانب الإيراني) لم يقفوا، في بعض المراحل، مع حماس التي كانت تطالبهم بالوقوف معها ودعمها، وقال: “إيران تتحرك ضمن إطار مصالحها القومية في علاقتها مع حركة حماس، وكما أن إيران كانت غير مهتمة ولم تعر أي اهتمام تجاه المجازر التي ترتكب بحق المسلمين في الشيشان، فالمبدأ نفسه تم تطبيقه تجاه حركة حماس”.

إقرأ أيضاً: هكذا تزج ايران اللاجئين الافغان في المحرقة السورية

وأكد تراجع إيران أمام إسرائيل في بعض الأماكن للحفاظ على مصالحها القومية.

وبرر الدبلوماسي الإيراني الأسبق المفاوضات الإيرانية – الإسرائيلية بصورة مباشرة قائلا: “إن جميع الدول في العالم من أجل ضمان مصالحها وأمنها تفاوض وتجلس حتى مع أعدائها، ونحن أثناء الحرب العراقية – الإيرانية جلسنا مع العراق وتفاوضنا مع العراقيين بصورة سرية”.

وكشف دادخواه في لقائه التلفزيوني عن حقيقة الدعم الإيراني الأمني والاستخباراتي الواسع للولايات المتحدة الأمريكية لغزو أفغانستان، وأوضح في هذا الشأن أن طهران لا يمكن أن توافق على أن تتحول أفغانستان، الحديقة الخلفية لها، إلى منطقة نفوذ للسعودية في ظل حكم طالبان، وعلى هذا الأساس أظهرت إيران تأييدها الكامل ودعمها الواسع للغزو الأمريكي لأفغانستان.

(عربي 21)

السابق
بالصورة: ابن مخيم عين الحلوة سقط أثناء قتاله مع داعش
التالي
أول فلسطينية عربية تنجح في تحدي السبع قمم