صايغ: لم يكن هدف الكتائب في البلديات كسر تحالف عون – جعجع

الانتخابات البلدية
لم ينعكس "تحالف معراب" بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر داخل صناديق الاقتراع في العديد من القرى والبلدات المسيحية، فسقط شعار الاكثرية المسيحية في أول امتحان شعبي لتبرهن نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظة "جبل لبنان" عند أول استحقاق ديمقراطي تراجع الاندفاع الشعبي والاحتضان المسيحي الذي كان ابان اعلان هذا التحالف.

فيما كانت النتائج مفاجئة لـ “التيار الوطني الحرّ” و”القوات اللبنانية” حيث لم يستطيع كلاهما اكتساح العمق المسيحي، سجّل حزب الكتائب اللبنانية والعائلات خرق في الساحة المسيحية وتقدما على حساب “تحالف معراب” في معظم أقضية محافظة جبل لبنان. ففاز حزب الكتائب بأكثر من ثلاثين بلدية في المحافظة، مثل الدامور وفرن الشباك والناعمة وحمّانا والحازمية وكفرتيه وبياقوت وبيت شباب وروميه وجل الديب”. فضلا عن أن الحزب “فاز في عشرات البلدات بالتحالف مع آخرين مثل سن الفيل مع النائب ميشال المرّ وغوسطا مع الخازن وبيت الدين ووادي شحرور.

اقرأ أيضاً: الانتخابات البلدية في جبل لبنان تخلط أوراق وتطيح بتحالفات‎

وبينما أكد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل أمس بعد الادلاء بصوته، على تغليب الحزب للعامل الإنمائي على البعد السياسي في الانتخابات، إلا أن الاوساط السياسية المتابعة رأت ان الكتائب سعت إلى بناء تفاهمات مع المر لكسر حلف معراب خشية من اكتساح “الثنائي الماروني” للبلديات المتنية. وأن النتائج كانت بمثابة رسالة و اضحة مفادها أنه لا يمكن للثنائية المستجدة احتكار الشارع المسيحي وحصر تمثيله.

وفي هذا السياق، قال نائب رئيس حزب الكتائب الوزير السابق سليم الصايغ لـ “جنوبية” أن “تحالف معراب لم يستطع ترجمة هذاسليم الصايغ الاتفاق في الانتخابات البلدية حيث افتراقا في بعض المناطق”. مشيرا إلى أن “حزب الكتائب كان له تحالفات مختلفة في عدة مناطق ففي جونيه كان التحالف مع التيار الوطني فيما كان التحالف في سن الفيل مع النائب المر لذا لم يكن الهدف كسر تحالف جعجع – عون “.

وأضاف “البعد السياسي لنتيجة الانتخابات أن تحالف معراب لم ينطبق على الواقع السوسيوليوجي وأثبتت النتائج أن الحقيقة مغايرة وان الثنائي القوات – التيار لا يحتكرا الشارع المسيحي”.

كما أكد أن ” حزب الكتائب موجود ليس فقط حجما بل له صوت وازن”. مشيرا إلى “الحزب خرج من هذه الانتخابات بوضع أقوى ومعززا مما كان عليه بغض النظر عن التحالفات”. معتبرا أن “معركة جونيه والتحالف مع عون اعطت مشهدا مغايرا لا بد من التأكيد على أهميته سيما أنها ليس المرة الوحيدة الذي يشارك فيها الكتائب بلوائح مشتركة كما في سن الفيل ما يدل على النضوج في كيفية التعامل مع الاستحقاقات وعلى الرغم من انهم ارادوها معركة في سن الفيل إلا أن الحزب استطاع الفوز بها”. مشيرا إلى أن “في كل مرة هذا الاتفاق يسقط نتيجة للنسيج الاجتماعي”.

وعما إذ كان لنتائج جبل لبنان تأثيرعلى الاستحقاقات الأخرى قال الصايغ إنه “إلى نخوض المعركة البلدية التي لم تنته بعد وانه الى حين استكمال الصورة يبنى على الشيئ مقتضاه”.

وفسر تقدم الكتائب إلى جانب تقدم لوائح العائلات والمستقلين على لوائح الأحزاب في محافظتي بيروت وجبل لبنان إلى أن “الناس كانت مغشوشة بالحملات السياسية لكن صوت الصندوق كان له صدى أكبر حيث اثبتت الكتائب عن وجودها المتجذر بالنسيج الاجتماعي وان حزب وازن في الساحة المسيحية“.

وخلص الصايغ إلى أنه “يجب اخذ عبرة من هذه الانتخابات للمسارات الاخرى لفصل كل مسار عن الآخر لانه فعلا خلطت الاوراق وعكست أهمبة الاراداة الشعبية وليس فقط السياسية”. وتابع “رغبة الناس بالتعبير عن رأيها هي التي انتصرت”. مشيرا إلى أن “لبنان لن يحكم بأحاديات لذا يجب فتح سبل التغيير الديمقراطي الذي نطمح له”.

اقرأ أيضاً: الإنتخابات البلدية في لبنان تفضح السلطة الفاسدة…

وبانتظار، صدور النتائج النهائية والرسمية ليتوضح مشهد الاستحقاق البلدي في جبل لبنان، إلا أن البارز انه وعلى الرغم من ارتفاع نسبة الاقتراع والمشاركة المسيحية خسر اتفاق معراب في بعض البلدات وهذا ما يعكس مدى هشاشة هذا التحالف.  وبعد هذه النتيجة هل تعيد الاحزاب المسيحية حساباتها؟ وهل سيكون للاستحقاق البلدي تداعيات على الاستحقاقات القادمة؟

السابق
«حزب الله» vs. «الجماعات التكفيرية»: لا أكره الأساطير ولكن التَّوائم
التالي
لائحة « الغبيري للجميع»: ضغوطات وتحريم وعراضات مسلحة واجهتنا