لماذا خذل المسيحيون لائحة البيارتة؟

انتهت الانتخابات البلدية في مدينة بيروت وأعلنت النتائج الرسمية التي أظهرت هشاشة التحالف الجديد بين غالبية الأحزاب التي تتكون منها العاصمة، هذا التحالف الذي حمله الرئيس سعد الحريري على عاتقه وسوّق له في الحملة الانتخابية تحت عنوان الشراكة والحفاظ على المناصفة، ترجم في صناديق الاقتراع خذلان من قبل الحلفاء، بعكس ما تمّ الاتفاق عليه.

أظهرت الأرقام في صناديق الاقتراع أنّ المسيحيين في الدائرة الأولى وعلى الرغم من أنّ نسبة مشاركتهم في الانتخابات كانت متدنية جدًا لا تتجاوز ال 10%، إلاّ أنّ حوالي ال 70% من هذه الأصوات صبّت للائحة «بيروت مدينتي» حيث وصل فارق الأصوات إلى 2000 صوت لصالحها . هذا الواقع دفع الرئيس سعد الحريري أمس إلى الإعلان أنّ «هناك حلفاء التزموا معنا التزاماً كاملاً، وصبّوا أصواتهم لـ”لائحة البيارتة”، وأنّ هناك حلفاء آخرين فتحوا خطوطاً لحساب مرشّحين من خارج اللائحة، بنحوٍ كان يمكن أن يهدّد المناصفة، وهذا أمرٌ لا يشرّف العملَ السياسي ولا العمل الانتخابي».

لم تكن المفاجأة في بيروت ذهاب أغلبية أصوات المسيحية لصالح «بيروت مدينتي»، إنما النسبة المتدنية في الاقبال على الاقتراع كانت لافتة وعكس كل التوقعات التي سبقت الانتخابات، خصوصًا بعد التحالف عون – جعجع وتمثيلهم في لائحة «البيارتة»، حيث كان متوقعًا أن تصل تتخطى نسبة المشاركة المسيحية إلى 35%، فما هي أسباب تدني الاقبال المسيحي إلى صناديق الاقتراع؟

الكاتب السياسي نوفل ضو حمّل في حديث لـ«جنوبية» تدني إقبال المسيحيين على الاقتراع إلى «فشل الحياة الحزبية عند المسيحيين، وعدم النجاح باستقطابهم الى صناديق الاقتراع، إضافة إلى تزعزع الثقة مع الشريك المسلم، وهذا خطير جدًا فمن غير المقبول بعد 11 عامًا من خروج الاحتلال السوري من لبنان أن يبقى الشعور المسيحي كما هو، وهذه مسؤولية الأحزاب المسيحية، فهناك شريحة من المسيحيين غير راضية عن الشراكة الموجودة حاليًا».

نوفل ضو
نوفل ضو

وتابع ضو «كذلك هناك شقّ أساسي باللامبالاة المسيحية للاقتراع وهي عدم تواصل الأحزاب المسيحية مع المجتمع المسيحي، وطبيعة اختيار ممثليهم في السلطة فكثير من الأحيان يتم اختيار ممثلين غير كفوئين بسبب العقلية الحزبية، أي الأخذ بعين الاعتبار فقط أنّهم من منتسبي الحزب وهذا ما أدّى الى استياء المسيحيين من هذا الأداء».

إقرأ أيضاً: صفعتان على وجه حزب الله: بعلبك والهرمل قالتا «لا»

وفي هذا السياق رأى الكاتب السياسي جوني منير لـ«جنوبية» أنّ «نسب الاقتراع تظهر مؤشرين، الأول أنّ الاحزاب المسيحية لم تعد قادرة على تجييش جمهورها وبالتالي تراجع تمثيلهم داخل المجتمع المسيحي، والثاني أنّ انزعاج المسيحيين من الائتلاف وعدم اقتناعهم بالتحالف الحاصل في الشارع المسيحي، أي أن هناك رفضا للأحزاب وخياراتهم، فالنسبة الضئيلة التي قررت الانتخاب لم تلتزم بقرارات أحزابهم».

وعن سبب عدم قدرة لائحة «بيروت مدينتي» على استقطاب الأصوات المسيحية التي فضلت مقاطعة الانتخابات ونسبتها 85% ، رأى منير أنّ «المسيحيين يحتاجون إلى خيار مسيحي ثالث وليس إلى مجتمع مدني لا يمكن أن يمثلهم».

إقرأ أيضاً: ياغي: حزب الله اضطر ان يستخدم الرشاوي في بعلبك

إذًا من الواضح أنّ ما حصل يوم الأحد في صناديق الاقتراع يثبت التخبط في التحالفات السياسية أولاً، وضرب أدبيات التحالف ثانيًا، إضافةً إلى إضفاء الحسابات الطائفية عند شريحة كبيرة من اللبنانيين وتقديمها على الحسابات الوطنية.

السابق
الطقس ليوم 11 حزيران غائم جزئيا دون تعديل في الحرارة
التالي
هذا هو قاتل زياد القاصوف!!