عقتنيت: بين شباب وتقليديين… والاحزاب خارج المنافسة البلدية

في اطار متابعة ملف الاستحقاق البلدي، تشهد قرى المسيحية في الجنوب اللبناني معارك انتخابية ولكن من نوع آخر، إذ تحتدم المنافسة بين أبناء العائلة الواحدة في هذه القرى بعيدا عن الهيمنة الحزبية. وقرية "عقتنيت" نموذج للصراع البلدي.

يتصف العمل الحزبي في القرى المسيحية في الجنوب اللبناني بأنه شبه معدوم وهو الواقع الذي فرضته الأحداث اللبنانية بين عامي 1975 والـ1992، إذ لم يكن عمل الأحزاب المسيحية بعد التحرير من المحتل الاسرائيلي سهلاً على المسيحيين الخارجين من الاحتلال بملفات اتهامية مثقلة بالعمالة وغيرها من الامور بحسب القوى الفاعلة في البلدات المجاورة التي أصبح لها الكلمة الفصل في الجنوب وصادرت بالتالي العمل الحزبي.

اقرأ أيضاً: انتخابات البلديات وأُمنيات التغيير

ومنذ ذلك التاريخ حتى اليوم تخلصت القرى المسيحية ولو نسبيا من الهيمنة الحزبية الخارجية وما ضاعف هذه الظاهرة أن هذه القرى لا تمثل ثقلا انتخابيا لدى الأحزاب المسيحية من جهة وحزب الله وحركة أمل من جهة أخرى.

وتعيش قرية عقتنيت قضاء صيدا المحاذية للغازية والمعمارية، في محافظة الجنوب للمرة الأولى الأجواء التنافسية للاستحقاق البلدي نظرا لكونها بلدية مستحدثة من 9 أعضاء اذ جرى فيها الاستحقاق الأول في الدورة السابقة عام 2010 وفازت اللائحة بالتزكية.

واليوم، دخل شباب عقتنيت معركة الاستحقاق البلدي في مواجهة وجهاء العائلات الذين تقاسموا المجلس الحالي وذلك عبر تشكيل لائحة شبابية “عقتنيت للكل”. وقد أعلن جورج روكز المخرج المسرحي والمرشح ضمن اللائحة لـ”جنوبية” أن ” “عقتنيت للكل” لائحة شبابية بامتياز تضم الفئة المتعلمة وأصحاب الشهادات”.

وعن دوافع شباب البلدة للانخراط في العمل البلدي أوضح روكز “أن فشل المجلس الحالي هو بسبب أدائه البلدي على الصعيد الانمائي واقتصار الخدمات على المحسوبين عليه”. لافتا إلى أنه “عمد منذ 4 سنوات إلى تأسيس جمعية في البلدة تعنى بالشؤون الثقافية والاجتماعية وقامت لفترة بتنظيم المهرجانات السياحية والنشاطات إلا أنه سرعان ما عمل المجلس البلدي على حلها، لان الجمعية لم تقبل ان تضم أعضاء محسوبين على البلدية”. لافتا إلى أن “هذه الحادثة كانت كفيلة بإدراك مدى أهمية الاستحقاق البلدي وأهمية الاقتراع على أساس المشروع وليس على أساس الشخص “.

عقتنيت

وتضم لائحة “عقتنيت للكل” “9 أعضاء هم: جورج روكز، جون عطاالله، وجيه روكز، نادر شاهين، سامي خوري، جوزيف حايك، مارون نمور، ميشال شاهين، جوني حايك”.

وعن المشروع الانتخابي قال روكز ان “الأهداف لن تكون انمائية فقط من تعمير وتشجير، بل نحن كلائحة التفتنا إلى نقطة بغاية الأهمية وهي تشجيع أبناء عقتنيت ممن نزحوا من البلدة ومن هاجروا إلى زيارة قريتهم وذلك من خلال تنظيم المهرجانات والنشاطات التثقيفية والترفيهية والرياضية من خلال اعادة احياء نادي كرة السلة الذي الغي بقرار من مجلس الوزراء بعدما امتنع المجلس عن تسديد الرسوم”. مضيفا أن “مثل هذه النشاطات ليست عاملا لجذب أبناء القرية بالعودة إلى مسقط رأسهم فحسب، بل ستكون مصدر دخل اضافي للبلدة يمكن الاستفادة منه حيث ستصبع عقتنيت مقصدا من قبل البلدات المجاورة”. وعلى الصعيد الانمائي أضاف روكز أنه “سيتم تشييد الحدائق العامة ومتابعة المشاريع الانمائية التي لم تنهها بعد البلدية”.

كذلك أشار روكز إلى أنهم “سيعملون على تفعيل البلدة على وسائل التواصل الاجتماعي من خلال انشاء موقع الكتروني وصفحات خاصة بعقتنيت على مواقع التواصل”.

كما كشف إلى “الضغوطات والتضييقات والمناكفات التي تمارسها البلدية التي ترشحت مجددا إلى الانتخابات مع تغير بسيط بالأعضاء”.

اقرأ أيضاً: البلديات في لبنان: عهود للسرقة ووعود كاذبة!

وخلص روكز إلى إن “الهدف ليس المناكفات بل ان غاية اللائحة انمائيّة بحتة في سبيل خدمة وتطوير البلدة من خلال اعادتها كما كانت قبل 40 عام”.

السابق
منى أبو حمزة ردًّا على جنبلاط: دموع التماسيح أم دموع حقيقية؟
التالي
مخاتير صيدا يكشفون أسرار المهنة ويقولون: لسنا معقبي معاملاتّ!