البلديات في لبنان: عهود للسرقة ووعود كاذبة!

تزفيت
ما هي إلا أيام قليلة وتنطلق صفارة سباق المرشحين، للانتخابات البلدية والاختيارية على كافة الأراضي اللبنانية، مع انتهاء التحضيرات الشعبية والرسمية لها التي أجريت على قدم وساق؛ كما أن أولى تلك الانتخابات ستكون إنطلاقتها من محافظتي بيروت والبقاع، وكلّ ذلك في ظل سنتين من الفراغ الدستوري بغياب رئاسة للجمهورية

تحظى الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان باهتماما كبير، وتحديداً من قبل جميع الأحزاب اللبنانية، كون البلديات والمخاتير بالنسبة للاحزاب هي مفتاح الانتخابات النيابية، وتمثل العصب بإدارة الوسط الشعبي.

لم نرَ من قبل أيّة عملية تزفيت أو تأهيل طرقات أو حتى ردم للحفر على الطرقات والاوتوسترادات بعدما شكلت فخاخ للسيارات، حتى لم نسمع بان بلدية ما في لبنان ستقيم مشروعا ما يستفيد منه المواطن اللبناني، الذي يتمم واجباته المالية من ضرائب ورسوم لصالح البلديات.

 

أما اليوم وقبل موعد انتخابات البلدية والاختيارية بقليل، انطلقت همم البلديات في تزفيت الشوارع والطرقات، وأطلقت الوعود للمشاريع الخدماتية والإنمائية، وذلك كله كعنوان إنتخابي فقط؛ كما أن الانتخابات البلدية في لبنان، سيغلب عليها الطابع الحزبي ومزايداتهم السياسية ضمن المتاجرة بما يسمى إكراماً للمصلحة الوطنية، وذلك على حساب العائلات وأصحاب الكفاءات والضمير والنزاهة والشفافية شاءوا ذلك أم أبوا؛ ولكن في الحقيقة، أن الذين سمحوا باطلاق صفارة الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان، هم جميع الأحزاب اللبنانية صاحبة النفوذ الواسع.

الانظار مشدودة للتحضيرات للانتخابات البلدية المقامة من قبل المرشحين، الذين ينتهجون إستراتيجية الشعارات والاعلانات واليافطات الوطنية المرفوعة، والمبارزات فيما بينهم ضمن المزايدات في إقامة المهرجانات الخطابية “الوطنجية” الرنانة، وذلك ضمن سياسة التزلف والنفاق من وعود كاذبة على الناس، وبعيداً عن أي برنامج انمائي يذكر لهؤلاء.

رفع النفايات

هؤلاء المنافقون المرشحون للانتخابات البلدية، الذين يلهثون ويتهافتون وراء المنصب البلدي، ليس من أجل السباق في خدمة المواطن اللبناني، أو لناحية الخدمات الاجتماعية، أو لرفع النفايات عن الطرقات بعدما انتشرت روائحها الكريهة وجراثيمها ، أو حتى من أجل خفض نسبة البطالة في لبنان وإيجاد فرص للعمل، وليس من أجل الإنماء أو حتى إيجاد مساحات خضراء بعدما فقد لبنان منها مساحات كبيرة، بل من أجل الاحتيال على القانون لنهب مشاعات الأراضي والأملاك العامة، بعد الإستحواذ عليها بهدف تاجيرها أو بيعها لرجال سياسيين نافذين، أو لصالح شركات سياحية تماما كما حصل لشاطئ رملة البيضاء، وتشييد المنتجعات السياحية على طول الشاطئ اللبناني مثل “مسبح الجسر وشاطئ الرمال الذهبية، والبلفيو، اوسيانا، الكوستا برافا” ومنتجع “المونفمبك والزيتونة بيه” ناهيك عن تشييد المطاعم وحجز الأرصفة بعد تحويلها إلى مواقف لركن السيارات؛

إقرأ أيضاً: محادل «حزب الله – أمل» البلدية انطلقت ولائحة الغبيري أعلنت أمس

ناهيك أيضاً عن أعمال النصب والاحتيال التي تحصل، وذلك عن طريق ترتيب لفواتير ومصاريف وهمية، ولمشاريع إنمائية وغير إنمائية ليست موجودة على أرض الواقع، وايضاً تمنّع البلديات عن إعطاء رخص البناء للمواطنين اللبنانيين في حال أراد أي مواطن مسكين او فقير، أن يبني بيتاً على أرضه أو بملكه الخاص أو حتى أن يشيّد طابقا ثانيا فوق بيته، إلا بحالتين، إذا دفع المواطن رشوة مالية، أو إذا كان منضوياً تحت حزب سياسي ما، تماماً كما يحصل بمعظم القرى اللبنانية وتحديداً في منطقة الجنوب اللبناني.

إقرأ أيضاً: الغبيري: تجاوزات أدّت لتشكيل لائحة قوية ضدّ لائحة حزب الله

نعم وبكل ثقة، ان هؤلاء المرشحين الذين يلهثون ويتهافتون وراء المنصب البلدي، بعد الفوز بها سيتحولون إلى أصحاب نفوذ وسلطة بنكهة الفساد، مدعومون بغطاء سياسي من قبل سياسيين نافذين على الأرض، وسيتناسون شعاراتهم ووعودهم الكاذبة أساساً التي قطعوها على الناس، بعد أن تذهب في مهب الريح، غير آبهين إلا لمصالحهم الشخصية، تماماً كما فعلت البلديات بعهدها السابق، والزمن الآتي سيشهد بذلك، وكما قال شاعر الشعب اللبناني الراحل والمعروف عنه باستهزائه للانتخابات بشكل عام عمر الزعني:

“إسمي فلان، من أشرف عيلة بلبنان، ومرشح نفسي نايب، أول بند من الأربعين، أخلّي السماء تشتي طحين، والأرض تنبّع بنزين، بلا رسوم وضرايب، بس انتخبوني نايب..، ما بتصدق بكرا شوف، وتفرج عالعجايب، بس انتخبوني نايب!.

ولننتظر المرحلة المقبلة.

السابق
بيروت تحيي «خمسينية» كامل مروة
التالي
منى أبو حمزة ردًّا على جنبلاط: دموع التماسيح أم دموع حقيقية؟