تحولنا إلى إرهابيين

هل نحن إرهابيين؟ كم فكرة دموية تدور برأسنا عن الإرهاب، عشرة افكار، اعتقد مئة. أغلبها تأسس على خلفية الصور والفيديوهات التي نراها يومياً لمئات القتلى واشلاء وقطع لحم الذين سقطوا واحد تلوى الاخر في اكثر من مكان وبذرائع متعددة. غير ان ذريعة محاربة الارهاب تبقى ذات وجوه متعددة. لقد تم قتل مئات الألاف من السوريين لأنهم “ارهابيين” ولا يتوانَ جيش التحالف العربي في مهمته المقدسة للبحث عن الحوثيين “الإرهابيين” بالإضافة إلى المجتمع الدولي ودوره في صنع ارهابيين جدد.

اقرأ أيضاً: #انا_عربي_من_حلب: لي الثورة ولكم البراميل…

في السابق كانت السجون التابعة لأجهزة الاستخبارات العربية والغربية كفيلة بإنتاج الارهاب بسبب الممارسات اللانسانية المنظمة بحق المعتقلين ومن بينهم سجني ابو غريب وغونتنامو كذلك لا يمكن نسيان التاريخ الدموي لسجن تدمر السوري وسجن تونس المركزي. اليوم اختلفت الرواية. إن القصف ثم القصف بات كافياً لصنع اعداد هائلة من الافراد الطامحين للانتقام مما حل بهم لأنه من السخيف البحث عن الحلول لمنع الإنتقام والثأر في الوقت الذي تجوب به الطائرات الحربية معظم سماوات الدول العربية.

حلب

لم يبق نظام يعتقد نفسه قادر على محاربة الإرهاب إلا وأرسل جنوده لأرض المعارك الممتدة من سوريا إلى اليمن ونيجيريا لدك معاقل القاعدة والنصرة والدولة الإسلامية وبوكو حرام. وسيحطون رحالهم في ليبيا عمّا قريب بالمبررات ذاتها، وسيعتذرون لاحقاً عن عدم إتمامهم للمهمة وستكون أسباب عجزهم عن إنهاء الإرهاب مجهولة.

في الأسبوع الماضي، إمتلأت مواقع التواصل الإجتماعي بالأخبار القادمة من حلب وبصور النساء الثكالى واشلاء الأطفال وتمتع الهاشتاغ الذي أطلقه الناشطون “حلب تحترق” بالكثير من الإحساس الإنساني وببعض العجرفة والتهكم.

إن الحرب تصيبنا بالواقعية الخطرة، لأن الجيوش المشاركة في الحرب أياً كانت ذرائعهم لا تعنيهم أبداً المأساة ولا عدد الضحايا. الجيوش تحب الإنتصار أو أن تخسر أقل الخسائر الممكنة.

 

السابق
حملة «مناصري أمل» على «الجديد» مستمرة.. «الجديد أقل من دكانة»
التالي
سليماني للصدر: «لم كلابك وإلا أرسل كلابي عليك»