حلب محرقة النظام… و «حملة بالقلب» تغيثها

حلب "ضحية" العروبة والتخاذل الإقليمي والدولي، وضحية المؤامرات ونظام سفّاح لا يجيد إلا لعبة الدم والقتل والإبادة، هذه المدينة المهمشّة حتى عن الإعلام المراوغ، إعلام ينقل صورة خجولة مقتضبة عن الإبادة، أو يعكس الحقائق فيتحوّل الجلاد ضحيّة ويصبح من يموت تحت ركام البراميل شهيدًا، هو المُدان...

من تضامن مع حلب؟

الرؤساء والملوك العرب في قصورهم يتفننون بالاستنكار وببلاغة الخطابة، مجلس الأمن متواطئ مع بشار وكما أحرقت الغوطة بالكيماوي دون موقف يذكر، وكما جوّعت مضايا لأكثر من ستة شهور دون إدانة تذكر، ها هي اليوم حلب تحترق وتباد وتغتصب؟

أما المنظمات الإنسانية، فان حلب لم تستفز ضمائر اصحابها فأغلقوا الشاشات وتناسوا أنّ هناك أطفالًا تحوّلوا أشلاء، وأنّ طريق القدس باتت مشفى القدس فدمرها قصف النظام وحالفائهم الروس وسوّيت أرضًا هي ومن فيها من أطباء ومرضى وأكثرهم أطفال.

حلب

وحدهم من لا سلطة لهم قد تضامنوا، الشعب الحر وحده من رفع الصوت ضد الجريمة، وحده من قال “بشار قاتل”، ومن قال “نحن حلب”، “نحن عرب من حلب”، ولانّ الثورة الالكترونية والانتفاضة الفيسبوكية والتويترية على أهميتها بتحريك الرأي العام لن تغيث حلب كما يجب، ولأنّ التظاهرات لن تسعف الجرحى ولن تؤمن المسلتزمات الناقصة على الرغم من أنّها صرخة حرّة ضد سلطان قاتل وجائر، أطلق بعض الناشطين حملةً تبرّع لحلب.

إقرأ أيضًا: طريق القدس تمرّ في مشفى حلب أيضًا!‏

هذه الحملة الإغاثية التي أطلقتها حملة سلام وتقوى تحت عنوان “حملة بالقلب” تهدف لجمع التبرعات المادية لأجل حلب انطلاقًا من طرابلس لتعم لبنان ولتصل الى جميع الدول العربية وحتى الأجنبية بهدف شراء معدات ومستلزمات طبية لإعانة الفرق الطبية الإغاثية التي تعمل على تقديم العلاج للجرحى والمصابين.

“جنوبية” وفي تواصلها مع القيمين على هذه الحملة، علمت أنّ هذه التبرعات سترسل إلى جمعية تركية موثوقة “union of medical care and relief organizations” وبإشرافها سوف يتم بالتالي شراء المواد الطبية وسوف يتم ايصالها لحلب، وعن نوع المساعدات فهي قد حصرت بالمبالغ المالية لصعوبة نقل وشحن المساعدات العينية من لبنان لتركيا فحلب.

إقرأ أيضًا: القطط والبشر ماتوا في حلب… و«زوكربيرغ» لم يتحرك!

وعن ثقة الناس بهم وبحملتهم والتفاعل معها، أكدوا أنّها ليست المرة الأولى لهم في هذا المجال، وأنّ التبرعات تصل من لبنان ومن الدول العربية، إضافة الى أنّها سوف تعمد لتصوير جميع فواتير المواد الطبية التي سيتم امداد حلب بها.

السابق
القطط والبشر ماتوا في حلب… و«زوكربيرغ» لم يتحرك!
التالي
هذا هو الفرق بين جثث أطفال حلب وأطفال اليمن