نامه شام: القوات والميليشيات الإيرانية تحتل أجزاء من سوريا ومسؤولة عن جرائم ضد الإنسانية

أصدرت حملة (نامه شام) (1) اليوم طبعة ثانية محدّثة من تقريرها المعمق “إيران في سوريا: من حليف للنظام إلى قوة احتلال”.(2) وكانت الطبعة الأولى من التقرير قد صدرت في تشرين الثاني/نوفمبر 2014.
ويوثّق التقرير الذي يقع في 200 صفحة جوانب مختلفة من الدور العسكري والسياسي والاقتصادي الذي لعبه وما زال يلعبه النظام الإيراني والميليشيات التي يتحكم بها في الحرب السورية منذ آذار/مارس 2011، بعد اندلاع الثورة السورية.
ولم يمنع هذا المستوى غير المسبوق من الدعم العسكري والاقتصادي من قبل النظام الإيراني نظام الأسد من السقوط فحسب، بل أدى كذلك إلى تغير طبيعة العلاقة بين طهران ودمشق: فمن حليفين تاريخيين يتبادلان المصالح والخدمات، أصبح النظام الإيراني الآن فعلياً قوة احتلال في ما يدعى بالمناطق السورية الخاضعة لسيطرة النظام، والأخير ليس أكثر من دمية في يد سباه باسدران (الحرس الثوري الإيراني) وذراعه الخارجية، سباه قدس.
كما يقدم التقرير أمثلة عديدة عن انتهاكات حقوق إنسان، جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتكبت في سوريا من قبل الميليشيات والقوات التي يتحكم بها النظام الإيراني.
وقال شيار يوسف، مدير فريق البحوث والاستشارات في (نامه شام) ومؤلف التقرير، إن “هناك ما يكفي من الأدلة لمحاكمة القيادة العسكرية والسياسية للنظام الإيراني لتورطها في كثير من هذه الجرائم على مستويات عدة، من التحريض على وتبنّي أعمال جنائية وإرهابية معينة، إلى المساعدة والتحريض على جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.”
وأضاف يوسف: “ما ينقص فقط هو الإرادة السياسية في البيت الأبيض والاتحاد الأوروبي للبدء بتحقيقات وبمحاكمات.”
وتحتوي الطبعة الثانية من التقرير على تحديثات مفصّلة لقضايا أساسية أثيرت في الطبعة الأولى:
– يستعرض قسم جديد عن إعادة هيكلة ميليشيا النظام المعروفة بقوات الدفاع الوطني (الشبّيحة) خططاً إيرانية لدمج وإعادة هيكلة الميليشيات الموالية للأسد، المحلية منها والأجنبية. ويولي القسم اهتماماً خاصاً لمحاولات تشكيل “حزب الله سوري”، المعروف أحياناً بـ “المقاومة الوطنية العقائدية”، والذي سيلعب دوراً مشابهاً لحزب الله اللبناني: جيش موازٍ مهمته حماية مصالح النظام الإيراني في سوريا حتى بعد سقوط نظام الأسد.
– يفصّل تحديث عن دور حزب الله اللبناني في سوريا كيف نما دور الميليشيا في الحرب السورية من حيث حجمه وأهميته على حساب قوات النظام السوري. ويركز القسم على معارك أساسية في مناطق استراتيجية يصفها بـ “سوريا المفيدة”. كما ينظر التقرير في محاولات سباه باسداران وحزب الله تأسيس موطئ قدم لهما في جنوب سوريا تمهيداً لفتح “جبهة ردع” أخرى مع إسرائيل على غرار جنوب لبنان.
– يقدّم قسم فرعي عن جهود حزب الله التجنيديّة في لبنان معلومات جديدة غير معروفة سابقاً عن تشكيل وتسليح وتدريب ميليشيات مختلفة غير شيعية موالية لإيران، بمساعدة حزب الله اللبناني، كقوات “احتياطية”.
– يتناول تحديث عن دور الميليشيات الشيعية العراقية في سوريا توسع الانتشار الجغرافي والدور الأكبر الذي تلعبه هذه الميليشيات في معارك أساسية في سوريا.
– يالمثل، يتتبع تحديث عن دور المقاتلين الشيعية الأفغان في سوريا كيف نما عددهم ودورهم في سوريا. ويقدم القسم تفاصيل جديدة عن أصول وتطور فيلق “الفاطميّون “، وعن الجهود الإيرانية لتجنيد لاجئين ومهاجرين أفغان في إيران.
– يستعرض قسم جديد عن دور المقاتلين الشيعة الباكستانيين في سوريا أعدادهم ودورهم في الحرب السورية. كما يستعرض القسم خسائرهم في سوريا والجنازات الرسمية التي تُقام لهم في إيران. ويشير القسم إلى أن تشكيل فيلق “الزينبيّون ” دلالة على أن أعداد المقاتلين الباكستانيين الذين يتم إرسالهم للقتال في سوريا تتزايد، وقد تتزايد أكثر في المستقبل.
– يستعرض تحديث عن العلاقة بين داعش والنظامين السوري والإيراني تقارير وأدلة جديدة عن أن كلا النظامين قد اخترق واستخدم وتعاون مع داعش والمجموعات المرتبطة بالقاعدة لخدمة مصالحهما الخاصة. كما ينتقد القسم سياسة الإدارة الأميركية في غض النظر عن علاقة إيران بالقاعدة وشراكة الأمر الواقع بين الولايات المتحدة وإيران والميليشيات الشيعية التي يتحكم بها النظام الإيراني في العراق في المعركة ضد داعش.
– يقدّم تحديث عن المقاتلين الإيرانيين في سوريا تقديرات لأعداد عناصر سباه قدس والباسيج الذين قاتلوا في سوريا. كما يقدّم القسم تفاصيل عن وصول المئات من المقاتلين الإيرانيين الجدد إلى سوريا في نهاية عام 2015 للمشاركة في معارك برية بغطاء جوي روسي.
– يستعرض تحديث عن دور الجنرال الإيراني قاسم سليماني، قائد سباه قدس والحاكم الفعلي لسوريا، تقارير عن نشاطاته وظهوره المتكرر في سوريا. ويكشف القسم أن جهاد مغنية، المسؤول في حزب الله اللبناني الذي قتل في غارة إسرائيلية في جنوب سوريا في كانون الثاني/يناير 2015، كان ابن شقيقة سليماني.
– يقدّم تحديث عن التكاليف الاقتصادية للحرب السورية أرقاماً وتفاصيل جديدة عن تكلفة الحرب بالنسبة لإيران وكيف يؤثر ذلك على الاقتصاد الإيراني وعامّة الإيرانيين وعلى حزب الله.
– بالمثل، يقدّم تحديث عن التكاليف البشرية للحرب السورية بالنسبة لإيران وحزب الله تقديرات لخسائرهما البشرية في سوريا. وترافق القسم ملاحق في نهاية التقرير توثّق أسماء المئات من المقاتلين الإيرانيين والأفغان والباكستانيين الذين قتلوا في سوريا بحسب ما وثقته (نامه شام).
– يناقش قسم جديد عن التدخل العسكري الروسي في سوريا دوافع وأهداف هذا التدخل ونتائجه المحتملة. ويجادل القسم أن التدخل الروسي قد عزز في الواقع النفوذ الإيراني في سوريا، بدلاً من مواجهته أو احتوائه. كما يستعرض القسم التكاليف المادية والبشرية لهذا التدخل بالنسبة لموسكو، ويخلص إلى أن سوريا من المرجح أن تصبح “أفغانستان روسيا الثانية”، تماماً كما أصبحت “فيتنام إيران وحزب الله.”

إقرأ أيضًا: عكاظ.. منظومة حزب الله المالية: تبييض أموال ومخدرات
وقال فؤاد حمدان، مدير الحملات في (نامه شام)، “لقد تغير الكثير في سوريا والمنطقة منذ صدور الطبعة الأولى من تقرير “إيران في سوريا” في نوفمبر 2014. لكن الكثير بقي على حاله أيضاً.”
“ما زال الرئيس الأميركي بارك أوباما مصراً على اتباع سياسته الكارثية في الاستنزاف البطيء لإيران وحزب في سوريا، على حساب استمرار حمام الدم في سوريا وتزايد التطرف وانعدام الاستقرار في المنطقة.”
وتطالب (نامه شام) الولايات المتحدة وحلفاءها بالتعامل مع الحرب في سوريا على أنها نزاع دولي مسلح طرفاه الأساسيان احتلال أجنبي من قبل النظام الإيراني وميليشياته ونضال تحرري من قبل الشعب السوري ضد هذا الاحتلال الأجنبي.
كما تدعوهم لدعم إحالة الوضع في سوريا إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي للتحقيق في جميع جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت في سوريا.
في الوقت نفسه، يجب الضغط على روسيا من خلال المزيد من العقوبات الاقتصادية والعزل الدبلوماسي من أجل دفعها لفك ارتباطها بالنظام الإيراني ولتصبح جزءاً من الحلّ في سوريا، بدل أن تكون جزءاً من المشكلة.

إقرأ أيضًا: مسؤول ايراني: قاسم سليماني أرفع شأنًا من كلّ المرشحين للرئاسة!
كما تطالب (نامه شام) الرئيس أوباما بالإيفاء بوعوده بتسليح وتدريب ما يكفي من الثوار السوريين المعتدلين، ليس فقط لمحاربة داعش والتنظيمات المرتبطة بالقاعدة، بل كذلك لمحاربة قوات وميليشيات النظامين السوري والإيراني. هذا بالإضافة لفرض مناطق حظر جوي لحماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء سوريا تماشياً مع عُرف “مسؤولية الحماية” الدولية.
وأضاف حمدان: “سواء أحببنا ذلك أو لا، وحدها الولايات المتحدة الأميركية من يستطيع إنقاذ سوريا والشرق الأوسط من المزيد من الفوضى والتفتت. وحدها الولايات المتحدة من يستطيع قيادة تحالف دولي جدّي يستطيع مساعدة السوريين في بناء دولة ديمقراطية يسود فيها حكم القانون ولا مكان فيها للأسد وداعميه.”

(نامة شام)

السابق
الجديد تلمح إلى بري بـ «بنما» ومناصرو أمل يردّون بهاشتاغ عمالة الجديد
التالي
محبو السيد محمد حسين فضل الله: نرفض تشويه صورة السيد من مؤسسات تابعة لإيران