انتخابات صيدا… حضور سياسي وغياب تنموي

تستعد مدينة صيدا للانتخبات البلدية التي ستشهد منافسة بين لائحتين الأولى مدعومة من تيار المستقبل والجماعة الاسلامية والدكتور عبد الرحمن البزري من جهة، من التنظيم الشعبي الناصري من جهة أخرى، مع غياب تام للمجتمع المدني.

عاد رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي أمس من السفر ليبدأ بإعداد اللائحة التي ستخوض الانتخابات البلدية. وكان السعودي قد أعلن مراراً أنه يريد أن يعود أعضاء المجلس أنفسهم في الانتخابات القادمة، محافظاً على المحاصصة السياسية التي تجمع تيار المستقبل، الجماعة الإسلامية، والدكتور عبد الرحمن البزري.

اقرأ أيضاً: التوافق البلدي خدعة حزبية أم حقيقة؟ حومين الفوقا مثالاً

ويدور حديث في المدينة أن البزري اقترح إضافة وائل البساط ليكون عضواً في اللائحة، لكن يبدو أن النائب بهية الحريري ليست بوارد الموافقة على ذلك، وإذا وافقت فإنها تستبدل أحد العناصر المحسوبة على البزري بوائل البساط، أحد المقربين من الجماعة الإسلامية يشير إلى أنهم قد يجرون تبديلاً يطال أحد ممثلي الجماعة في المجلس البلدي وعددهم ثلاثة أشخاص. كما أن أجواء تيار المستقبل توحي أن موقع أحمد الحريري (الأمين العام لتيار المستقبل) وهو عضو في المجلس البلدي سيؤول إلى أحد المحامين المقربين من النائب الحريري. وخطاب اللائحة سيتمحور حول إكمال سلسلة المشاريع التي اقترحتها القوى المكونة للمجلس الحالي.

وتشرف النائب الحريري شخصياً على اللقاءات مع ممثلي العائلات والفعاليات لتحفيزها على المشاركة والتصويت للائحة السعودي.

مدينة صيدا من الجو بعدسة بلال نسب

من جهة أخرى، لم يصدر عن الاجتماع الذي عقده التنظيم الشعبي الناصري مساء الاثنين 25 نيسان شيئاً صريحاً سوى الدعوة لترشح الشباب وتفويض الدكتور أسامة سعد بتشكيل لائحة من الشباب المرشحين. لكن يبدو أن عائقاً أساسياً ما زال موجوداً أمام تشكل اللائحة وهو اسم رئيس اللائحة. وحتى هذه اللحظة لم يعرف الرئيس أو أحد من الأعضاء على الرغم من الأحاديث الطويلة التي تشير إلى ترشح فلان أو علان.

هذا العائق تخطاه تيار المستقبل بعد موافقة السعودي بالترشح مرة أخرى، وتقول مصادر عدة إلى أن تدخلاً على مستوى عالٍ قد طلب منه الترشح والاستمرار في المعركة.

اقرأ أيضاً: هل الانتخابات البلدية في «معركة» تؤدي الى احراق محلات!‎؟

أما حول الخطاب الانتخابي للائحة التنظيم فإنه يأخذ منحى سياسيا من دون تحديد المشاريع المحددة والمقترحة للتنفيذ في حال الفوز.

الأكيد في صورة صيدا الانتخابية غياب تيار مدني ديمقراطي يملك رؤية لأية مدينة نريد، وما هي احتياجاتها الأولوية. وغياب كتلة اجتماعية وازنة تؤشر لأولوية التنمية على السياسة في البلديات.

 

السابق
شربل نحاس يعلّق: «لائحة البيارتة» يؤبروني ما أحلاهم من كل وادٍ عصا
التالي
«الدولة الإسلامية» في إيران 2/1: انقلاب… لا ثورة