وافق مجلس وزراء المملكة اليوم (الاثنين) على خطة “رؤية السعودية 2030″، وهي خطة تهدف لتحرير الاقتصاد من الاعتماد على النفط . كما تضمن الخطة رؤية السعودية في تحديد أهدافها الاقتصادية للأعوام الـ15 المقبلة، وتضع جدول أعمال موسعا لتحقيقها، كما تشمل إصلاحات جذرية في الموازنة العامة، وتغييرات تنظيمية. ويقود هذا التغيير ويشرف على الخطة ولي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان.
وفي بيان مقتضب أعلن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز “اطلعنا على رؤية المملكة العربية السعودية التي قدمها مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية ووافق عليها مجلس الوزراء. آملين من أبنائنا وبناتنا المواطنين والمواطنات العمل معا لتحقيق هذه الرؤية الطموحة”. وأضاف: “وجهنا مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برسم الرؤية الاقتصادية والتنموية للمملكة لتحقيق ما نأمله بأن تكون بلادنا… أنموذجا للعالم على جميع المستويات”.
كذلك، ذكر العاهل السعودي أنه وضع نصب عينيه منذ توليه العرش “السعي نحو التنمية الشاملة من منطلق ثوابتنا الشرعية وتوظيف إمكانات بلادنا وطاقاتها والافادة من موقع بلادنا وما تتميز به من ثروات وميزان لتحقيق مستقبل أفضل للوطن وأبنائه”.
وفي مقابلة أجراها ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع قناة “العربية” عقب إعلان المجلس الموافقة على الخطة صرّح بأنه ” لدينا حالة ادمان نفطية في السعودية عطلت تنمية القطاعات كثيرا والاكتتاب على جزء من ارامكو سيحول دخلنا من النفط للاستثمار”. موضحا أن “رؤية السعودية 2030 لا تحتاج الى اسعار النفط بل تتعامل مع اقل اسعاره ونستطيع ان نعيش في 2020 من دون نفط”.
كما لفت بن سلمان إلى أن ” شركة أرامكو جزء من مفاتيح رؤية السعودية 2030 وطرح ارامكو سيجعلها شفافة وتحت رقابة البنوك والجميع”. مشيرا إلى أنه ” سيتم تحويل أرامكو إلى شركة قابضة وننقل العمليات إلى شركات مملوكة لها”.
إقرأ أيضًا: الأمير محمد بن سلمان للعربية: لدينا حالة ادمان نفطية عطلت تنمية قطاعات عديدة
هذا وتم إطلاق حساب خاص بخطة التحول الوطني السعودية تحت اسم “رؤية السعودية 2030” على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” لمتابعة إطلاقها.
وفي سياق متصل، ارتفع مؤشر سوق الاسهم السعودية في تعاملات اليوم متجاوزة خسائرها التي منيت بها خلال الجلسة بعد إعلان مجلس الوزراء السعودي الموافقة على رؤية السعودية 2030، وبدء مقابلة الأمير محمد بن سلمان.
وارتفع مؤشر سوق الأسهم السعودية بنحو 0.20%، إلى مستوى 6711 نقطة، بتداولات نشطة بلغت قيمتها 6.65 مليار ريال.
الجدير بالذكر، أنه منذ تولي الملك سلمان العرش مطلع 2015، سطع بشكل سريع نجم الأمير المقرب من والده الملك سلمان وهو كان عمل منذ العام 2009، كمستشار له. وبات الشاب البلغ من العمر 30 عاما خلال أقل من عام ونصف عام، يجمع مسؤوليات سياسية وعسكرية واقتصادية هائلة. وهو حاليا النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، ووزير الدفاع، ورئيس الديوان الملكي، ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، ومشرف على شركة «أرامكو» النفطية الوطنية العملاقة.
إقرأ أيضًا: مجلس الوزراء السعودي يوافق على «رؤية المملكة 2030»
وبحكم منصبه كوزير للدفاع، أشرف بن سلمان، على قيادة بلاده منذ نهاية مارس/ آذار 2015، تحالفا عسكريا في اليمن ضد الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح، دعما لقوات الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي.
ومنذ بدء عهد الملك سلمان، يرى محللون ودبلوماسيون، أن الرياض اعتمدت سياسة خارجية أكثر قسوة من دبلوماسيتها الهادئة التي سادت لعقود، خصوصا في عهد الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز. وباتت السياسة السعودية أكثر إقداما خصوصا في الملفات الإقليمية، كاليمن وسوريا حيث تضغط الرياض لرحيل الرئيس بشار الأسد.
واثباتا لسياسته الانقلابية في الروح والادارة عبر الامير محمد بن سلمان قبل يومين في مقابلة أجراها لـ «بلومبرج» عن امتعاضه من البيروقراطية التي تتحكم بعمل حكومة بلاده. وبدا بن سلمان عازما على تغيير ذلك، ملمحا إلى أن العمل بدأ منذ اللحظات الأولى لتولي والده مقاليد الحكم.
