فات الأوان لإنقاذ «عين الحلوة»؟

كتب طوني عيسى في “الجمهورية”: فات الأوان لإنقاذ “عين الحلوة”؟

اندلعت اشتباكات عين الحلوة في لحظة وصول بان كي مون والوفد الدولي. ومن الصعب الاقتناع بأنها مجرد صدفة. يكفي التذكير بأنّ عين الحلوة كانت تموج بالغضب قبل أسابيع، وقرَّرت فصائلها جميعاً أن تتحرَّك من المخيم إلى بيروت، في وجه الأمين العام، احتجاجاً على الإسقاط التدريجي لـ”الأونروا”، الشاهد الدولي الوحيد على حقّ الفلسطينيين في العودة.هناك اقتناع لدى مسؤولين فلسطينيين بأنّ الاشتباكات الأخيرة جرى تدبيرها للإلهاء عن مسألة وطنية كبرى. وهذا يَستَتبِع سؤالاً خطِراً: إذاً، مَن هي الجهة المشبوهة التي افتعلت، من قلب المخيم، هذه الاشتباكات لتخدم مصالح إسرائيل؟ وكيف تتغلغل في المخيم وتتمتع بحصانة أمنية، وتتلطّى بالشعارات؟ فضَّل الجميع أن تنتهي الاشتباكات الأخيرة، كما بدأت، على مضض وبالترقيع. لكنهم يدركون أنّ الجولة التالية آتية لا محالة، وأنّ جولةً ما ستأتي في يومٍ ما، وستكون مختلفة عن سابقاتها، لأنها ستنهي الوضع الحالي للمخيم، بسكانه الـ120 ألفاً، وتنقله إلى وضعٍ آخر… أفضل أو أسوأ. يمكن القول إنّ الأوان قد فات على إنقاذ عين الحلوة، وإنها اليوم متروكة لمصيرها بين نموذجين: نموذج البارد حيث كانت نسخة سابقة من “داعش”، هي “فتح- الإسلام”، أوقعته في مأزق. ونموذج اليرموك الواقع تحت هيمنة النسخة الحالية من “داعش”.

السابق
لماذا باع الجنرال «عواد» أرضه؟
التالي
شروط لقاء سلام الملك السعودي في اسطنبول