فورين أفيرز: حزب الله ينفي تورطه في اليمن لكن القوات الموجودة على الأرض واضحة للجميع

قالت مجلة «فورين أفيرز» إن السعودية تري أن التدخل الايراني في اليمن هو محاولة للسعي لتحويل الحوثيين إلى نسخة طبق الأصل من «حزب الله» اللبناني الذي تموله طهران منذ 34 عامًا، ليصبح بذلك «حزب الله الحوثي».

وتحت هذا العنوان: «حزب الله الحوثي»، قالت المجلة الأمريكية أن برنامج تدريب وتجهيز الحوثيين في اليمن ”إيراني“، مشيره لأن الحكومة اليمنية تحدث في وقت سابق عن العثور على وثائق بالمواقع العسكرية الحوثية المهجورة تؤكد مشاركة «حزب الله» في القتال.

وأن الرئيس اليمني «هادي» أكد هذا حين قال إنه تلقى رسالة من زعيم الحزب «حسن نصر الله» كتب فيها: «وصل مقاتلونا في اليمن لتعليم الشعب اليمني جوهر الحكم»، ما يؤكد تورط الحزب في المعارك هناك.

إقرأ أيضًا: نصر الله يقلب الطاولة: اليمن قبلتنا

ونقلت المجلة عن «ماثيو ليفيت» من “معهد واشنطن، قوله «إن قادة حزب الله مثل أبو علي الطبطبائي، الذي قاد القوات في سوريا، تمّ إرسالهم لمساعدة قوات الحوثي».

وأنه سبق للولايات المتحدة عام 2013، أن فرضت عبر وزارة الخزانة عقوبات على «خليل حرب»، وهو قائد سابق للعمليات الخاصة لحزب الله، لتورطه في عمليات بالشرق الأوسط، ولا سيما قيادته لأنشطة «حزب الله» في اليمن منذ عام 2012.

حزب الله ينفي ويعترف!

وبالرغم من إعلان إيران و«حزب الله» دعم الحوثيين، إلا أن كل منهما نفى التدخل العسكري في اليمن.

ففي خطاب ألقاه أول مارس/آذار الماضي، أدان «نصر الله» التدخل السعودي في اليمن، قائلًا: «عمري الآن 57 عاما، وأقول هذا بكل أمانة، لقد كان أعظم شيء فعلته في حياتي هو التحدث من دون خوف في اليوم الثاني من الحرب السعودية في اليمن»، لكنه عجز عن مواجهة اتهامات بتورط حزب الله في الحرب.

وقد نفت قيادة «حزب الله» تورطها في اليمن، ولكن القوات الموجودة على الأرض كانت واضحة للجميع، بحسب المجلة. وخلال مقابلة أجرتها في بيروت مع أحد قادة الميليشيا، «أبو عباس»، تحدث عن خطط الحزب في اليمن.

حيث قال «أبو عباس»: «بعد أن ينتهي عملنا في سوريا، سنبدأ في اليمن؛ فقوات حزب الله موجودة هناك بالفعل، برأيك، مَن أطلق صواريخ توشكا على المملكة العربية السعودية؟ ليس الحوثيين، بل نحن».

وأضاف لـ«فورين أفيرز»: «في المستقبل سيكون هناك أسلحة مضادة للطائرات في اليمن».

وتهدف مصلحة طهران في تمويل وتدريب وتيسير أعمال الحوثيين في اليمن، بحسب المجلة «إلى مساعدة إيران على بناء قاعدة عمليات لهجمات ضد المملكة العربية السعودية في المستقبل».

وتقول المجلة إن الميليشيا اللبنانية، الوكيل المخلص لطهران، يعتبر نفسه أقوى قوة شيعية عربية في المنطقة، ويرى نفسه على أنه حامي الشيعة الأول في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ولا سيما ضد صعود ”الجهادية السُنية“.

كذبة مكررة

في مايو/أيار 2012، قال مسؤول كبير في حزب الله لـ«مجموعة الأزمات الدولية» إن الحزب «لم ولن يقاتل في سوريا»، ولكن في عام 2013، ذكرت جماعات المعارضة أن حزب الله كان يزوّد نظام «بشار الأسد» بالدعم الفني واللوجستي، فضلًا عن تسليح وتدريب الجماعات الشيعية.

وفي أبريل عام 2014، اعترف «حزب الله» بدوره في سوريا، وقاد هجوما على بلدة يسيطر عليها الثوار في مدينة القصير، وفي فبراير عام 2014، استولى حزب الله على بلدة يبرود، معقل الثوار التي كانت بمثابة قاعدة لمحاربة جبهة النصرة ضد الحزب. واليوم، يشارك حزب الله علنًا في الحرب السورية ويقود العمليات في جميع أنحاء البلاد.

وفي الثاني من مارس/آذار 2016، أعلن مجلس التعاون الخليجي بقيادة السعودية أنّ «حزب الله» منظمة إرهابية، كما اتخذت الجامعة العربية خطوات مماثلة، ووصفت الحزب بأنه جماعة إرهابية في 11 مارس/آذار.

وبالرغم من أن هذه التسميات لن تؤثر على قدرة حزب الله على العمل في العراق أو لبنان أو سوريا، لكنها ستجعل عمليات الحزب في شبه الجزيرة العربية أكثر صعوبة، بعدما رحلت البحرين، والكويت، والإمارات عددًا من الأفراد بعد الكشف عن ارتباطات مزعومة بحزب الله.

لن تكون هذه المرة الأولى التي تحاول فيها إيران إرسال هذه الأسلحة إلى اليمن، ففي 23 يناير عام 2013، اعترضت الحكومة اليمنية سفينة جيهان-1، وهي سفينة إيرانية تحمل 20 صاروخ أرض-جو، وأسلحة أخرى.

إقرأ أيضًا: طريق القدس تمرّ من اليمن أيضًا!

وإذا فشلت محادثات السلام اليمنية الشهر المقبل، واستمرت الحروب بالوكالة في أماكن أخرى في المنطقة، فمن المرجح أن تتمكن إيران من إرسال مزيد من الأسلحة لعملائها من أجل تحويل دفة الأمور في الصراع اليمني.

ونظرًا لصعود إيران وزيادة عدوانية المملكة العربية السعودية، فإنها قد تكون مجرد مسألة وقت قبل أن تتصاعد الحرب بالوكالة في اليمن، ويتدخل فيها حزب الله بقوة كما فعل في سوريا.

السابق
حزب الله: الإنصياع لروسيا أو الهزيمة الكاملة
التالي
لماذا رفع حزب الله سقف تهديداته لتل ابيب؟