ربيع خامس للثورة السورية…

الثورة السورية
نعم أيها العالم سورية سيدة حرة عربية قارعت السفاح الأسدي وستقارع الصورة النمطية التي كوّنوها عن نساء العرب. نعم يا سادة صرخت ولن تستكين للخرافة القائلة أن صوت المرأة عورة.

سوريا الأنثى الجميلة التي إعترفت أمام العالم أن لها من العمر خمس سنوات. سورية الثورة كسرت كل القواعد وتمردت على ترسبات القمع وتراكمات الهم. من درعا هبّت الصرخة فضج في الضمائر صوت مدوي “سوريا بدها حرية”.

اقرأ أيضاً: سوريا بلا روسيا تُسقط.. «أساطير الممانعة»

سوريا صوتك أجمل حين يعلو ليملأ الدنيا دوياً ثورياً. سيسقط أركان النظام القمعي ومن يعاونه. ايها العالم، سوريا صار عمرها وفق معاجم اللغة بالحروف وليس بالأرقام ليصبح عدد حروف الحرية مديداً مديداً.

سوريا هي يوسف الحاضر تلبس قميصها الاحمر وإخوتها ما زالو في حيرة من امرهم، ترى هذا الدم لأي فصيل في الثورة.

بلغت الثورة السورية عامها الخامس وفق معطيات ومتغيّرات إستراتيجية على المستوى الإقليمي إن من ناحية القرار السعودي في كسر الذراع الإيراني في اليمن عبر عاصفة الحزم وليس إنتهاء بالتدخل العسكري الروسي الذي عدّل الموازين العسكرية في الميدان لصالح النظام ومن معه.

تدخلت روسيا وتضاربت مصالحها مع الإيراني المتمسك بالأسد كصورة نظام يعتبره حجر الرحى في منطقة نفوذه، بينما الروسي كان تدخله كتطبيق لوصية بريماغوف القديمة بأن يبقى الدب في الشرق الأوسط والمياه الدافئة، ولإعادة روسيا إلى الخريطة الدولية بعد عزلتها على إثر الأزمة الأوكرانية. أما العامل الأهم في الميدان فيبقى للدور العسكري لحزب الله على كافة الجبهات الساخنة من دمشق إلى حلب مروراً بالحدود مع لبنان.

تضاربت المصالح الدولية وصار كل طرف ينظر إلى الأرض السوري على أنها قطعة من الجبنة يريد حصته منها، ضاربين بعرض الحائط معاناة شعب يُذبح كل يوم تحت وطأة الآلة الهمجية «الأسدية ـ الإيرانية ـ الإرهابية».

إن الدول تحكمها المصالح وليس المشاعر الإنسانية. والدليل على ذلك أنه وبعد العام 2013 وبفعل الضربات الهمجية التي أسفرت عن قتل المئات لم تعد تحرك مشاعر الدول والمنظمات المنوط فيها الدفاع عن حقوق الإنسان. مما جعل الجميع يدخل إلى الساحة السورية دون أدنى شعور بالخوف من المحاكمات. هذا ما سمح لحزب الله بالإنغماس في الصراع بشعارات واهية للدفاع عن نظام نعتته حتى الصحف الروسية “ذيل الكلب وقاتل للشعب”. حزب الله المعتاد دائماً على الإنتصارات الإلهية بدأ يدفع كما غيره ثمنا باهظا لقراره الدخول في آتون الصراع السوري الطاحن.

الثورة السورية

ففي الوقت الذي إنسحبت روسيا لأنها لا تريد أن تغرق بشكل كامل في الوحل السوري نتيجة وعي سياسي وعسكري مكتسب من تجربتها المريرة من أفغانستان والشيشان، نجد أن حزب الله مستمر بالتعنت ويدفع أثمان بشرية باهظة وكانت أبرز مكاسبه” أنه بات منظمة إرهابية وفق تصنيف مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية. أما إيران المستمرة في صناعة الأعداء ستكون الخاسر الأكبر ضمن أي صفقة محتملة لأن مصالحها المذهبية تقتضي بالحفاظ شكلياً على الأسد في حين تحدثت ليلة الأمس الـCNN عن أن روسيا كانت قد قالت لبشار: إما القبول بالتسوية أو اللجوء إلى إيران.

اقرأ أيضاً: هل نام الأسد ليلتها؟

إن الصراع السوري سيستمر إلى حين هندسة المنطقة على وقع إتفاقيات “لافروف ـ كيري” ولكن لا يكسر مستقبلياً الأفخاخ التي تنصبها هذه الإتفاقيات إلا إرادة الشعب السوري المنتفض مجدداً من تحت ركام الدمار معيداُ للثورة رونقها كما كانت البداية في 15 آذار 2011.

السابق
في مثل هذا اليوم اغتيل «المعلم» كمال جنبلاط
التالي
باسم فغالي يمارس شذوذه علنا!