رحل عرَّاب اللامركزية، رحل أوغست باخوس

رحل أوغست باخوس، عرَّاب اللامركزية حتى في ضراوة معارك الحرب الأهلية، كان الراحل يغرد في سرب بناء الدولة من خلال وضعه لأول إقتراح قانون للامركزية الإدارية، وكان ذلك في أوائل العام 1978.

كما أنه كان أول من طالب بإدراج اللامركزية الإدارية في نص الطائف، وأكدَّ يومها بأنه من دون اللامركزية لا يمكن بناء الوطن، ثم أعاد تقديم إقتراحه في العام 1991. لقد صدق بما قاله الراحل منذ إتفاق الطائف حتى آخر أيامه. لم يستسلم يومًا لعدم تطبيق اللامركزية الإدارية الموسعة تحت جناح الدولة، ولم يتوان عن تقديم إقتراحاته القانونية لأجلها فأضحت هذه الإقتراحات منطلقًا حقيقيًا لمشروع اللامركزية في لبنان.

إقرأ أيضاً: بالأرقام: هكذا تحارب السُلطة في لبنان الإنماء المحليط

لقد آمن الراحل باللامركزية الإدارية الموسعة منفتحًا على جميع الإقتراحات ولكنه شدد دائمًا بأنَّ هدفه الإنماء المتوازن. لقد آمن الراحل بأنَّ بناء هذه الدولة يأتي من خلال إنتخاب إدارات محلية من الشعب، وأن تكون لجميع المناطق حقوقها في الإنماء تحت رقابة الدولة.

لقد دُفِنَت إقتراحات الراحل حول مشروع اللامركزية الإدارية الموسعة التي طالب بها، لقد دُفِنَت في مقبرة المجلس النيابي ومن لا يعرفها؟ لقد دفنت اللجان النيابية ورؤساءها إقتراحات الراحل منذ بداية التسعينات لأنها لاتريد تطبيق اللامركزية الموسعة في لبنان. ولم يسلم الراحل من إنتقادات البعض خلال إستنهاضه لتطبيق اللامركزية من خلال دعوته رئيس الجمهورية لتشكيل لجنة لدرس اللامركزية الموسعة بعد إنتخابات العام 2009 مباشرة، فكانت أغلب القوى السياسية تحارب أي إقتراح يقدمه معزية الأمر إلى أهمية تحويل الأمر إلى اللجان النيابية.

إقرأ أيضاً: ما نوع اللامركزية التي تريدها فعلاً الأحزاب السياسية؟

ختامًا، تكللت جهود الراحل من خلال الأخذ بدعوته إلى تشكيل لجنة لبحث اللامركزية ولكن بعد قرابة الثلاث سنوات، فتشكلت اللجنة المدعومة من الرئيس السابق ميشال سليمان والمكلفة في 7/11/2012 بقرار يحمل الرقم 166/2012 من حكومة الرئيس ميقاتي. ساهمت اللجنة بتقديم إقتراح قانون اللامركزية الإدارية الذي يبقى الراحل عرابه الأول، كيف لا وهو أول من أطلق طرح اللامركزية في لبنان.

السابق
لغز مصير الأسد الذي وافقت عليه روسيا وإيران
التالي
في أبراج اليوم… شكوك السرطان وإحراج للأسد