هل يكون مصير سورية كمصير المانيا؟

يستغرب المرء أن تحدث أحدهم من أوجه الشبه بين سورية التي تعيش حرباً مديدة مستمرة منذ خمسة إعوام وتؤدي إلى سقوط الآلاف من الضحايا المدنيين، وبين ألمانيا عملاق الاقتصاد الأوروبي. لكن لو دققنا قليلاً نستطيع الحصول على إجابة.

استطاعت روسيا أن تتحول إلى اللاعب الأساس في الحرب السورية منذ تدخلها المباشر منذ أربعة أشهر، صارت هي الطرف المقرر والمفاوض، والباقي تحول إلى جنود في خدمة خطتها من جيش سوري أو حرس ثوري أو مجموعات حزب الله، وعراقيين آخرين. تحاول سورية إفساح المجال للقوى المتواجدة على الأرض السيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي السورية.

اقرأ أيضاً: التدخل السعودي البري في سورية آتٍ لا محالة

ومؤخراً تدرس المملكة العربية السعودية وتركيا وحلفائهما تشكيل قوات عسكرية للدخول إلى الأراضي السورية وإيجاد مواقع لإقدامهم، الهدف المعلن هو الحرب ضد الإرهاب الداعشي، لكن يبدو أن الهدف الفعلي هو السيطرة على أراض سورية تقابل ما تحاول روسيا السيطرة عليه.

المانيا تظاهرة ضد الاسلام

ويحظى حلف السعودية وتركية بدعم غربي واسع، النتيجة المتوقعة مناطق سورية واسعة تحت السيطرة الروسية الممسكة بالقرار والتي تستخدم حلفاءها على الأرض، يقابلها مناطق سورية واسعة تحت السيطرة للغرب عبر الوجود العسكرية للسعوديين والأتراك وحلفائهما. ألا يذكرنا هذا السيناريو بما حصل في ألمانيا قبل أكثر من سبعين عاماً، عندما دخل الجيش السوفياتي الأحمر برلين ورفع علمه على مبنى الرايخ الثالث، مما دفع الحلفاء إلى دفع قواتهم لاحتلال ما يتيسر لهم من أراض ألمانية، وتحولت ألمانيا إلى ألمانيتين شرقية وغربية ودام هذا الوضع 45 عاماً قبل أن تستعيد ألمانيا وحدتها. فإذا حصل السيناريو الذي أشرنا إليه واعتماداً على الوضع السائد في المنطقة، فيبدو أن علينا الانتظار أكثر بكثير من 45 عاماً قبل أن تستعيد سورية وحدتها.

السابق
كيف اكتشف شبيه رفيق الحريري؟!
التالي
الوزير نهاد المشنوق يعترض ويغادر