مقيم مسروق… مغترب مسروق

مسكين أمر هذا المواطن اللبناني الشريف... يهربُ من الزعران في لبنان ويترك لهم البلد بأمّه وأبيه لينهبوه ويغتربُ هُوَ ويعاني الأمرَّين ليسترزق في بلاد الله الواسعة.

إلا أن لعنة هؤلاء الزعران تلحقُهُ الى بلدان الإغتراب القريبة منها والبعيدة ليخرِّبوا عليه باب رزقه بعدة أشكال أهمها إنتهاج سياسة خارجية رعناء للدولة اللبنانية من قِبَل بعض المرتهنين بشكلٍ فاضح لمصالح الدول الأخرى على حساب مصالح المواطنين اللبنانيين الأوادم المجتهدين والمنتشرين في مختلف بلدان الإغتراب.

إقرأ أيضاً: كم لبناني بإيران؟
لقد شاءت الأقدار أن يتبوأ بعض هؤلاء الجهلة مراكز حساسة في دولتنا العليا كان من المفترض أن تعكس سياسة لبنان الحكيمة في عدم الإصطفاف في المحاور الإقليمية من أجل المحافظة على علاقات لبنان الطيبة مع كافة الدول خاصةً الشقيقة والصديقة منها والتي لطالما قدمت يدّ العون للبنانيين مباشرةً وشدّت أزرهم في أصعب الظروف التي مرّوا بها وإما بطريقةٍ غير مباشرة عبر إستقبال قواهم العاملة وطاقاتهم المبدعة في فرص عملٍ مهمة ساهمت عبر التحويلات المالية التي يقوم بها هؤلاء الى ذويهم في دعم الإقتصاد اللبناني والمحافظة على إستقراره وديمومته .
إن الممسكين بكل مفاصل الدولة اللبنانية ومنها السياسة الخارجية والذين لا يراعون مصالح لبنان ولا الجاليات اللبنانية المنتشرة في دول العالم لا يحق لهم التذاكي على الشعب اللبناني والإدعاء بحمايته الأمنية من كل الأخطار المحدقة به صهيونية كانت أم داعشية إن لم يحموا مصالح أبنائه في دول العالم او يكفوا بلاء سياستهم الخارجية الخاطئة فقد ضقنا ذرعاً نحن الشعب اللبناني المقيم والمنتشر ونريد المحافظة على ما تبقى من وطن في ظل إقليم مشتعل وعدم الخروج من حلقة الإجماع العربي فنحن العرب بل قلب العروبة ويجب على دولتنا بالتالي أن تعكس إرادتنا في التضامن العربي العام او النأي بالنفس الفعلي لا اللفظي بأحسن الأحوال.

مساعدات دول الخليج للبنان
مساعدات دول الخليج للبنان

هذا من ناحية ، أما من ناحية أخرى فنرى أنه إذا جمّع اللبناني المغترب “الشقيان” قرشين فيما يسمى ب”تحويشة العمر” ونزل الى حضن الوطن ليضعهم في مشروع صغير يشكل لربما له حلم حياته كشراء قطعة أرض صغيرة مثلاً ليعمّر عليها بيته او ليبني مشروعاً تجارياً متواضعاً يؤمن به آخرته ويضمن من خلاله مستقبل أولاده ، تراهم يتسابقون هؤلاء الزعران والذين ينتشرون في كل المناطق اللبنانية على إبتزازه وسرقته بمختلف الأشكال والوسائل.

إقرأ أيضاً: جراحة سعودية في لبنان

في بعض وجوه الفساد المستشري في لبنان نرى أن هؤلاء الفئة من الزعران الفالتة لا يقتصرون على جماعة سياسية أو دينية معينة ، فلكل منطقة زعرانها ولكل طائفة زعرانها أيضاً وإن تفاوتت درجة زعرناتهم وإرتكاباتهم وهم غالباً يتلطّون بمختلف الزعامات اللبنانية ويقومون بإرتكاباتهم بإسمهم أحياناً بعلمهم وأحياناً أخرى بغير علمهم ولكن في المحصلة يغطّيهم الزعيم ونادراً ما يحاسبهم او يرفع الغطاء عنهم.

مقيم مسروق ، مغترب مسروق…
وستبقى طول عمرك أيها المواطن اللبناني الشريف محروق سلّافَك وملحوق… متى “رح تفوق” ؟!!!

السابق
محصلة تفجيرات السيدة زينب 62 قتيلاً
التالي
مي شدياق: ريفي لم يبقَ شاهد زور طمعاً بالمنصب