مرآب «أبو رخوصة» في البيال أقفل.. وصرخات الموظفين تعلو

في عالم "حيتان المال" يدفع المواطن اللاهث وراء لقمة عيشه ثمنا مصالح وأرباح حيتان الفساد والثراء. لكن، في لبنان خصوصا قطع المواطن اللبناني بأشواط معاناة الشعوب من السلطة دافعا ضريبة ولائه وصمته من جيبه "الطفرانة أصلا" ومن صحته. عبر قرون نجحت الدولة اللبنانية بحكوماتها المتعاقبة بتخدير المواطن والقبول بالأمر الواقع حتّى رضي اليوم ان يطمر بالنفايات.

قالها مرة رئيس تجار بيروت “نقولا شماس ” لا مكان لأبو رخوصة في سوق بيروت”. اليوم، أغلق الموقف الواقع في البيال الذي يعود لشركة سوليدير وهو المرآب الذي كان المستفادين منه بالدرجة الأولى الموظفين عموما في وسط بيروت لركن سياراتهم بقيمة مالية مقبولة.

اقرأ أيضاً: بين الجهل والحقد الطبقي

وقد بدأت تتصاعد احتجاجات العاملين في سوق بيروت التجاري جرّاء الاجراءات الجديدة لشركة سوليدير. إذ أقدمت الأخيرة على تأجير المرآب الواقع في البيال وهو المكان الذي يركن فيه العاملين في وسط بيروت سياراتهم بتكلفة لا تتخطى الثلاثة ألاف ليرة يوميا إلى جهاد العرب الذي يوصف بالمقاول الأول في الجمهورية اللبنانية بهدف انشاء “أفخم مغسل في الشرق” على حد قول أحد الموظفين.
لكن، أين يذهب هؤلاء الموظفون بسياراتهم؟ هنا بيت القصيد. كانت شركة سوليدير تخصص موقف البيال لمن يرغب منهم بركن سياراتهم وكانت تؤمن نقليات مجانية لتنقلهم إلى مركز الأسواق حيث مكان عملهم. لكن، طبعا يبدو أن مردود إيجار هذه الأرض أهم بالنسبة لسوليدير من تسهيل أمور موظفيها والموظفين عموما في الوسط بيروت التجاري. فإستبدلت الشركة هذا المكان بقطعة ارض صغيرة بالكاد تتسع إلى نحو 129 سيارة فقط. أما من لن يحالفهم الحظ وهم الأكثرية الساحقة فسيضطرون إلى ركن سياراتهم في مرآب الأسواق بتكلفة 10 آلاف ليرة يوميا وذلك مع حسبان أن الساعة بـ 1000 ليرة إذ تحتسب مدّة ركن الموظف لسيارته مثله مثل غيره.

موقف سيارات
لكن، ماذا عن العاملين في الأسواق هؤلاء الذين يقصدونها بهدف تأمين لقمة عيشهم. هؤلاء الذي ضحت فيهم شركة سوليدير بهدف إحياء المشاريع والإستفادة منها على كاهل الموظفين ولم تأخذ العناء بتوفير بديل لهم. يعني الباقي، مِمَن لا مكان لسياراتهم ان تركن، والذين يفوق تعدادهم الف موظف تقريبا “فليدبروا أمرهم”! حتى ولو اضطر هذا الموظف الذي تبلغ يوميته 25 ألف ليرة تقريبا إلى اقتطاع من مرتبه المتواضع 10 الاف ليرة بشكل يومي أي 300 ألف شهريا.

اقرأ أيضاً: نحن والأرقام: علاقة عكسية

وان سلمنا أن وسط بيروت لن يتحوّل الى أبو رخوصة.لكن سوق بيروت ليس مقصدا للأغنياء فقط . ألا يستحق أيضًا المواطن ذو الطبقة المتوسطة أو الفقيرة أن يستفيد وأن يعمل بسوق الأغنياء هذا؟

السابق
ردا على استفزاز ات الخارجية اللبنانية: السعودية تتخلى عن تسليح الجيش اللبناني
التالي
مقاتل من حزب الله يتحدث(2): عن الحجاب وسوريا‏