عنصرية …بالخط العريض‏

العاملات الأجنبيات في لبنان
اللبناني عنصري بطبعه، وهو شعور غالب على وطنيته وباقي انتماءاته، ويتباهى بهذه العنصرية ويفتخر فيها أكثر من فخره بالهوية، اللبناني يتناسى فشله مع حكومات التمديد والنفايات المتراكمة حوله وما زال يشمخ ويتكبر، اللبناني "شايف حالو ومكتر" ولكن من هو هذا الكائن "اللبناني"؟

هذا الكائن المنتمي إلى المكوّن اللبناني الذي هو نتاج حضارات وشعوب متعددة من الفينيقيين إلى المصريين القدماء، الآشوريين، الفرس، الإغريق، الرومان، الروم البيزنطيين، العرب، الصليبيين، الأتراك، العثمانيين، فالفرنسيين.
يرفع صوته ويقول بأنف شامخ أمام العامل الأجنبي “أنا لبناني مين أدي”.
هذا المكون نفسه والذي لديه بين الدول العربية والخليجية والأوروبية والأفريقية أكثر من 14 مليون لبناني مغترب منذ مئات السنين، 14 مليون 90% منهم ليسوا بنواب ولا وزراء ولا رجال أعمال وإنّما هم “عمال”.

إقرأ أيضاً: حقيقة مقتل الطفلة سيلين… انظروا غلى التخت وقميص الخادمة
14 مليون مغترب لبناني جزء كبير منهم آثر الجنسية الثانية على جنسيته الأم، ولا يأتي لبنان إلا لزيارة عابرة يتذمر خلالها من وطن لا إحترام به للإنسانية من وطن “العجقة والطوشة” ومن ثم يسافر “لاعناً” ساعة أتى وقاسماً ان لا يعود، فمقارنة بسيطة يجريها هذا المغترب بين أنظمة دول الإغتراب وطبيعة الحياة بأرضيها وأنظمة الوطن وفوضى المعيشة، كفيلة بجعله يكسر جرّة العودة.

في مقابل هؤلاء الـ14 مليون هناك حوالي المليونين أو الثلاثة في أرض الوطن، بنماذج متكبّرة لا تنظر إلى الواقع المزري وإلى رائحة “الزبالة” وإلى ما يعانيه المواطن اللبناني من مذلة في روتينه اليومي، وإنّما تنظر إلى مرآتها العنصرية والتي لها مبرر لا سجال به ألا وهو أنّ صاحب الصورة المنعكسة “لبناني”.

حلقة أحمر بالخط العريض يوم أمس عكست ثقافتنا السطحية بالنظرة إلى “الخدم” ومعاملتهم كبضاعة وكشيء نملكه لا حقوق له، عكست كيف لا ننظر إلى الأجانب القادمين إلى لبنان عمالاً ضمن إطار صفة “العامل” وإنما كأناس هم أقل مستوى منّا فيما كل عائلة لبنانية لديها “عامل أجنبي” ضارب في بلاد الله الواسعه يسمى مغترب.
هذه الحلقة تمظهر من خلالها نفوس لبنانية مريضة بعيدة عن الواقع و واهمة بنرجسيتها مختلقة، فهؤلاء الذين تنظر إليهم باستعلاء لبنانيتنا ونزدري اوطانهم، لا نفايات متراكمة عندهم ولا زعماء يتقاسمون الأزلام طائفياً ومذهبياً، في أوطانهم ما من فراغ رئاسي ولا من مجلس يمدد لنفسه وما من وزير يغرد على تويتر “بالقبيح والفم الكريه”.

إقرأ أيضاً: نتالي صلبان فرحات ضحية خادمتها… فماذا سيكشف التحقيق؟
في أوطانهم هم أكثر ثقافة منّا، وقدومهم الينا لا يعني “جهلاً وأمية” فكم من مثقف لبناني “بائع خضرة” في بلده أو يعمل في الدول الغربية “جارسون”، وكم من لبناني متسول وعاطل عن العمل، وكم من لبناني مشرد وينام على الأرصفة وتحت الجسور.
بإختصار لن أتوقف عند ما تضمنته الحلقة من تفاصيل معيبة بحق “لبناننا” العظيم، وإنّما هي رسالة واحدة أعلق بها على النماذج البشرية التي تجردت من كل مناحي الإنسانية وأختصرها بـ ” قبل أن نعيّر الغير بنرجسية فارغة فلننظر أولاً إلى زوايانا جيداً وبعين البصير فهؤلاء الذين (مش قد المقام) عمال أجانب لدينا ونحن بدورنا عمال أجانب (مش قد المقام) لدى دول أخرى.”

السابق
بالفيديو وئام وهاب لسمير جعجع :«اقعد عاقل…وكرباجي رح جربه عليك»
التالي
مسلسل«رفيق الحريري» ممنوع من العرض … والسيدة نازك تخرج عن صمتها