الرئاسة الفلسطينية: لمن الخلافة؟

محمود عباس

سرعان ما تبين أن الخبر الذي أشيع حول إصابة الرئيس محمود عباس بجلطة دماغية غير صحيح، لكنه ذكّر الفلسطينيين بأن رئيسهم تجاوز الثمانين عاماً، وأن مغادرته المشهد لأي سبب كان سيتركهم في فراغ بسبب عدم وجود نائب للرئيس، وعدم وجود برلمان وترافق الخبر مع ظهور سلسلة أزمات وخلافات داخلية، منها إبعاد ياسر عبد ربه عن منصب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واستبداله بصائب عريقات، وإغلاق مؤسسة يديرها رئيس الوزراء السابق سلام فياض. وتوّجت هذه الصراعات بهجوم غير مسبوق شنه أحد أبرز قيادات حركة «فتح»، اللواء جبريل الرجوب، على الرئيس عباس،.
ويرى كثير من المراقبين في هذه الأنباء المتواترة إشارات قوية على بدء معركة الخلافة على رئاسة السلطة الفلسطينية، بخاصة أن عباس عبر عن رغبته في الاستقالة وأظهر عباس إشارات قوية على أنه يفضل صائب عريقات لخلافته،وعلى رغم أن عريقات واحداً من أكثر السياسيين ولاء لعباس، لكنه لا يتمتع بدعم كبير في حركة «فتح» التي انتمى إليها متأخراً.
ومقابل عريقات يقف القائد الفتحاوي الأسير مروان البرغوثي الذي يتصدر جميع استطلاعات الرأي العام. وتقول مصادر مقربة من البرغوثي الذي يمضي حكماً بالسجن المؤبد خمس مرات (مدى الحياة)، أنه حسم أمره وسيخوض الانتخابات الرئاسية في حال إجرائها.
ومن أبرز المرشحين أيضاً لخلافة عباس كل من جبريل الرجوب ومحمد دحلان اللذين يتمتعان بقوة كبيرة في حركة «فتح» وفي الشارع الفلسطيني، ويظهر اسم سلام فياض رئيس الوزراء السابق مرشحاً محتملاً، وتزيد فرص فياض في حال تفجر الخلافات داخل حركة «فتح» وتنافس أكثر من مرشح، وهو أمر غير مستبعد.
هذا ويطرح اسم رئيس الوزراء الأسبق من حركة «حماس» إسماعيل هنية في موقع متقدم في السباق الرئاسي، وتشير بعض استطلاعات الرأي العام إلى أن هنية يفوز على عباس في حال إجراء الانتخابات اليوم، كما أنه سيفوز على أي مرشح آخر من حركة «فتح» باستثناء مروان البرغوثي.
لكن حركة «حماس» تقول في اللقاءات الخاصة أنها لن تنافس على مقعد الرئاسة بسبب تعرض حكومتها السابقة إلى حصار دولي.

ويتوقع العديد من المراقبين تفجر الصراعات في حركة «فتح» على خلافة عباس بسبب عدم انتخاب نائب للرئيس سواء في قيادة الحركة أو في منظمة التحرير أو في السلطة، لكن بعض قادة الحركة يقولون إن الخيار الوحيد المتاح للحفاظ على وحدة «فتح» والمنظمة والسلطة هو قيام اللجنة المركزية باختيار الرئيس أو مرشح الرئاسة في اقتراع سري.

السابق
ليست «جوليا» ولا «هدى» الواصلة هي «أورسولا»!
التالي
عون للمحازبين: نتمنى أن يستمر التيار من جيل إلى جيل