الصراع الايراني السعودي: قنبلة موقوتة قد تطيح بالحوار

الحوار
شهدت الساعات الماضة توتر على الصعيد الإقليمي وصلت إلى حدّ طرد السفير الإيراني والبعثة الددبلوماسية من السعودية و قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. هذا التوتر أنتج مشادة خطابية في لبنان بين نصرالله والحريري.

أعلنت المملكة العربية السعودية أمس قطع علاقاتها الديبلوماسية مع إيران إثر تعرّض سفارتها في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد للإحراق ما يمثل “انتهاكاً صارخاً لكافة الاتفاقات والمواثيق والمعاهدات الدولية”، بحسب ما قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، الذي اعتبر ذلك “استمراراً لسياسة نظام إيران العدوانية في المنطقة التي تهدف إلى زعزعة أمنها واستقرارها”، مؤكداً في مؤتمر صحافي مساء أمس أن الرياض “حريصة جداً على التصدي لتحركات إيران العدوانية.

إقرأ أيضاً: إيران تتصرف كما لو أنها وصية دولية على الشيعة

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية أسامة نقلي أن السلطات السعودية قامت بإجلاء عائلات الديبلوماسيين السعوديين على متن طائرة تابعة لشركة طيران الامارات. وأوضح ان عدد افراد العائلات يبلغ 47 شخصاً، وان السلطات الايرانية “أعاقت” مغادرتهم في بادئ الامر، قبل ان تسمح لهم بذلك، في وقت توالت فيه ردود الفعل العربية والاسلامية التي تدين الاعتداء على السفارة السعودية في طهران.
وقالت مصادر ديبلوماسية لـ”الجمهورية” إنّ الحرب الكلامية السعودية ـ الإيرانية قد تعَقّد الجهود الديبلوماسية الأميركية في المنطقة ومختلف القضايا، من الأزمة اليمنية إلى الأزمة السورية، وتهدّد بمزيد من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط.
الحريري يصدّ “أبواق” الفتن: مسلسل إيراني خلفياته مذهبية

سعد الحريري
في معرض صدّ “أبواق الفتن”، نبه الرئيس سعد الحريري أمس كل محبي المملكة إلى أهمية عدم الانزلاق إلى حيث تريد هذه الأبواق “من النفخ في رماد العصبيات”. وقد أعرب عن الأسف الشديد إزاء تولّي البعض في لبنان تشريع الأبواب أمام العاصفة الإيرانية وأن “يتقدّم صفوف التحامل على المملكة وقيادتها بأساليب مرفوضة ومقيتة، على صورة ما قرأناه وسمعناه من قيادات “حزب الله” والأتباع من مقلّديه والمحيطين به”.

إقرأ أيضاً:ايران والسعودية غداة اعدام النمر: لا نرغب في التصعيد

وقد انتقد الحريري سير “حزب الله” على خطى طهران وتصرّفه كأنه مسؤول عن شيعة العالم انطلاقاً “من مرجعية سياسية زائفة لإسقاط حدود السيادة الوطنية للدول القريبة والبعيدة”.

– لفت إلى أنّ النمر “مواطن سعودي يخضع كسائر المواطنين السعوديين والمقيمين في المملكة لأحكام القوانين السعودية، وليس مواطناً إيرانياً تطبق عليه قواعد الباسيج والحرس الثوري”.

– أبدى رفضه “التدخل في الشؤون الداخلية للدول الشقيقة (…) التي لم تتخلّ عن لبنان يوماً”.

– أعرب عن يقينه التام بأنّ “المملكة العربية السعودية تلتزم حدود المصلحة الإسلامية والعربية” وبأنها “ضنينة على سلامة لبنان واستقراره “.

sayed hassan

نصر الله: السعوديّة توغل في الفتنة وتريدها
ردّ الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في كلمة ألقاها خلال حفل تأبيني للشيخ الراحل محمد خاتون، على إعدام السعودية الشيخ نمر النمر قبل يومين، في خطاب قالت “الأخبار” إنه الأول من نوعه بهذا المستوى يصدر عنه، خصوصاً أنه ساواها بـ”داعش”، مطالباً العالم بالوقوف في وجهها بإعلانه أنها دولة إرهابية:
-اعتبر أن إعدام الشيخ النمر يحمل رسالة واضحة تقول إن النظام السعودي مصرّ على مواصلة طريق القتال والقتل التي لا مكان فيها لحوار أو تفاوض أو تعقل أو اعتدال.

– حذر من أن آل سعود يريدون فتنة سنية – شيعية، متوقفاً عند إدانة مرجعيات سنية وعلماء سنّة لهذا الإعدام.

– تساءل: أما آن الأوان كي نقول بشجاعة ومن دون أي حسابات أن منشأ ومصنع وأساس ومبدأ ومنطلق الفكر التكفيري الذي يدمر ويقتل ويرتكب المجازر ويهدد شعوب العالم كله من مسلمين ومسيحيين هو هذا النظام وهذه العائلة وهذه المدرسة في السعودية، وأن الجماعات الإرهابية التكفيرية التي تقتل وتذبح هي مجرد أدوات.

– قال: إن الدماء المسفوكة ستكتب نهاية هذا النظام وهذه العائلة، وأنا أضم صوتي إلى صوت الجميع الذين قالوا إن ملامح نهاية هذا النظام الفاسد، المجرم، الظالم، المستبد، التكفيري، الإرهابي بدأت تلوح في الأفق.

إقرأ أيضاً:الرد على اغتيال القنطار آت..لكن الهتاف«الموت لآل سعود»

تظاهرات ضد السعودية ضمن الضوابط
في بيروت كما في بقيّة العواصم الإسلامية، سُجّلت ردّات فعل سلبية بفارق كبير، ذلك انّ ردّات الفعل فيها بقيَت ضمن الضوابط الأمنية والسياسية، وتَجمّعَ رافِضو الإعدام أمام السفارة السعودية في بيروت وأمام مبنى “الإسكوا” في وسط العاصمة من دون أيّ شغب كذلك الذي حصل في عواصم عدة.

السابق
من حزم السعودية.. إلى ردّة الفعل الإيرانية
التالي
نمر النمر نسخة شيعية من بن لادن