في هذه الحرب سنموت جميعاً…

هي حروب دينية عرقية حضارية تشهدها منطقتنا، أشعلتها هذه المرّة الشعوب فمزّقت الأنفس قبل الأوطان، أزالت الثورات حكام وثبّتت آخرين، فرفض بعض منهم التنازل عن سلطته، وقرّر هؤلاء الطغاة المستبدّون ان يحرقوا أوطانهم ويهدموها على رؤوس شعوبهم الثائرة.

لم يعد الشرق الأوسط على ما كان عليه سابقاً. خريطة جديدة وكيان جديد والكثير من الإرهابيين والكثير من ضحايا الإرهاب.
هنالك الكثير من القتلى والكثير من الجرحى وجيوش كبرى. هنالك الكثير من الميليشيات والمأجورين ورايات غريبة. هنالك الكثير من الأباء والأمهات والأطفال والشيوخ والدموع والكذب والدماء.

إقرأ أيضاً:كيف ضرب الإرهاب برج البراجنة؟
لقد حصل هذا منذ مئة سنة وتكرر منذ ثمانين سنة وعاد وحط رحاله في أغلب عواصم الدول العربية مجدداً.
إذ يذكر جيداً العراقيين من هو أبو مصعب الزرقاوي وأيمن الظواهري وصدام حسين ونوري المالكي والسوريون يحفظون إسماء قياداتهم الدمويين والروس كذلك يدركون خطورة الجهاد في الإسلام واللبنانيون عايشوا اجتياح إسرائيل لعاصمتهم بيروت عام ١٩٨٢.

إقرأ أيضاً: بدأت رقصة نهاية الحرب في سوريا

 

الحرب السورية
كل هذا حدث بإسم الحضارة والإسلام ومحاربة الإرهاب والتطرف ونشر الديمقراطية وقمع الديكتاتوريات.
فمن يصدّق أن الشرق هذا غارق بدماء أبنائه ويسمونه مهد الحضارة الإنسانية. وبكل أسى، الحرب تعود دائماً إلى هنا. غير أنها هذه المرة لم ترتدِ لباس الجيوش الرسميين فقط إنما جاءت بعباءات طويلة وفؤوس وسيوف ومعها وسوم الحضارة الجديدة وطائرات وصواريخ مضادة للدروع، وقد إستجاب لها السنة والشيعة والأكراد والمسيحيون والعلويون والفرنسيون والبريطانيون والأميركيون والأتراك والألمان والرووس والإيرانيون أيض

إقرأ أيضاً: الحرب في سوريا على الطريقة الروسية .. حزب الله هو الخاسر
ربما يمكننا القفز من التواريخ ويمكننا ركل القبور بعيداً، ولكنني يومياً أطرح الأسئلة نفسها: كم إنسان سيموت في سوريا اليوم وكم غارة ستنفذها طائرات التحالف الدولي وطائرات روسيا، ومتى ستنفجر عبوة في إحد الشوارع وكيف ستتمدد التنظيمات الإرهابية، لأننا عالقون في تاريخنا وفي إنتقاماتنا، كأننا ولدنا في المكان الخاطئ من العالم.. “كيف سنتخلص من تاريخنا ومن جسر عبور الإستعمار إلينا؟”
هذا هو السؤال الأهم.

السابق
داعش يذبح أول روسي منذ بدء غارات موسكو على سوريا
التالي
هولاند استقبل الحريري