عسيري: لبنان يعاني من احتقان سياسي وطائفي ما يعطل انتخاب رئيس

أكد السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري أن “سياسة السعودية لا تنزل لمستوى المهاترات التي يتم تداولها في بعض وسائل الإعلام، ونحن نعرف دافعها ومن وراءها ومن يجيشها، والمملكة تترفع أن ترد، ولكن عندما نجد أن هناك مصلحة أو إيضاحا يتطلب من المملكة أن توضح موقفها فيه فنحن لا نتردد، أما أن ننزل لمستوى المهاترات التي نسمعها في وسائل إعلام رخيصة، أعتقد أن المملكة أكبر وأسمى من أن تنزل لهذا المستوى”.

وأوضح عسيري في حديث لصحيفة “الرياض” السعودية أن التهديدات التي وصلت إليه بمحاولة استهدافه تم التعامل معها على محمل الجد وأن أي تهديد من هذا القبيل لا يمكن إهماله، مؤكدا “أننا تلقينا هذه المعلومات وأخذناها على محمل الجد حيث تواصلنا مع الحكومة اللبنانية وطلبنا منهم بيان حقيقة هذا الموضوع لأن ما ذكر صادر عن مخابرات أجنبية، ونحن نتعامل معها على أنها معلومات حقيقية وجادة، واتخذنا جميع الإجراءات، والحكومة اللبنانية متجاوبة معنا في حماية السفارة والسفير وحماية الدبلوماسيين السعوديين”.

وشدد على “أننا سنستمر في عملنا، وما يحدث من تهديدات سواء الحالية أو ما سبقها لن تحد من تنفيذ توجيهات قيادتنا في التواصل مع كل القيادات السياسية والعمل ليل نهار لما فيه مصلحة المملكة ومواطنيها، ومجريات التحقيق لا زالت مستمرة، وطلبنا أن يتم التحري والاتصال بالجهات التي وصلت منها المعلومات، وصراحة تم التجاوب معنا من قبل الحكومة اللبنانية في حماية السفارة وسكن موظفي السفارة وسكن السفير”.

وردا على سؤال عن الجهة التي تقف وراء التهديد أجاب بقوله: “إلى حد الآن لا نستطيع أن نخمن الجهة، هي ذكرت. ولكن هل المعلومة مؤكدة؟ نحن ننتظر الجواب من الحكومة اللبنانية”.

وعن الأوضاع الأمنية في لبنان أوضح عسيري أنه “إلى حد الآن يعتبر محصنا أمنياً، لكنه يعاني من الاحتقان السياسي والاحتقان الطائفي، ويتأثر بالجغرافيا السياسية بحكم موقعه الجغرافي ويتأثر بإفرازات ما يأتيه من الأوضاع في سورية والعراق وغيرها في الإقليم، وأنه من حيث المبدأ الناحية الأمنية لا بأس بها، لكن يعاني من ناحية سياسية، ومن عدم انتخاب رئيس للجمهورية”.

وأكد عسيري أن “جميع القوى السياسية اللبنانية لا زالت تجتهد ولكن لم تصل إلى نتيجة لانتخاب رئيس والذي يعد رأس الهرم”، معتبراً أن “عدم انتخابه يؤثر سلباً على الدستور، لأن الرئيس حارس للدستور نفسه، وله قوله”، مشددا على أن “السعودية دائما تحرص على أن يكون هناك حوار بناء في لبنان بين كل القوى السياسية للوصول إلى نتيجة في انتخاب رئيس للجمهورية، والمملكة حريصة كل الحرص وخادم الحرمين الشريفين يكرر ذلك عند اللقاء مع أي من المسؤولين اللبنانيين”.

واعتبر عسيري أن “معاناة لبنان من الاحتقان السياسي بسبب الطائفية من أبرز عوامل تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية، وأن الطائفية رسخت بشكل يؤذي لبنان”، وأضاف: “نتمنى أن نرى انفراجا بانتخاب رئيس، وأن تفرج كثير من الأمور التي تهم عمل مؤسسات الدولة والتي تحتاج لقرارات مجلس الوزراء اللبناني، ونتمنى أن يوفق رئيس الوزراء تمام سلام في اجتهاداته وان نرى توافقا لبنانيا- لبنانيا لحل المشاكل الداخلية”.

السابق
تجدد الخلاف حول مصير الأسد عشية لقاء فيينا
التالي
ديبورا لي جيمس واستحالة الانتصار على “داعش” بلا قوات على الأرض