نصرالله: عندنا إيجابيات نستطيع أن نبني عليها ليس كله أسود

تناول الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله، في الليلة الأولى من مجالس عاشوراء، التي يحييها الحزب في مجمع سيد الشهداء في الرويس، تحت شعار “الحسين سر انتصاراتنا”، التطورات في لبنان وفلسطين واليمن وسوريا إضافة إلى حادثة التدافع في منى أثناء أداء مناسك الحج.

وبدأ من فلسطين “من قلب الصراع، من قلب المعركة، من المعركة الأساس، يقفل العام الهجري الماضي الذي نودعه الآن، على أحداث مهمة في فلسطين في الأسابيع الأخيرة، حيث نشهد حراكا شعبيا قويا جدا في القدس المحتلة، بيت المقدس، في المسجد الاقصى، في الضفة الغربية، وأيضا في قطاع غزة وفي الأراضي المحتلة عام 1948، بما يشبه بداية انتفاضة جديدة، انتفاضة ثالثة. الفلسطينيون أنفسهم لم يسموها انتفاضة ثالثة حتى الآن، ولا ينبغي أن يسبق أحد الفلسطينيين في توصيف واقع حالهم. الفلسطينيون عبروا في الأسابيع الماضية والأيام الماضية عن مستوى عال ـ كما هو معتاد ـ من الشجاعة والتحدي والعزم، وأيضا عن القدرة على التحمل والاستعداد للتضحية، ومعروف عنهم هذا الاستعداد، عندما نرى أعداد الشهداء، أعداد الجرحى، المنازل المصادرة، المنازل المهدمة، إجراءات العدو، ومع ذلك نجد هذا الإصرار عند الفلسطينيين. هذا يعبر عن المستوى الذي ذكرت. بالمقابل ساد الإرباك والقلق لدى حكومة العدو ولدى مستوطنيه، وأيضا ساد القلق لدى بعض دول العالم التي تعتبر نفسها معنية بشكل أو بآخر بالشأن الفلسطيني”.

وقال: “كان الأميركيون والإسرائيليون الصهاينة يفترضون من خلال قراءة وضع المنطقة وتحوّلات المنطقة، وما يسميه الإسرائيلي في كل عام، عندما يقوم بدراسة البيئة الاستراتيجية لدولة اسرائيل، لكيان إسرائيل في المنطقة والتكلم عنه، هم يفترضون أن المنطقة مشغولة بحالها والحروب في أكثر من بلد والاضطرابات في أكثر من بلد وشعب، كل بلد مشغول بمصائبه وبحاله وبملفاته وبأزماته والشعب الفلسطيني، الذي يعيش في داخل فلسطين يدرك أيضا هذا المعنى وهذه المآزق. ولذلك كان يفترض الأميركيون والإسرائيليون أنه من المنطقي والطبيعي أن يكون لدى الشعب الفلسطيني في الداخل حالة يأس، حالة إحباط وانسداد افق وضياع أي أمل، وبالتالي لن يقوم بأي ردة فعل أو أي حركة إيجابية قوية في الميدان، استغل هذا المعطى الإقليمي ومعطيات حال الأمة كما يقال، وبدأت الاستفزازات في اتجاه المسجد الأقصى ضمن حد أعلى لهدم المسجد الأقصى، أو ضمن حد أدنى لتقسيمه كما يقال، تقسيمه مكانيا وزمانيا، أو مكانيا أو زمانيا”.

اضاف “حصلت الاستفزازات، وهم كانوا ـ أي الإسرائيليين ـ يعرفون بأن هذا حال الأمة، مفهوم. الوحيد الذي كان يقدر حقيقة بالمنطق وبالميدان أن يجيب على هذا الاستفزاز وعلى هذا العدوان هو الشعب الفلسطيني نفسه. هو الأجدر وهو الأولى وهو الاكفأ وهو الأقدر على مواجهة هذا الاستفزاز وحماية المسجد الأقصى، وهذا ما بدأ منذ الأيام الأولى من خلال الرجال والنساء الشجعان، الذين كانوا يرابطون داخل المسجد الأقصى وفي مدينة القدس، وكانوا يحولون دون احتلال قطعان المستوطنين لهذا المسجد المبارك. إلى أن تطورت الأحداث في الآونة الأخيرة إلى هذه المواجهات الدامية والقوية، ليس هناك شك أن هذا قد يكون فاجأ العدو وأربكه وأقلقه، وأيضا فاجأ الأميركيين الذين يعتبرون أن هذا الملف الفلسطيني نائم، لا يوجد ما يحركه أو من يحركه”.

وتابع “هنا يجب أن نسجل من جديد، أن هذا الشعب الفلسطيني يفاجئ العالم دائما بتجدده، بتغلبه على جميع المصاعب، على جميع عوامل اليأس والإحباط لقدرته على صنع الأحداث، وفرضها على العالم، بإبداعه بأشكال جديدة في المقاومة تستطيع أن تضع أقوى كيان بوليسي مدجج بالسلاح، بحالة حيرة وذهول وارتباك، هذا يسجل. واليوم، في كل الأحوال ما دمنا في ليالي كربلاء في صراع الحق مع الباطل، في المضمون والجوهر وفي انتصار الدم على السيف، في النتيجة والخاتمة، هذه الساحة، ساحة فلسطين هي من أوضح وأبرز مصاديق صراع الحق مع الباطل، لأننا أمام قضية لا يشوبها شائبة، ولا يجوز أن تكون موضع نقاش، لا من الناحية الدينية ولا الأخلاقية ولا الإنسانية ولا الفكرية ولا الشرعية ولا القانونية. ومن أبرز مصاديق صراع الحق مع الباطل اليوم في العالم هي هذه المعركة الدائرة الآن في داخل فلسطين المحتلة، والتي أيضا عاقبتها هي انتصار الدم على السيف، كما كان هذا الدم ينتصر على السيف”.

واردف “من المتوقع أن تستمر هذه الحركة الشعبية المتصاعدة، ويهمنا هنا أن نؤكد ما يلي:
ـ أولا: تأييدنا في حزب الله، تأييدنا المطلق لمقاومة هذا الشعب الفلسطيني المظلوم والمجاهد ولجهاده ولانتفاضته ولحقوقه ووقوفنا الدائم إلى جانبه كما كنا.
ـ ثانيا: دعوتنا للجميع للمواكبة والتأييد والدعم بكل الوسائل والأساليب الممكنة والمتاحة.
ـ ثالثا: دعوة الجميع إلى التعاطي بمسؤولية مع هذه الأحداث والتطورات في فلسطين. دائما عندما كانت تحصل انتفاضة أو هبة شعبية كبيرة في داخل فلسطين، عندما كان العالم العربي، أو في العالم يتعاطى مع هذه الانتفاضة وهذه الهبة الشعبية كانت بين حدين: بين حد التثبيط وحد المزايدة، والاثنين غلط.
وحد التثبيط يعني: أن تقف منابر إعلامية، وما أكثرها في العالم العربي، وجهات سياسية ودول وحكومات لتثبط من عزيمة شعب فلسطين وتقول له: ما تقوم به ليس له جدوى، ليس له نتيجة، أنتم تضيعون دماء أبنائكم وشبابكم وتهدمون بيوتكم، وهذه الهبة وهذه الانتفاضة ليس لها أفق ولا تؤدي إلى مكان، دائما التشكيك بالجدوى، هذا ما كانت تواجهه المقاومة، حركات المقاومة وحركات الانتفاضة بشكل دائم وسوف نجد على امتداد العالم، وخصوصا في العالم العربي، خدمة لأميركا وإسرائيل سيعملون على إحباط هذه الهبات الشعبية وعلى طعنها، وعلى إضعافها وعلى القضاء عليها كما حصل في السابق.
والحد الثاني: هو حد المزايدة، كأن يأتي البعض ليزايد على الفلسطينيين ويطالبهم بأسقف أعلى من أسقف حراكهم الفعلي، وبتطوير حركتهم بهذا الشكل أو بذاك الشكل، وبعض أشكال الأستذة المعروفة في العالم العربي”.

وقال: “ما أريد أن أقوله، من خلال موقعنا ومن خلال تجربتنا وحرصنا، أننا جميعا يجب أن نكون إلى جانب الفلسطينييين، هم أساتذة الميدان، هم قادة الميدان، هم الحاضرون في الميدان، هم الذين يتوافقون أو يختارون أسقفهم وخياراتهم وأشكال انتفاضتهم ومقاومتهم، وعلينا جميعا ان نكون إلى جانبهم ونساندهم بكل ما نستطيع. ويجب أيضا في ختام هذه النقطة، لأن بنائي على الاختصار الشديد، الإقرار بحقيقة أنه لا يوجد امام الشعب الفلسطيني من خلال وعبر ما يشهده العالمان العربي والإسلامي من أحداث، ومن أوضاع وأمام كل التجارب الدولية، لا يوجد خيار عند الشعب الفلسطيني إلا هذا الخيار الذي يلجأ إليه دائما، وهو خيار المقاومة وخيار الإنتفاضة وخيار القيام الشعبي وبأشكاله المختلفة ليفرض إرادته على محتلي أرضه ومغتصبي مقدساته ومقدسات الأمة ويفرض إرادته وشروطه على العالم. والشعب الفلسطيني لم يكن ينتظر وهو لا ينتظر، وكل التجارب علمته أن عليه أن لا ينتظر، ولم يعد هذا حال الشعب الفلسطيني وحده. اليوم كل شعوب منطقتنا، كل بلد، كل شعب بلد، هو في الحقيقة اصبح معنيا بشكل أو بآخر من خلال الظروف ـ فكريا ودينيا هذا خطأ وأتكلم عنه في بعض الليالي المقبلة إن شاء الله ـ الوقائع أصبحت تفرض على كل شعب أن يتحمل مسؤوليته ومصيره ويصنع مستقبله بإرادته، بنسائه وأطفاله ودمائه ودموعه دون أن ينتظر أحدا في هذا العالم”.

وعن حادثة التدافع التي حصلت في منى في موسم الحج هذا العام، قال: “في هذه الحادثة حتى الآن لم يعلن رسميا عن عدد الشهداء أو الضحايا الذين قضوا في هذه الحادثة أو المأساة، ما زالت السعودية على الرقم 700 و”شوي”. طبعا ما بين أيدي الناس من أسماء ومن صور يتجاوز 1200 أو 1300 بالحد الأدنى، وهناك معلومات تتحدث عن 4000 و 5000 شهيد وضحية، غير الجرحى. حتى الآن ما زال هناك مفقودون، تصوروا أن هذه منى وهذه مكة، نحن لا نتكلم عن قلب الصحراء، هناك مئات من الأشخاص ما زالوا مفقودين، ليس معلوما هل هم أحياء، هل هم أموات، هل هم جرحى، هل هم في المستشفيات، هل هم هائمون على وجوههم، هل هم معتقلون في السجون، هل تم دفنهم في القبور، لا أحد يعرف، وهناك الحجاج الذين قضوا من كل أنحاء العالم الإسلامي. عندما ترون اللوائح والأرقام والأعداد، وإن كان أعداد الإخوة من الحجاج الايرانيين من رجال ونساء هو العدد الأكبر، من لبنان ما زال مصير العالم الجليل سماحة السيد حيدر الحسني إمام بلدة مركبا أيضا مجهولا، ويجب ـ بمناسبة الحديث ـ أن نجدد مطالبة رئيس الحكومة اللبنانية ووزارة الخارجية اللبنانية بضرورة الاعتناء والاهتمام الاستثنائي في هذه الحادثة، في جلاء مصير هذا السيد الجليل المبارك”.

أضاف “عندما نتحدث عن فاجعة منى هناك شقان:
الشق الأول: كيف حصلت؟ أسبابها؟ ما هناك من أحد يحكم على أحد بشيء، طلب تحقيق، تفضلوا اعملوا تحقيق ليعلن. بالحد الأدنى هناك فشل بالإدارة، ليس هناك من نقاش، لأن هذه أحداث تتكرر، حصل هناك مطالبة بتحقيق وبمشاركة بعض الدول الإسلامية في الحد الأدنى التي لها حجاج وضحايا ومفقودون في هذه الفاجعة. الجواب هو الرفض المطلق، حكام السعودية يرفضون بشكل قاطع أن يشاركهم أحد في التحقيق. حسنا، هل هم أجروا تحقيقا أم لم يقوموا به؟ ما هي نتائجه؟ لم يظهر أي شيء بعد، لكن هذا مطلب حق، ومن أبسط حقوق الدول الإسلامية، التي قضى لها حجاج ولها مفقودون في حادثة منى.

الشق الثاني: هو بعد وقوع الحادث، حسنا، بمعزل عن كيفية حصول التدافع، ما هي أسباب التدافع، أخطاء في الادارة، أخطاء في تفويج الحجاج، دعها جانبا، وقعت الحادثة، الحجاج من كل أنحاء العالم يوجد إجماع أو يوجد تواتر في النقل أنهم بقوا لساعات، هناك من يقولون ساعتين أو ثلاث ساعات، تحت الشمس والحر، درجة الحرارة 45 50 درجة، لم يحرك أحد ساكنا. بعض الحجاج يقول “بس لو طلعت الهليكوبتر ورشت علينا مياه”، مئات من الذين قضوا كان من الممكن أن يبقوا على قيد الحياة، يعني هذ الاجراء البسيط، وما حصل ما بعد ساعتين أو ثلاث ساعات مما ينقل ويجب أن تكشفه التحقيقات يندى له الجبين أيضا، لكن لا أريد أن أتكلم عنه الآن بانتظار نتائج التحقيقات”.

وتابع “حسنا أيضا، لا يوجد من يحقق بما حصل بعد الحادث، ولا يوجد من يشارك بالتحقيق بعد الحادث. النتيجة، أنه لا يوجد تحقيق ولا يوجد وضوح. الآلاف قضوا وجرحوا وفقدوا من الحجاج المسلمين، لم يفهم أحد لماذا وكيف وما هو المصير وما هو المآل؟ والمؤسف أيضا، هو سكوت العالم الاسلامي، سكوت الحكومات الإسلامية والدول الإسلامية إلا القليل. أعلى صوت بل لعله الصوت الوحيد العالي في العالم كان هو صوت سماحة الإمام السيد علي الخامنئي حفظه الله وأطال في عمره، الصوت العالي الواضح الشجاع الجريء. حسنا، كيف يعني هذا الذي حصل ويحصل؟!”.

وأردف “أما بالعالم الإسلامي فسكوت، بل بعض الدول التي قضى لها حجاج وحتى الآن هي لا تعرف هل هم أحياء، هل هم أموات، هل هم دفنوا؟ أين دفنوا؟ هي لا تعرف، وخرج حكامها ليشيدوا بالمملكة العربية السعودية، وإدارتها لموسم الحج، يعني لا يوجد أسوأ من هذا، وليختم موسم الحج لا باعتذار، أن يخرج الملك أو غير الملك في السعودية ويعتذر من المسلمين ومن الشعوب الإسلامية لما حصل، بل بالعكس ليخرج ويصدر بيانا لولي عهده يهنئه فيه على نجاح موسم الحج وتأمين الأمن والسلام والطمأنينة لحجاج بيت الله الحرام. أليست هذه مأساة مؤلمة ومحزنة وكارثة بكل المقاييس والمعايير؟”.

واعتبر أن ما حصل في منى “كارثة، والأسوأ من هذا كله أنه ممنوع على أحد أن يتكلم، وممنوع على أحد أن يبكي، مثل ما صار في كربلاء بعد اليوم العاشر، ممنوع البكاء، ممنوع عليك أن تحكي، أن تشكي، هذا رأيناه الآن، ممنوع على أحد أن يعترض، ممنوع على أحد أن يطالب بتحقيق، هذا تسييس، تسييس! هناك آلاف قتلوا وجرحوا وفقدوا، الناس تريد تحقيقا، يقولون لا هذا تسييس! هذا استخدام لحادثة منى في الصراع السياسي مع السعودية. هل هناك افتراء وظلم ووقاحة أكبر من هذا؟ وإذا كان هناك أحد ما في هذا العالم العربي والإسلامي دولة أو شخصية أو عالم دين أو جهة سياسية أو كاتب صحفي أو محلل وقف وانتقد وطالب بتحقيق، فتشن عليه الهجمات، قوم بالسيوف وقوم بالسهام وقوم بالرماح وقوم بالحجارة، أليس هذا الذي كان؟”.

وأشار “هذا الذي يحصل وما زال يحصل، ولذلك هنالك كثيرون في العالم العربي يذكرونك بسنة 60 للهجرة، بسنوات معاوية ويزيد، كثيرون في العالم العربي يوافقونك على قرائتك وعلى طلبك للتحقيق وعلى وعلى وعلى. لكنهم لا يجرؤون أن ينطقوا بكلمة. لماذا؟ لأنهم سوف ينهتكون بسبب تسلط حكام السعودية على وسائل الإعلام، على الصحافة وعلى الفضائيات وعلى كتاب المقالات، ويصدر التعميم اهتكوا فلانا فيهتك وبغنى عنها. سأكتفي الآن بالقول إن هذه المأساة في منى في الشهر الحرام، في البلد الحرام، بحق حجاج بيت الله الحرام، تعبر عن قمة استهتار حكام السعودية بكل القيم الإنسانية والمقدسات الدينية وشعائر الإسلام، وتعبر أيضا عن مدى استكبارهم واستعلائهم وقدرتهم على شراء الذمم والضمائر واستهتارهم بعقول المسلمين وبعواطف المسلمين ودماء المسلمين، وهذا واضح من خلال حادثة منى”.

وعن حادثة منى ختم: “دعوا موضوع اليمن جانبا، هناك يمكن أن يقال هناك موضوع سياسي، ما الذي تقول؟ في حج بيت الله الحرام، شعائر إسلامية وتم التصرف معها بهذه الطريقة. أنا من الذين يؤمنون بأنه ستكون لهذه النفوس الزكية التي أزهقت في منى بسبب الإهمال والتقاعس والتقصير والفشل، وبعد ذلك الاستعلاء والاستهتار، سيكون لها الأثر العظيم على اقتراب انتهاء هذا الظلم التاريخي اللاحق بالأمة وبمقدسات الأمة وبالحرمين الشريفين والذي يمثله هؤلاء الحكام. وإن هذه الفاجعة لا يجوز أن تنسى أو تهمل أو يتم التغاضي عنها، يجب أن تبقى طرية غضة حية في ضمائر وعقول المسلمين”.

وعن الوضع في المنطقة قال: “في وضع المنطقة بعض الأسطر القليلة. عندما نضع المنطقة أمامنا، ماذا عندنا في المنطقة:
1- تواصل العدوان السعودي الاميركي على اليمن: بكل ما فيه من استباحة بكل شيء وحصار وعتو وارتكاب مجازر ورفض لأي حل سياسي لائق ومناسب، وفي المقابل صمود أسطوري وثبات وإباء ورؤوس مرفوعة واستعداد للقتال حتى النهاية.
2- في سوريا: تواصل الحرب الكونية على سورية، وإن كان المستجد مع نهاية العام الهجري هو الدخول الروسي الذي تكلمنا عنه، وسوف نتكلم عنه لاحقا.
3- أيضا تواصل أعمال القمع والقهر بحق الشعب في البحرين ومنعه من تحقيق أو الوصول إلى ابسط حقوقه الإنسانية والسياسية، وسد الأفق أمام أي حل سياسي معقول ومناسب ولائق، أيضا من قبل أميركا والسعودية بالتحديد.
4- تواصل معركة العراقيين في مواجهة داعش والإرهاب، سواء في محافظة صلاح الدين أو في محافظة الأنبار، هذه المعركة التي تعد مصيرية بالنسبة للشعب العراقي.
5- تصاعد حالة الاضطراب في المنطقة، في عموم دول المنطقة من ليبيا إلى مصر وتونس وأفغانستان وصولا إلى تركيا.
6- تواصل الأعمال الإرهابية وعمليات القتل والتدمير لكل شيء، للبشر والحجر والعمليات الانتحارية التي تستهدف المساجد من صنعاء إلى بغداد وإلى كل مكان، وصولا إلى تظاهرة الأحزاب الكردية المعارضة في انقرة.
يعني بكلمة موجزة تدخل منطقتنا عامها الهجري الجديد، وما هو العنوان العام المسيطر؟ حرب، قتال، مواجهات تحديات، تهديدات، وأخطار تحيط بها من كل جانب، لا شك أن هذا أيضا يفرض مسؤوليات ومواقف وتضحيات، وهذا ايضا ما سنتحدث عنه وما سيتحدث عنه اخواني في كل الليالي المقبلة”.

وفي الشأن اللبناني قال: “في لبنان، انتهى العام الهجري الحالي مع ـ الأسف الشديد ـ إفشال كل محاولات التوصل إلى حلول تعيد الحياة إلى الحكومة اللبنانية الحالية ولاسباب شخصية وحزبية ونكدية “يعني نكد نكد، تقول لي لماذا ما مشي الحال، أقول لك نكد نكد نكد)، مما يعني بوضوح الانتقال إلى وضع أشد تعقيدا. والذين أفشلوا محاولات ومساعي الحلول سيكتشفون أنهم كانوا مخطئين كثيرا. حسنا، في لبنان شلل عام بالمؤسسات هو المسيطر، استمرار أزمة العسكريين المخطوفين لدى الجماعات الإرهابية المسلحة في جرود عرسال، وأضيف إلى أزمات البلد السياسية والحياتية والاقتصادية والمعيشية، أضيفت أزمة النفايات، التي انتقلت معنا للأسف الشديد للعام الجديد، لكن في وسط كل هذا الوضع لدينا على المستوى اللبناني إيجابيتان:
الأولى: الاستقرار الأمني بشكل عام، والثانية الحوار القائم بين القوى السياسية، يعني عندنا إيجابيات نستطيع أن نبني عليها. ليس كله أسود”.

وختم “في كل الاحوال، هذه الخلاصة لوضع المنطقة ووضع لبنان في بداية العام الهجري الجديد. نحن في قلب الأحداث وفي قلب التحديات، نحن لدينا فهمنا وقراءتنا ورؤيتنا وتحديدنا لطريقنا وفهمنا لمسؤولياتنا ووجودنا الفعلي في الميدان، وسنواصل وإياكم إن شاء الله الحديث عن هذه المواقف وعن هذه الرؤية في الليالي والأيام المقبلة”.

السابق
مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 14/10/2015
التالي
استقرار سعر البنزين وارتفاع المازوت 100 ليرة